23 ديسمبر، 2024 8:21 ص

قراءة في قمة بغداد

قراءة في قمة بغداد

بلا شك ان انعقاد القمة العربية الثلاثية في بغداد هو بحد ذاته انجاز مهم على صعيد استعادة الدور المحوري للعراق في الساحة العربية، وهذه الخطوة يجب ان نستفيد منها ونستثمرها بالشكل الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا ,, كما ان التحديات الراهنة التي يواجهها العراق تتطلب الدعم من قبل الدول العربية وتقوية العلاقات معها بما يحقق المنفعة لنا ولهم ويقوي مواقفنا على الساحة الدولية، حيث أكد خبراء ومحللون سياسيون وبرلمانيون أن قمة بغداد الثلاثية التي استضاف فيها العراق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ستفتح آفاقاً واسعة لا في مجال الاقتصاد والسياسة فحسب، بل في جميع المجالات الأمنية والثقافية والعسكرية، مبينين أن مشروع “المشرق الجديد” الذي سبق أن أعلن عنه الكاظمي في وقت سابق يمكن أن يحقق تكاملاً بين البلدان الثلاثة لما تمتلكه من ثقل اقتصادي وبشري وسياسي يسهم بتحقيق نهضة وتنمية شاملة في المنطقة
قمة بغداد — لا تتعلق بالجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل الجانبين الأمني والسياسي ايضا، والتعاون ما بين البلدان الثلاثة وهو شيء ايجابي, القاسم المشترك الذي يجمع الدول العربية بشكل عام والدول الثلاث بشكل خاص هو مكافحة (الارهاب) الذي تعاني منه الكثير من دول العالم لاسيما الدول الثلاث سواء كان من خلال الارهاب المنظم من اسرائيل المحتلة أو الارهاب الموجود في هذه الدول من داعش وأعوانها ,, واقتصاديا العراق بدأ التفكير بشكل جدي بتبادل مصادر الطاقة مع دول الجوار ومد خطوط أنابيب غاز من ايران والتعاقد مع تركيا على مد خطين للطاقة، كما أن هناك في الأفق تعاقدا مع الأردن لاستيراد الكهرباء”، مبيناً أن “أنبوب النفط الذي سيمتد من البصرة الى العقبة ثم الى صحراء سيناء لم يكن وليد اللحظة ومن المتوقع أن يجري العمل عليه من سنتين الى ثلاث سنوات
وتعد “قمة بغداد 2021″، الرابعة إذ أنه في أقل من عام عقد الرؤساء اجتماعات ثلاث، الأول كان بالقاهرة إبان عهد الرئيس العراقي عادل عبد المهدي عام 2019، وتبعه في سبتمبر/ ايلول الماضي لقاء آخر على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، والأخير بالعاصمة الأردنية عمان في ظل جائحة كورونا—- وتم تركيزالحديث في الجانب الاقتصادي على مشروع “الشام الجديد”، والذي أطلقه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للمرة الأولى، ت الثاني/الماضي، إذ قال حينها لصحيفة واشنطن بوست الامريكية إنه يعتزم الدخول في مشروع استراتيجي يجمع القاهرة وبغداد وعمان ,, وأوضح الكاظمي حينها أنه “مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، من شأنه أن يتيح تدفقات رأس المال والتكنولوجيا بين البلدان الثلاثة على نحو أكثر حرية
واوضح خبراء اقتصاديون ان طبيعة “الشام الجديد” حلف جديد” يهدف إلى تشكيل “منظومة إقليمية للدفاع عن الدول الثلاث، التي تضررت نتيجة أسباب عدة وتعاني من تهديدات سياسية وأمنية، وذلك من خلال مساندة بعضها على الصعيد الاقتصادي ,ورفع مستوى الاستثمارات، والاستفادة من المزايا الخاصة بكل من الدول الثلاث، للقيام بسلسلة من البرامج والمشاريع التي تحتاجها,, العراق اختار تسمية “الشام الجديد”،ليكون بوابة المنطقة والرابط بين الشرق والغرب، بين أوروبا وآسيا، وذلك من خلال مفهوم الشام الجديد أي الصورة الجديدة للمنطقة
اعلنت وزارة التخطيط، عن توقيع مذكرات تفاهم بعد القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد بين قادة {العراق ومصر والاردن}، هناك محاور سياسية وأمنية واقتصادية تم مناقشتها في قمة بغداد، كما هناك مصالح مشتركة بين الدول الثلاث ونتحدث عن منطقة صناعية مشتركة بين العراق والأردن ومشاريع مشتركة بين الدول الثلاث واضافت ان” قمة بغداد ناقشت كل هذه المحاور وقطعت خطوات مهمة جدا في تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات”، الحاجة الى دعم عربي للمساعدة بملف الاعمار ,,وتابعت سيكون هناك تعاون بين الدول الثلاث في صناعة الادوية البشرية والبيطرية وتاهيل المصانع العراقية التي تعرضت لضرر الحرب على الارهاب ونتيجة التقادم والاندثار، وكشفت عن وفد فني مصري سيزور العاصمة بغداد للإطلاع على هذه المصانع ووضع آليات لإعادة تأهيلها,واشارت الى انشاء مراكز بحثية مشتركة في مجال الزراعة، وبينت لدينا مشكلة في التجهيز الكهربائي بالمقابل لدى مصر تجربة كبيرة لانتاج الطاقة، وربط العراق مع مصر غير متحقق الان الا انه سيزيد حجم الطاقة في البلد وستكون اريحية في تنويح مصادر الطاقة واعطاء القوة, اما انبوب النفط الناقل من العراق وصولا الى مصر سيعطي امكانية تصدير النفط عبر هذا الانبوب الى البحر الاحمر المتوسط كما يجنبنا مشاكل الخليج كما سيوفر منفعة لجميع البلدان المحيطة,وذكرت ان” مخرجات القمة ستكون بمثابة نواة مهمة وحجر زاوية اساسي لحل امور مهمة في المنطقة وواحدة منها في مجال النقل البري وتن تجديد تعرفة النقل بـ130 دولار، بالاضافة الى تؤمة النقل بين البلدان الثلاثة، والعمل على ملف البناء والتشييد تحديدا معالجة العشوائيات في العراق.فلدينا 4000 عشوائية تسكنها 12 بالمئة من سكان العراق وبواقع 3 ملايين ونصف المليون نسمة، فضلا عن مايتعلق في الجسور والخطوط السريعة, وعلى صعيد المنطقة الصناعية بين العراق والاردن، المدينة الصناعية ستشكل قيمة اقتصادية للبلدين وستسعيد مناطق الغربية الاستثمار وهي مهمة جدا وهناك اهتمام استثنائي من قبل الجانبين ليكون معلما اقتصاديا مهما في المنطقة, قمة بغداد ستتيح للكاظمي وحكومته ان تعيد العراق وشعبه الى طريق الازدهار المستقبلي بعد عقود من الحرب والفساد اذا تمكن من تأمين دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للإصلاحات الرئيسية، فقد تكون لديه فرصة لتنفيذ بعض التغييرات،ونحلم في انهاء ازمات البنى التحتية ,ونحلم بعيش كريم والله المستعان