(من هستريا الانثى إلى مخالب اضطرابات الادب النسوي )
لاشك في كون ( الردور الكتابية ) ضمن بعدها المفهومي
تضع القارئ او المتلقي( امام نفسه ) حيث تنتج له ولنا تجربة
قرائية فريدة كل ماقد مضى عليه من قراءات نقدية وادبية ، بيد ان شرط امتلاك هذا النوع من البحوث او الدراسات حرية الخوض الدراسي
والشرحي ، لابد من ان تكون له خلفية الانطلاق البرهاني ثم امتلاكه الاهم لجدلية الاختلاف الاشتراطي لماهية اضمارات الدليل الموضوعي الجاد .. وبهذا المنطلق يكون لهذا البحث صيرورته الاقناعية المتوارية خلف دلائلية الانجاز والخوض بما هو وارد من نتائج تحليليلة ناضجة .. وفي هذا الطرح من على اساس ( انتاج
زمن المكتوب ) تبرز لنا الباحثة سهام جبار بكتابها الموسوم (الكاتبة في مدار النقد ) حيث نلاحظ بان هذا الكتاب الصغير ناتج من خلال ذات انسانية قد تكالبت عليها عوالم تعقدات ( الجنسانية الكتابية) وهذا من شانه ما جعل لغة وطابع هذا البحث تتسم بلغة ( المخالب / العداوانية / الحقد على ادب الرجل ) او ماشابه ذلك من ما قد اسكبه البحث على دخيلتنا القرائية . الا ان الامر في هذا الكتاب لا يقتصر على مقاربات هذه الحدود والنوايا المستيرية ، بل وجدنا الامر اسوء من كل هذا ،وهو في خروج الباحثة عن ماقد ترمي اليه من حيثيات
موضوعية ، وذلك ما قد لاحظناه ، من عبره مدخلها البحثي حول كتاب الناقد جورج طرابشي
( انثى ضد الانوثة / دراسة لرواية ( مذكرات طبيبة) لنوال السعداوي .. ص18 ) وهذا الفصل الدراسي النتقادي من كتاب الباحثة ، لعلنا قد وجدناه غير مؤصل -لاسيما- وان الادوات التحليلية للباحثة قد انحرفت الى ما هو خارج حدود همها الاول وهو ( هستيريا مخالب الانثى ) بيد ان هذا الفصل من دراسة الكتاب بقية ينازع تطورات وتشككات هي بعيدة كل البعد عن فسحة تأملات واطلاقات مجريات اصداف البحث ، وهذا مثال مما قد جاء في متن ذلك الفصل :- ( من منطلق التحليل النفسي قدم جورج طرابشي دراسة نقدية لرواية نوال السعداوي اراد فيها تقرير واقعة ان الكاتبة تتبنى في نتاجها الادبي الايديولجيا لاشعورية معادية للمراة باثبات ان رؤيتها للعالم ليس انتاج ذاتيتها الاصيلة بل هو العكس نتاج تماهيها مع مستعمرها واستبطانها لايديولجيتها المعادية لها .. ص19 ) الا ان هذا القول بعد بضعة اسطر ينحرف عن توجهه الاصيل انحدارا لهذا القول :- ( ىبد من التشبيه الى اننا لا نتعدى لنقد رواية السعداوي او معالجة مضامينها الا بقدر تعلق الامر بنقد طرابيشي لها والكشف عن الاجزاء التي اقتطعها من السياق الروائي مما سبب انتقائية .. ص19 ) لعلنا بهذا الخط من التذبذباو الاضطراب ، مالايمكن لنا حيازة ممكنات التحقق الموضوعي من كل هذه الاضطرابات المفهومية ، كما يمكن لنا الاشتعانة بعد كل ذلك بقول اخر للباحثة جاء في مقدمة فصول كتابها :- ( عمد النقد العراقي ان لم اقل العربي عامة الى الية المفاضلة بين الشاعرات شاعرة واخرى كما فعل سعيد عبد الهادي في دراسته للشعر النسوي الكردي ، عندما فصل الشاعرات العراقيات على نظيراتهن العربيات / ويقدم في في نقاد تقليديون دراسات ان شئنا وضعها عن ادب المراة يتم بها سحب خصائص او سمات عامة / اما محمد الجزائري فحدث ولا حرج عن طريقة تناوله لشاعرات في الداخل / ولقد كتب الناقد حاتم الصكر عن مجموعة الشاعرة – سهام جبار- منزها اياها من الانضواء تحت سلطة الذكر/ وهكذا يكون المعيار جنسويا ضمن منطق الاحتكام الى وجود
شعرا انوثة في المجموعة او عدمه.. ص14.. ص15) ان انطلاق الباحثة الاستاذة سهام جبار على ما يبدو لنا ، انطلاقة يسودها الانفعال حيث غياب حدود الضوابط الحضارية والثقافية وحتى الانسانية ، لعلنا بهذا لاحظنا مدى الانكسار والعدزانية الغير مبررة موضوعيا ، ولعلنا ايضا اصطدمنا بغرابة لغة وتوجهات معتقدات ومفاهيم هذه الباحثة,التي تذكرنا بإنسان الكهوف والقرى التي لم تصلها بعد ( اضواء النيون ) وشبكة الانترنت وقنوات الفضائيات..ان لغة البحث لربما تبدو بمعزل حتى عن صلب ماتعنيه قدرية وشائج ( وجعلنا بينهما مودة ورحمة ) في الواقع ان كتاب ( الكاتبة في مدار الجهل ! ) عفواً اقصد ؟ ( الكاتبة في ممدار النقد ) يطرح تنويعاً استراتيجياً بتحويلة مسار الثقافة وعمق التحاور المعرفي الى قمة من الايحاء بـ (لعبة الانتقام من الرجل) ولا نشك ولو للحظة واحدة بأن رسالة هذا الكتاب وهذه الباحثة , ماهي إلا ( قنبلة موقوتة ) لعالم الرجل ولثقافة وانفتاح عالم وعادات الرجل..وفي سباقات اخرى من البحث نعاين سباق اسلوب تقديم الباحثة الفاضلة لتحليلاتها التي لم تبقى داخل اطار (تشريحة الظاهرة المنقودة) بل انها تجاوزت لغة الباحثة الادبية وتأويل الشارح العارف لكل شيء ,بل اننا وجدنا الاستاذة قد انطلقت في بعض الفصول من خلال دلالات تجاوزت بها موقعية احتضان اشكاليات (هستريا الانثى !!). غير ان الباحثة في نهاية فصل دراسة (رواية السعداوي) لم نلاحظ كما نعتقد هي , بمدى ذلك التحقق البحثوي -لاسيما- وان الباحثة قد خسرت فنون عملية انتقادية المعنى الاسلوبي معيارية الذائقة النقدية لدى الناقد جورج طرابشي ..وفي الواقع ان دراسة الباحثة تبدو لنا بشكل او اخر كما لوكانت مجرد افراغ لعملية انفعالية تتبع نوبات هائلة تشي بوجود عقدة نقد عظيمة.. والحال هذا ربما لاينطبق مع مايقدمه الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان..( الادب السريري/دراسة في ديوان (ذكر الورد) للشاعرة سنية صالح..ص43 ) والقارء لهذا الفصل يلاحظ مدى الجهد الذي بذلته الباحثة لاجل ترسيخ معاينة اجرائية عبر النص بطريقة لربما قد الحت من كونها شبه توصيفية يعوزها الالماع المنهجي والموضوعي, وتعزيزا له1ا نجد الباحثة تنحو في مبحثها صوب فرضية متوجسة حيث التشخيص الذي بات يشكل اتجاها غير برهانيا , توطره جملة اسقاطيات غير واردة في مجالات الاصطلاح المفاهيمي والاجرائي..(ويصب كل ذلك في خلاص شعري هو نوع من الثأر الذي تمثله عملية الابداع../وقد حقق هذا التنوع في افاق رمزية شعرائها من صور ادغار النيوع اللاواعية ../ اننا نقف على مظاهر من الادب السريري توثقها اشكال وعي , وكشف , اكمال النقص الذي سببه المرض المؤدي الى الموت , في اللبوس الرمزي حيث تتماهى رؤية الشاعرة مع واقعة اللاحلم في دلالات عديدة.. ص 54 ) وبعيدا عن أي تأويل اسقاطي , أقول , ان لجوء الباحثة لهذه الطريقة التوليفية من مساحة المعاينة الاجرائية , لربما لاتعد بغير اكتساب القراءة النقدية , عمقا اختلاقيا , يغاير كل اولويات واتفاقيات مجريات موضوعية البحث .أي قد استخدمت الوانا غير معيدة وغير هادفة من فوق ومن اعماق حيثيات البحث الاولية , والتجأت لايصال كل هذا الى لغة تعليمية اقرب ما تكون الى (المدرسية) محاكية تشخيصات نتائجية ليست بالدقيقة , ثم فضلا عن هذا نلاحظ بأن الباحثة لم تشبع ماقد اعنته بمفهوم الادب السريري بمداليل تطبيقية صائبة بحيث يكون لها الدور الاكمل في ترسيخ سياقية المبحث السارج نحو تعميق (اسقاطات المفردة العلمية) بشكل قد اضفى على سمات ذلك الفصل من زمن البحث مسحة انشائية تشع بانفعاليات اكاديمية هاربة ..ولاشك اننا لاننكر ماقد وفره فصل البحث الثالث والذي جاء تحت عنوان ..(عندما تكون الرحالة انثى/دراسة في رحلة رضوى عاشور..ص 87) وهذا الفصل وجدناه بعد اطلاعنا عليه , لحظة انفتاحية في زمن اندثار المفاهيم وتراجع كل الاقناعات والاسئلة الجنسانية ..( قبل انتشار الديانات الذكورية هذه الانثى مازالت لها السلطة وهي اصل العبادة وممثلتها المرأة الحاكمة التي هي الوجه الدنيوي للربة الانثى الوجه الغيبي ..ص 99) هذا بدوره يصبح سؤلا لمجال لا نهاية له من خاتمة كتاب
(الكاتبة في مدار النقد اذ نلاحظ في نهاية كتاب الباحثة مدى انغلاق كل العلامات المفاهيمية والمداليل الجدلية في قاع (مخالب الانثى ) التي قد اتخذت لها من مساحات ملفوظيات فصول
ذلك الكتيب ، مركزا خطابيا تحقق من خلاله شعلة اللهيب الثاقبة .. وفي الاخير اود فعلا من ان اوجه شكري الخاص للباحثة ( سهام جبار ) واقول لها تقديرا مني ومن كل سكان (الجنسانية الذكورية) بان فصول كتابك سيدتي الفاضلة ؟ لربما هي اشبه ما تكون عملية انشاء بناية هائلة تكون كل موادها المستخدمة في انشاءها من الدرجة الاولى الا ان الضعف الوحيد في تلك البناية هو (هندستها البنائية ) وخطتها وخطتها الهزيلة في الانشاء حيث سوف تبقى تلك البناية دائما عرضه للسقوط في لحظة : وكتابك لربما قد ينطبق عليه مثل هكذا مثال ، وذلك يعود بسبب غيابه( لفن الكتابة ) اي ان كتابك من حيث البنية الفنية للكتابة البحوثية ، يعد قصورا مفضوحا لحد الاختلاف المعرفي . كما ارجو ان لاتعايني هذا بكون صاحب هذه السطور هو من جنس الرجال ، فانا لا انكر شخصيا من ان لسان البحث قد كان سليطا وحاذقا وهو يقوم بسرد مجالات السؤال الموضوعي والطرح القرائي الذي يقترب من محفزات جدليات الراي الثاقب .. كذلك فانا على يقين دامغ بان صاحب هكذا مطارحات لابد من ان يكون حمالا لثقافة مديدة في سلوكيات الدرس النصي والتنصيصي .. الا انني بحكم كوني قارئ لكتابك ( الكاتبة في مدار النقد ) لم الاحظ ماهو متفق وحيثيات طموحات سياق البح اي ان القارء لكتابك لربما لايتوفر على مشاعر التحقق الاشكالي لخلاصة جهودك من خلال تلك الفصول الثلاثة التي لازمتنا فيها احاسيس بكون المؤلفة الفاضلة بحاجة لقول شيء تعجز فيه ادواتها الاطروحية من التوصل اليه .. ومن جانب اخر يبدو غاية في الاهمية , نجد بأن مركزية العنونة ( الكاتبة في مدار النقد ) قد اضحت بما يشبه الدخيل الطارئ , وذلك لعدم ايضاح الباحثة بشكل مسهب عن دور الكاتبة من امام مجريات الخطاب النقجي حيث مدى تواجد حجم تلك الاشكالية ومدى بلوغها على ادب المرأة , ولربما هذا من جهة قد وجدناه , الا انه لم يكن وافيا بالغرض , وذلك يعود يسبب من ان الباحثة قد وظفته بما ينطوي وحجم جدليتها القائمة على حد من العدوان مابين النقاد وادب المرأة , مما قد اضفى لدينا شعورا بأن ( الكاتبة في مدار النقد ) ماهو الا اضافة هجومية تحاول الباحثة جاهدة اضهاره بنوع ما من المشفرات الراسخة في دلالة تفكيك ( عالم ادب الرجل / عالم ادب المرأة ) من خلال منطور شاذ وغريب يلغي المساحة العمرية هشة من اشكاليات ارتسامات المصطلح التنظيري حيث دون ان يضم ولو ادنى حد اقناعي ممكن من تأسيسات المجال الممارسي للنقد التطبيقي , حيث بهذا الجانب وحده لربما يبدو واضحا عرض كتاب الباحثة الذي تركز على هيمنة محور واحد وهو (هستريا الانثى ومخالب اضطربات الادب النقطي ..)