23 ديسمبر، 2024 7:15 م

قراءة في قصيدة يا يسوعية الهوى ..للشاعر رياض الدليمي

قراءة في قصيدة يا يسوعية الهوى ..للشاعر رياض الدليمي

لأنها نحتت في الذاكرة لها مكانا .
اتردد كثيرا عندما أكتب عن قصيدة او احاول أن أمدح او اذم لأن الناقد لديه أدوات خاصة يستطيع العزف بواسطتها ويقسم نوتاته ويضبط عوده حسب تأثير تلك القصيدة وما تأخذه بحقائبه الى محطات ربما يعود ثانية لمكانه أو تستطيع أن تخفيه بين المحطات ..
لكن أحيانا وأنت تقرأ قصيدة ما تشعر وكأنها مسكت بخاصرتك وبدأت تسير معك في عالم لم تتوقع أن تأخذك تلك المرأة الحسناء الذي اوجدها أحدهم يبعد عنك مئات الكيلوات ويرسلها لك كاملة ويوصيها بالرفق بك والاهتمام بكل حيثيات المكان ..
الحقيقة هذا ما وجدته في قصيدة الشاعر الدكتور رياض الدليمي وهو يضع بين ايدي محبي الشعر هذه المتكاملة :
يا يسوعية الهوى
يا ابنة نفسي
وحبةَ شمسي
تخيريني بين موتٍ وموتِ .
مع من يتداول هذا الدليمي وبأي وقت كان يسكن وهو يداعب هذه الكلمات (يا ابنة نفسي) اراه في حالة من الهذيان الابوي :
تخيريني بين موت وموت ….
الم يكن الرجل يعيش حالة غير مألوفة وهو يكمل كلامه وحنانه لتلك الانسة او المرأة قائلا :
أنا الصغيرُ لا يعرف سوى ظِلَّك
أَتبعُ خطوكِ لاضمَّ سراباً
وأدفأُ في طيفكِ
يغارُ غَنَجُكِ
منكِ ومني ،
من قميصكِ المنسوجِ بعشقي الزهري
وشعرُكِ ينسابُ على الكتفِ .
يبدأ الشاعر هكذا (يا يسوعية الهوى ) ويتوغل في اعماقه ليتوسط روح العشق :
أتبعُ خطوكِ لأضم سرابا
وأدفا في طيفكِ
يغارُ غنجكِ
منكِ ومني .
لابد أن تتوقف عند ناصية عشق ما يغتال أملك ويخرجك من مألوفات المعتادة لتغزوك قصيدته وتخرجك ثانية لمعتاداتك وتسير وكأن حدهم يقول لها رفقا بهذا المقتول فلقد عافته الحبيبة وكوني انت له حبيبة :
يا ابنة نفسي
تا اللهِ ما شكوتُ من جزعٍ وصبرٍ
إن لم تَطلْ ضفائرُ دنتْ
أو كادتْ من يدٍ مغلولةٍ بالنأيِّ .
يالله كيف يكتب هذا العاشق وهو يرمي بشباكه نحو اهات كانت تجره نحو الضياع ويعود ثانية بحالة الحياة ليعلن وهو يقسم :
تا اللهِ ما شكوتُ من جزعٍ وصبرٍ .
اعتقد أن شاعرنا الدليمي كان يعيش حالته الاولى والأخيرة في هذيانه ويرسل قصيدته لمن يحب هذا الهذيان ويعيش سكرات الجزع ليعيد له ما كان يريده يوما .
اخيرا أجد ان هذه القصيدة تبيت في أحضاني كلما اقرأ صفحة من الشعر فأراها وقد طوقت خصري وهى تتغنج وكأني بها تقول لي هيت لك فدع الجميع لنكتب الحرف العسلي على زهرة الهوى الفواحة بعطر الجمال .

[email protected]