لست شاعرا ولكنني اتذوق الشعر، حيث تتمترس وراء كلماته أجمل الأحاسيس وأروع الصور، وادق التشبيهات
لست ناقدا ولكنني بتذوقي للشعر عندما احس بروعة القصيدة أحببت الشاعر الزاملي لأنه صاحب قضية وأكن له كل الاحترام والتقدير لرده في رائعته ( يا بنت سفاح العراق) التي الجم بها رغد بنت ابيها السفاح مستهجنا منها المتاجرة والمزايدة على العراق فكانت بحق قصيدة جامعة مانعة.
دون أن تدري بنت السفاح أن الزاملي حاملا على كاهله قضية اسمها ( العراق) لينتهي به المطاف اما ان يكون مساهما فعالا ومؤثرا في تحقيق الرفعة لقضيته والا فلا.
أحببته شاعرا لأنه يعي قيمة كلماته المكونة لقصيدته والتي خاطب بها بنت السفاح التي خانت ابيها مع زوجها المقبور قبل أي خيانة أخرى.
تلك كلماته كانت كحمم البركان تلهب بمعانيها من أسس ومارس الظلم والاضطهاد والطغيان اتجاه قضيته،
كان قادرا على تشخيص اطراق قضيته بشجاعة وجرأة.
قرأته وجدت يصحب كل قصيدة له ذكاء شاعر متمكن في التقاط الصورة الشعرية والحدث الشعري.
لا أود الاسترسال أكثر ولكني أقف باحترام ورافعا للقبعة أمام قصيدة الشاعر المبدع حسين كاظم الزاملي التي وجدتها منشورة على صفحته في الفيس بوك مخاطبا رغد بنت سجودة التي ما عرفت السجود لربها يوما.
تلك القصيدة التي اشغلتني بقوة صورها الشعرية ورصانة لغتها ودقة تشخيصها لما يتعرض له العراق من مؤامرة رموزها عرفوا بالخسة والوضاعة والنذالة والانحطاط يمثلها عفالقة بعثية وهابية وكان تشخيصه في منتهى الدقة فهو يصف أطراف تلك المؤامرة وصفا رائعا بما يستحق كل منهم.
يا بنتَ سفّاح العراق
…..
يا بنتَ سفّاح المدى لا تحلمي
لا تطمحي يوماً يعودُ لتحكمي
يا بنتَ سفّاح العراق مصيبةٌ
كنتم وكنتم كالجحيمِ المضرمِ
كلُّ الدروبِ مفارزٌ وفيالقٌ
وذئابُ تلهثُ خلفَ شعبٍ مُرغمِ
وهتافُ بائسة هناكَ وبائسٌ
والمومسات برقصةِ المترنمِ
يا بنتَ من حكمَ العراقَ بجورهِ
ما ظلَّ شبر يومَ ذاكَ بلا دمِ
ما ظلَّ بيتٌ دونَ نائحةٍ ولا
حرٌ ، أبى ، إلاّ يساقُ ليعدمِ
يا بنتَ أزمنة الحرائقِ والردى
والساقطات الراقصات بمأتمِ
يا بنتَ صدام الذليل تأكدي
إنّا بُعثنا من جديدٍ فافهمي
يا بنتَ جرذ الهاربينَ بحفرةٍ
ولّى زمان العفلق المتحكمِ
ولّى الرفيقُ وما جنى تقريرهُ
والسائرون الخانعون لمجرمِ
ان شئتِ شنقاً كالزنيمِ فحاولي
او شئتِ قتلاً مثلهم فتقدمي
……
الدكتور حسين كاظم الزاملي