18 ديسمبر، 2024 8:45 م

قراءة في قائمة الوطنية

قراءة في قائمة الوطنية

منذ ان وضعت المناهج الدراسية في مدارسنا , درسنا ولا يزال يدرس ابنائنا مادة التربية الوطنية , وهي تعلم الطالب كل ما يتعلق بالوطن والمواطنة وصفات المواطن الصالح وواجباته  واهمية الوطن للمواطن ودورالاخير ازاء وطنه والى اخره من المواضيع التى تحصن النشئ  وتقويه ضد اختراق جداره الوطني .تنتهي بمحصلة نهائية تقول حب الوطن من الايمان وان الوطنية لا تقبل القسمة الانفسها طالما ينعم المواطن بخيرات بلده ويعيش على ارضه ويستنشق هوائه وقد احتضنه واسلافه منذ الولادة  ..و…و….وعليه يجب على المواطن ان يعمل على خنق كل السلبيات التى تعيق تقدم الوطن وتضر بمصالحه دفاعا عنه في الداخل وعلى سياج الخطوط  الحدودية الحمراء بغض النظر من تمتعه بالحقوق من عدمه ايا كانت تلك الحقوق ومهما كانت غربته في الوطن , وما بين هذه وتلك بمقاييس متفاوتة تبدأ اشكال قذف التهم  وارسال اشارات عدم الرضى بين الجهات المختلفة واطرافها , منها السلطة واجهزتها الامنية  ومنها البرلمان  منها احزاب مؤتلفة في الحكم ومنها المعارضة  ومنها …ومنها …من الجهات المشاركة في بناء دعائم الوطنية وقواسمها المشتركة  من المبادئ والشعارات التى تطول الجميع دون استثناء .
ترى هل نحن بحاجة الى المزيد من الدروس في التربية الوطنية ..؟ ام اننا بحاجة الى اعادة قرائتها حسب منظور سياسة الدولة ….؟
المعروف عن الوطنية انها واحدة في الزمان والمكان ليست لها اوصاف  ( وطنية صادقة , سليمة , حقة , مجردة ….الخ ) مع الاختلاف في الالتزام بها والعمل بمضمون صورها واشكالها التى قد تتعدد بتعدد المفاهيم والرؤى ازاء متطلبات مواقف الحدث , حيث نجدها  اي الوطنية قد طغت على القومية والتعصب والطائفية والتحزب وعلى كل الفروع والاصول الجزئية في ابهى صور النضال والمقاومة خلال الانتفاضات والثورات والدفاع عن الوطن حين البأس والتضحية من اجله ….وصور النضال الوطني المشترك كثيرة في وطننا العراق جمعت اطيافه في خندق المصير الواحد … فهذه الف باء الثورات ( ثورة تلعفر ) وتلك ثورة 1958وما بينهما من الثورات والانتفاضات والمناسبات الوطنية التى كانت خيوط  العائلة العراقية نسيجها لتخرج لوحة نضالية رائعة تعكس مدى التلاحم والتكاتف بين عموم  قوميات وا طياف الوطن مع احتفاظ كل منهم بخصوصياته الفرعية التى لاتضر الوطن ولاتمس اوتار التربية الوطنية بشئ .
لقد اصبح مصطلح الوطنية مع الاسف في الوقت  العراقي الراهن لدى بعض الاحزاب والتنظيمات السياسية لا ينسجم الا مع سلوك واضع الصفات في قوقع ضيق وفي اطار التحزب الاعمى لا يختلف عن قياسات  الحزب النظام المنهار فمن يقف ضد تياره فهو غير وطني او تبقى وطنيته معلقة في الهواء الى ان يجتاز الامتحان حيث يبقى ينتظر اعلان قائمة نتائج الوطنية , هل  ورد اسمه في القائمة واجتاز الامتحان ام لا …؟ وبعكسه سوف يساق به الى الدهاليز المظلمة وفي احدى صفوفها يلقنونه اصول التربية الوطنية يلتزم ويعمل بها بعد خروجه من تلك المدرسة الخاصة اذاحالفه حظ التخرج منها …!..!..
الاشكالية الصعبة في حل لغز الوطنية في العراق الجديد تكمن في كثرة الاحزاب وتفسيرها للوطنية حسب منظورها الخاص والخاص جدا, والانكى من ذلك ان قسما منها تعمل على تجزئة الوطنية وبالتالي تجزئة العراق باسم الوطنية وخدمة الشعب والوطن التى لم نقرأها لا في دروس النربية الوطنية ولا في التربية اللاوطنية , طبعا بعد بعثرة حروف الوطنية ..و..أ ..ل..ة..ط..ي..ن..حتى تقرأ حسب الاهواء واختياراتها في ملئ مربعات الكلمات المتقاطعة التى تملاٌ احيانا بقرائة حروف مكررة , او بقرائة حذف حروف من الكلمة الاصلية , او بقرائة الكلمة  متعاكسة ..او.. اوبانواع القراءات التى ظهرت حديثا .!!.