23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

قراءة في مذكرات نصير كامل الجادرجي ج1(الجذور )

قراءة في مذكرات نصير كامل الجادرجي ج1(الجذور )

في عمارة الجادرجي الواقعة في منطقة المنصور و التي فيها مكتبة كان لقائي الاول بالاستاذ نصير كامل الجادرجي رجلآ دمث الاخلاق وعندما تتحدث معة فهو مستمع جيد يجمع عمق الطرح وهو القارئ الجيد والمتردد على مكتبات شارع المتنبي مع تاريخ نضالي لا يمكن تجاوزة منذ العهد الملكي اضافة الى رمزية اسرية فهو نجل الزعيم التاريخي للحركة الديمقراطية في العراق ذات الميول اليسارية (كامل الجادرجي ). بشكل او باخر يمثل نصير الجادرجي بلبراليتة الممزوجة بالنزعة اليسارية نموذج لنظرية الانسلاخ الطبقي فالاستاذ نصير لا يمكن عدة من الطبقة العاملة وفق التصنيفات الماركسية او اليسارية مع ذالك مثل نموذج لتبني قيم الحداثوية مثل الديمقراطية الوطنية حقوق الانسان المناداة بالعدالة الاجتماعية ضرورة الاستناد الى الدستور واحترامة وضرورة ان ينص الدستور والقوانين على احترام حقوق الانسان و كذاللك المناداة بالهوية الجامعة العراقية في بلد متعدد القوميات والاديان والطوائف والاعراق تعشعش فية قيم ماقبل الحداثة العشائرية .. ربما يمثل نصير الجادرجي رمزية سياسية الى اسرة تختلف عن الرمزية السياسية التي تتمتع بها اسر اخرى في العراق فالاسر السياسية في العراق تستند بزعامتها الى قيم تقليدية في الغالب مثل الاسر الدينية حيث تحصل على رمزية دينية تؤهلها الى الزعامة السياسية او رمزية قبلية عشائرية اقطاعية ايضآ تؤهلها للقيادة وفي كلا الحالتين فأن الطرح السياسي يكون مقيد بما تتبناة الاسر السياسية فالاسرة الدينية تنتج خطاب ديني وتقود حزبآ دينيآ والاسرة العشائرية تنتج خطاب عشائري اما اسرة الجادرجي فالرمزية هنا متأتية من دور كامل الجادرجي التاريخي في قيادة الحركة الديمقراطية في العراق في صراع تاريخي مع النخبة الحاكمة في العهد الملكي تلك النخبة التي كانت تتبنى نظام سياسي ذي دستور ديمقراطي لكن كانت تستند الى قوى اجتماعية اقطاعية عشائرية يقودها سياسي مثل نوري السعيد ينظر الى الشعب كرعايا وذي خلفية عسكرية عثمانية (مفهوم السلطة الابوية الديني في الدولة العثمانية )وهو من الضباط الشريفين في ظل مجتمع ذي مرجعية فكرية تقليدية دينية قبلية عشائرية تؤهل للتراتبية والخضوع للحاكم ولا تعرف معنى الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والحداثة . برز حينها كامل الجادرجي كمعارض ذي مرجعية فكرية مختلفة عن النخبة الحاكمة يتبنى مفاهيم الحداثة وحقوق الأنسان ويرفض مفهوم الرعايا والراعي القائم على علاقة التابع بالمتبوع بل ينظر الى نفسة كمواطن ذي حقوق مستمدة من قيم الحداثة الديمقراطية وحقوق الانسان والدستور يقول رفعه الجادرجي في المقدمة لمذكرات والدة الصفحة 9 (ان الفئة الحاكمة التي كان يقودها نوري السعيد تعتبر افراد المجتمع عامة من غير المنتمين اليهم هم من رعيتها فلا حقوق لهم خارج أرادتها وهيمنتها بل هم الاوصياء عليها ان ارادوا الاصلاح في المقابل كان الجادرجي رجلآ حقوقيآ قراء مفاهيم التنوير خاصة مفاهيم الثورة الفرنسية والماركسية والاشتراكية واللبرالية الانكليزية وتأثر بها فبالنسبة الية كان كل فرد في المجتمع هو مواطن ويتعين ان يتمتع بحقوق المواطنة بما في ذالك حق ممارسة السياسة اي حق الحوار العلني الحر والأشتراك في صنع قرار ادارة المجتمع وفي هذا التباين الفكري كان يكمن الخلاف الجذري بين العقليتين الرجعية والتقدمية وهما عقليتان متناقضتان في مختلف مواقف مقومات تكوين المجتمع .وهذا التناقض كان في حالة متفاعلة بأستمرار كل من جهتة وتصوراتة السياسية مع حالتين متناقضتين خارج المجتمع العراقي حالة العقل الانكليزي التنويري ومايقابلها من تناقض وهي مصلحة الاستعمار الانكليزي .)
كان الأستاذ نصير كامل الجادرجي يمثل هذا التاريخ الكفاحي الحداثوي من جهه وهو يتبنى بعمق هذة المفاهيم وقد عمل في اطار الحركة الوطنية الديمقراطية وفي صفوف اليسار العراقي كنتيجة حتمية لتبنية تلك القيم للأستاذ نصير مقدمة من كلمات على غلاق مذكراتة وهي (طفولة متناقضة شباب متمرد وطريق المتاعب ). على مدى 494 صفحة يقدم نصير كامل الجادرجي مذكراتة وهي بحق قراءة معمقة الى احداث شكلت التاريخ السياسي الحديث للعراق الفصل الاول عن ولادتة و بداية حياتة في شارع طة اضافة الى ان هذا الفصل الذي يقارب 200صفحة يناقش فية ابرز الاحداث في العهد الملكي الفصل الثاني يناقش فية فترة ثورة الرابع عشر من تموز تلك الثورة التي عمل نصير الجادرجي ووالدة كامل الجادرجي من اجلها وايدوها وكان عبد الكريم قاسم يعتبر كامل الجادرجي استاذة ويعتبر نفسة تلميذة ثم يناقش انقلاب 8شباط ويصفة (انقلاب شباط الاسود 1963) الفصل الثالث بعنوان (الحياة تحت ظلال الخيمة السوداء 35 عام من هيمنة البعث على العراق )اما الفصل الرابع فيناقش الفترة بعد عام 2003 والفصل الخامس بعنوان وثائق اطرحها وفيها تحقيق عن مصرع العائلة المالكة
((يتبع))