5 مارس، 2024 12:08 ص
Search
Close this search box.

قراءة في قصيدة( ارض السواد ) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند قراءتي قصيدة الشاعر المبدع موسى عزيز الخالدي لمست وعيا لشاعر يمتلك أدواته ولم ينصفه النقاد .
فالشعر هو تحديد موقف وقد سجله شاعرنا الخالدي بهذه القصيدة( ارض السواد ) واثبت ان الشاعر اي الخالدي لا يمكن ان يكون شاعرا دون أن يعي ما يجري ويدور من حوله فموطنه العراق الذي حمله بين جوانحه وفي قلبه لهذا تراه محتجا هنا على الجريمة الصامتة التي ترتكب بحق( ارض السواد ) والذي استطاع فيها الكشف عن المكبوت، اذ كلما تعمقت رؤية الشاعر للواقع المعاش فيها اي ارض السواد ازدادت معاناته حدة وجاء ليؤكد في قصيدته على وظيفة الشعر في نقد الواقع المر لقد امتلكت القصيدة القدرة على التعبير عن هذا الواقع وتحمل فكرها المتمثل بالرفض الثوري لواقع المعاش ما حدث ويحدث في ارض السواد بات صراعا حاد في نفس الشاعر لقد طرح الخالدي قصيدة ثورية الموقف.
لهذا تعتبر قصيدة ارض السواد صرخة احتجاج مدوية كون هذه الأرض عمدت بالالم والجوع والدموع والظلم فاكتسبت قصيدته الحماسة والحزن ففيها مارس مسؤولية التاثر من كونه شاعرا.
بمعنى لم تولد القصيدة الا بعد ان انقلبت صورة ارض السواد عند الشاعر لان هذه الارض في لحظة مخاض التي تعيشها حاليا انها لحظة قلقة.
واخيرا نقول أن هذه القصيدة جاءت تحديا في وقت صعب وأن الشاعر المبدع موسى عزيز قد اجاد فيها.

( أرض السواد )

ارض السواد تجوع من سقم هل يعتري من باعها سقمُ
مات الضميرُ فصرتمُ وحشاً يغتالنا واعدائكم سلمُ
حبل الخداع ركبتم ظهره هل من ضمير تحده قيمُ
احييتم الاسقام في بلدي الأرض خنتم والايمان والقسمُ
جددتم الاثام في وطني ياخائنين بغيهم عزمُ
حزتم تراث الناس من دنس واستوثقت برقابكم غرمُ
زدتم ثراءا بعد شح وفاقة العار ثوبكم والله غدا خصمُ
قلتم موالي للوصي خديعة وكنتم للمرادي السيف والسمُ
كم ملجما لليوم نعرفه طعن النقاء بسيفه المُ
إن عبتموا طاغوت من ملكوا صرتم له رحمة ورحمُ
بالامس تلتجئون في دول عريٌ حفاة كبيركم قزمُ
باسم العراق لبستم هيبة جازيتم الفضل شرٌ وظلمُ
هذا العراق غصبتم اديمه سهم اخ وصهر وعمُ
هذا العريق سُفهتُم علومه اقدم لوح واول القلمُ
ارض السواد وفيها جياعٌ مابين نازحٍ ومشرد ومعدمُ
مورث فخرٍ والايام شاهدةً يعطي خصاصه ومنتهى الكرم
أوقف نهارا بباب حطتنا يدعو وياليت بوجهه علمُ
مامات من أرخى له كفا لله فوض امر من حرمُ
لله در ثكالانا في وطن رغم الجراح ورغم
الجور يبتسمُ شعب به التاريخ متعجبا من ساسة حكموا ومارحمُ

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب