اسم الكتاب/ نساء الخلفاء الأمويين
المؤلف/ بثينة بن حسين
دار النشر/ الجمل
عدد الصفحات/ 184
لا يخفى على الكثير دور المرأة في المجتمع و مدى قوتها و فرض ارادتها وعندما تقرأ هذا الكتاب تجد الكم الهائل من المعلومات المبعثرة في امهات كتب التاريخ قد اجتمعت بهذه الصفحات القليله فهو يعتبر مرجع تأريخي مميز.
تتطرق الكاتبة في الكتاب الى عدة ادوار للنساء في البلاط الاموي منذ تسلم معاوية للسلطة الى انهيار الدولة، و مدى تأثير النساء على مقاليد الحكم و التدخلات في اهم المفاصل و تصل الى اختيار ولي العهد كما حصل مع معاوية ابن يزيد ابن معاوية.
كما ان الحكام في تلك الفترة كانوا كثيري الزواج و يحرصون على الزواج من أشراف العرب للحفاظ على منصب السلطان من الانقلاب كما وانهم تزوجوا من النساء البدويات و هن بنات رؤوساء القبائل لرد انقلابهم في أي وقت في المستقبل
و نقلت الكاتبة دور الجواري و الاماء و الرقيق في بلاط الحكومة و دورهن في اسعاد السلطان بالحياة الخاصة و العامة مثل الغناء و غيرها.
كما وصل دور النساء اللواتي يلدن الذكور من ابناء السلاطين و مدى تأثيرهن على الابناء و الازواج
و تطرق الى اساليب اختيار الزوجة او الجارية فهم يعتمدون على الجمال و حسن المظهر بشكل كبير و كم من حاكم تأثر بهذه الخصلة.
و بينت الكاتبة الدور السياسي للزوجات في اتخاذ القرار و السيطرة على شؤون الناس حتى ان احدهن عملت لنفسها بروتوكول خاص مثلها مثل الخليفة و يقف الناس على بابها لقضاء الحوائج، و احدى الزوجات قامت بقتل الخليفة انتقاما لولدها، و الكثير من التدخلات.
لم يقتصر الامر على الزوجات فالجواري لهن رأي في السياسة حتى ان الحاكم يزيد بن عبدالملك كان يستمع جيداً لكلام جاريته و ينفذ رأيها.
و تطرق الكتاب الى الدور الاقتصادي للزوجات فهن من اشراف العرب و بنات الحكام في الدولة و لديهن من الاموال الكثير بذلك لديهن القوة الاقتصادية التي تمكنهن من السيطره على الدولة.
اما في الدولة الاموية تتدخل نساء الحاكم في العلم و رواية الحديث و نشره بين الناس حتى ان بعض اهل دمشق نقلوا حديث رسول الله عن زوجات الحكام و كانت لزوجة معاوية الدور الاكبر في ذلك فهي نقلت الكثير عن زوجها عن رسول الله و استمر ذلك لنهاية الدولة مما سبب في بناء ثقافة دينية “سنية” في الدولة و العالم الاسلامي، اقول حسب رأيي ان كثير من هذه الاحاديث هي لمصالح الحاكم و لتثبيت قوته و ركائز دولته اي انها سياسية و لا تخلوا حتما من التزيف و الكذب و الزور و ان العصر الاموي معروف بتزيف الحقائق في نقل احاديث رسول الله و كذبهم عليه صلى الله عليه و اله و سلم.
و حتما للجواري الدور ايضا بهذا الموضوع .
الكتاب صغير الحجم كثير المعلومات و الفائده يذكر الحقائق المغيبة فالبعض ترك شؤون المسلمين و تفرغ لشهواته و زواجه و الغناء و الخمر و البعض تفرغ للمال و التلذذ بالحكم و البعض تفرغ لتشوية صورة الاسلام الحقيقي بهذه الافعال.