6 أبريل، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة

Facebook
Twitter
LinkedIn

مقدمة :                                                                                                                                                    قبل الولوج في موضوع المقال ، لا بد لنا أن نقول ، أنه ليس من أتفاق بين السنة والشيعة في الكثير من الروايات ، ومنها موضوعة الأحاديث / وهو موضوع مقالنا دون الدخول في تقاطع الخلافات والأختلافات العقدية بين المذهبين .. والكل يدعي أنه الأصح والأصوب ، وهذا ليس بغريب عليهما ، اللذين ينعت أحدهما الأخر ، بتسميات متداولة بينهما ، فالسنة : تنعت الشيعة بالروافض (( نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي من يهود اليمن اسمه ( عبدالله بن سبأ ) ادّعى الإسلام وزعم محبة آل البيت ، وغالى في علي ، وادعى له الوصية بالخلافة ، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية ، وهذا ما تقر  به الكتب الشيعية نفسها . قال القمي في كتابه ( المقالات والفرق ) : يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة .. / نقل بأختصار من موقع مداد )) . والشيعة : تنعت السنة بالنواصب ((الناصبي هو من عادى الإمام علي ، أو أحداً من أهل البيت .. وإنكر فضائل أهل البيت ، وكذلك معاداة الشيعة . ذهب فقهاء الشيعة إلىالقول بنجاسة  النواصب ، وأنّهم في حكم الكفار .. ولا يجوز دفعالصدقة إليهم ، كما لا يجوز تزويجهم .. ويرى بعض الباحثين أنّ ظاهرة النصب نشأت بمقتل عثمان ، واستمرت في عهد الأمويين ، حيث قاموا بسبّ الإمام علي من على المنابر .. ومن أشدّ النواصب هما معاوية بن أبي سفيان والخوارج .. وقد ألّف الشيعة كتبا حول النصب والنواصب ، ومنهاالشهاب الثاقب في بيان معني النواصب للمحدث البحراني / نقل من موقع ويكي شيعة )) .

الموضوع :                                                                                                                                  1 . هناك العديد من كتب الصحاح لدى السنة والشيعة ، وسوف أمر على ذكر أشهرها . فبالنسبة للسنة هناك كتب صحاح متعددة ، ولكن الأكثر شيوعا ، هي كتب الصحاح الستة ، فقد جاء في / موقع أسلام ويب ، بصددها التالي ( فإن مصطلح الكتب الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في علم الحديث لكونها هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الفن ، وهذه الكتب هي : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم، وسنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة. فبالنسبة لصحيحي البخاري ومسلم ، فإن ما فيهما قد تلقته الأمة بالقبول ، سوى أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ ، وهي مدونة معروفة ، كما فعل الدار قطني في كتابه “ التتبع “. أما السنن الأربعة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، ولذا ، فالحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم ، وقد قام بعض العلماء بذلك ..) . 2 . وللشيعة أربع صحاح ، ومن موقع / ويكي شيعة ، أنقل ما جاء بصددها ( الكتب الأربعة ، أو الأصول الأربعة ، هي الكتب الحديثية الأربعة التي حظيت بمكانة خاصة بعد القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية ، وهي: الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار ، وكتاب من لايحضره الفقيه . أول من استخدم هذا الاصطلاح هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية. يعتقد بعض علماء الشيعة بأنّ جميع روايات الكتب الأربعة معتبرة ، لكن أكثرهم يعملون بالمتواتر منها أو ما كانت أسنادها صحيحة فحسب ).

تبادل الأنتقادات بين المذهبين :                                                                                                                    1 . كل جانب / السنة والشيعة ، ينتقد الطرف الأخر ، ويبين أن صحاحهم هو الأصوب ، فالشيعة ، لا تعترف بكل صحاح السنة جملة وتفصيلا ، وقد جاء في موقع / مركز الأبحاث العقائدية ، التالي بشأن أنتقاد الشيعة لصحاح السنة ( إن الشيعة لا تقبل بالبخاري ومسلم والصحاح الست . وعلى كل مسلم حر أن لا يقبل ، من أين لكم أن البخاري ومسلم أو الصحاح كلها صحيحة ، مع ما فيها من اسرائيليات وأحاديث فيها أهانات صريحة لرسول الله وللأنبياء ؟!! والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ،وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ، فتبحث الشيعة أولاً في مؤلفه ، ومن ثم في الأحاديث التي يرويها واحداً تلو الآخر ،فإذا كان المؤلف مستقيم العقيدة ثقة صدوق ، تعتمد الشيعة على كتابه ، ومن ثم تنظر في كل حديث يرويه ، فإذا صح سند أي حديث تعمل به .. ) .                                               2 . كذلك اهل السنة والجماعة ، بينت ذات الشئ ، بالنسبة لصحاح الشيعة الأربعة ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، الكثير من الأنتقادات ، أنقلها بأختصار ( قد توجد في كتب الشيعة بعض الأخبار الصحيحة في فضائل أهل البيت مثلا ، لكن صحتها ثابتة بأسانيد أهل السنة ، لا بأسانيد الشيعة ، ولا بالاعتماد على كتبهم ؛ فهؤلاء الشيعة لم ينفردوا بحديث صحيح واحد لم يروه أهل السنة . قال ابن تيمية : ومفاريد الرافضة التي تدل على غاية الجهل والضلال كثيرة ، لم نقصد ذكرها هنا . لكن المقصود : أن كل طائفة سوى أهل السنة والحديث المتبعين لآثار النبي لا ينفردون عن سائر الطوائف بحق ، والرافضة أبلغ في ذلك من غيرهم . فلا يعقل أن ينفرد الشيعة الرافضة بحديث صحيح ؛ لأن صحة الحديث لا بد لها من شروط ومن أهمها عدالة رواته وضبطهم لمروياتهم .. ) .

القراءة :                                                                                                                                   أولا – كتب صحاح السنة ذاتها ، بها أشكالية ، حيث يقول المفسرون بشأنها الكثير ، فصحيح البخاري ، الكتاب الأساس ذاته مشكوك بصحته ! . خاصة لوجود ” الحقبة الزمنية بين الرسول / المتوفى 11 هج والبخاري / المتوفى 256 هج “. كذلك ، أن البخاري ” بين أنه من 600 ألف حديث ، فرز ، ما مجموعه 7275 حديثا ، وبتتبع وفرز أبن حجر خلص الى 2761 حديثا ! ” . وكذلك وجود أحاديث بها أهانة للرسول ، مثلا حديث ” سحر النبي وحديث كلام الذئب والبقرة ومحاولة أنتحار الرسول ” أما السنن الأربعة الباقية / سنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، والحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم .                                                                                                                              ثانيا – الشيعة بينت في مصادرها ، أن كل الصحاح مشكوك بها / الصحاح الستة والأربعة دون أستثناء ، وهذا أعتراف خطير ( والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ) .. وما أراه أنه هناك أشكالية في الصحاح الأربعة للشيعة أيضا ، وذلك لأن هذه الصحاح أعتمدت لاحقا ( أول من استخدم هذا الاصطلاح – الصحاح الأربعة ، هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية ) . وهذا يقودنا الى تساؤل  أخر ، ماذا كانت تعتمد الشيعة قبل القرن العاشر الهجري / أي قبل أعتماد صحاحها من قبل الشهيد الثاني ! .                                                          

خاتمة :                                                                                                                               ختاما ، أود أن أثبت بعض المؤشرات : 1 .وبالتحديد النقد الموجه بين السنة والشيعة ، تجاه أحدهما للأخر ، بخصوص صحة كتب الصحاح ، وذلك لأن كتب الصحاح تضم أحاديث ، موزعة بين أحاديث “ الصحيح والحسن والضعيف أو التصنيف الأخر ” الحديث المتواتر / جماعة عن جماعة  .. عن الرسول ، وحديث الأحاد – الظني / فرد عن جماعة عن فرد .. عن الرسول ” . 2 . قول الكثير من الفقهاء ، ومنهم السيوطي ، بأن معظم الأحاديث هي آحاد (( فقد بين في كتابه ” الازهار المتناثرة .. ” مقارنة بما ورد من الأحاديث كلها دون المكرر وهي زهاء (11000) ، يتبين لدينا أن نسبة المتواتر من الأحاديث لا تجاوز 1% فقط وأن نسبة الأحاديث الآحاد الظنية حوالي 99% .. )) . 3 . وهناك أشكالية معقدة بخصوص كتب الصحاح الستة والأربعة معا ، وهي الشك في صحتها جميعا : وذلك لأن الأحاديث لم تكتب في زمانقولها / أي حقبة الرسول ” عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ ../ رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326) ” . 4 . وفي حقبة الرسول المتأخرة / حتى ولو فرضنا ذلك جدلا – أن الأحاديث قد كتبت ، بعد تمكن قوة الرسول ، فأن من جاء بعده – أبو بكر وعمر ، حرقوا كل ما كتب ( فقد نقل الذهبيّ : أنّ أبا بكر جمع أحاديث النبيّ في كتاب فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثمّ دعا بنار فأحرقها ! . و الغريب أنّ أبا بكر لم يستند في إتلافه هذا الكتاب إلي نصّ شرعيّ ، و إنّما برّر فعله ذلك بأنّه أتلفه مخافة أن يكون كتب شيئا لم يحفظه جيّدا ! . / نقل من موقع الحوزة الاعلامي ) . 5 . عمر فعل ذات الأمر ( أبو بكر منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق سنة الرسول المكتوبة عنده ، أما عمر فقد جمع سنة الرسول المكتوبة عند الناس و الكتب المحفوظة لديها فأحرقها ../ نقل من موقع مركز الأشعاع الأسلامي ) .6 . يضاف لذلك الشكوك ، حول الفرق العددي المثير للأنتباه ، بين أحاديث أبو بكر/ 500 حديث – التي من الممكن أن تصح / لمعاصرتهالرسول ، وأحاديث الصحاح اللاحقة التي ألفت وهي بالألاف .تأسيسا من كل ذلك ، أعتقد شخصيا أن معظم كتب الصحاح كلها مؤلفة من قبل كتابها ، وبتوجيه من سلاطين العصر .        نقطة رأس السطر .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب