23 ديسمبر، 2024 3:22 م

قراءة في فنجان السياسة (التطبيع الإسرائيلي على العراق )

قراءة في فنجان السياسة (التطبيع الإسرائيلي على العراق )

 

بدى جليا لجوزيف ناي أن بائع السمك (المسكوف) قد أجاد سحب العظام كما أن بيتهفون تسمر أمام تحويل المقام العراقي لسيمفونية أنهكت مسامع الأمن القومي الذي يعاني الصمم أصلاً بينما عالم الفضاء الافتراضي بدأ يهيئ لنكبة مبتكرة لشعوب المنطقة لا لجيوشها .

تشير آخر فصول الرواية المعنونة (إسرائيل وبس والباقي خس) إلى أن المشهد وصل لنهاية الحبكة الروائية، وأصبح الختام واضحاً بعض الشيء مالم يتدخل الالتفاف الثوري لإيقافه .

بعيداً عن جملة طفح للسطح لأن الخيانة الآسنة لهذا الموضوع طافحة منذ زمن وليس الآن، وبالتالي لابد من توضيح رؤيتنا القاصرة لمعالم هذا الموضوع وعندما نقول معالم فإننا نقصد ذلك حرفياً ، ونرى في التطبيع كما سترون معي سبب تسمية العنوان بهذه الصيغة لكون التطبيع الإسرائيلي سيفرض كما يتم فرض الاحتلال وفق مفهوم الحرب الناعمة التي ستشكل في هذا الخصوص أول تجربة فعلية لتداخل الميدانين الصلب والناعم،
كيف ستفرض إسرائيل التطبيع ؟
عملية الفرض ستكون من خلال تطويق العقل الجمعي العراقي من ثلاث محاور فكرية ذات انتماء وهمي وتأثير حقيقي في هذا العقل ، وهذه المحاور هي
– الإسلام السياسي : عبر بعض الشخصيات النافذة والتي تبين المعطيات أنها وضعت قدماً في طريق التمهيد وإن كانت هذه الخطوة لم يُرى لها أثر

– الشيوعية : وبشكلٍ سيجعل ماركس يقبض على ذقنه أسفا لهذا الالتفاف على جوهر الفكر الماركسي الذي يقوم على أساس مواجهة الرأسمالية والامبريالية العالمية المهيمنة على قوت الطبقة العاملة، واتضحت أولى خطواتها بمساندة القيادات البارزة للحزب لبعض الشخصيات الصهيونية التي تحمل لواء الدفاع عن حقوق الأقليات المظلومة (سودة عليه) .

– المدنية: وذلك عبر ماتم صنعه من شخصيات إعلامية وناشطين ومدونين ليكونوا ممهدين للتطبيع عبر فرش هذا الطريق بمفاهيم القبول بالآخر والسلام مع الجميع دون أن ننسى الموضوع الخاص بعودة اليهود للعراق وتعويضهم ، الأمر الذي يعد كذبة كبرى لخداع الجميع طواعية أو كرها .
وبهذه الطريقة تتم محاصرة الرأي العام العراقي عبر وضعه أمام خيارين لا ثالث لهما إما التطبيع أو البقاء تحت رحمة الإرهاب والفوضى كما تسميها الحاجة كوندوليزا رايس ( الله يذكرها بالخير ).
بديهياً أصبح التحدث بالعدو الذي تم افتعاله موضوع قديم بالنظر لما تم طرحه سابقاً في هذا الخصوص وللأسف أقولها، أن الشعب قد أبتلع هذا الطعم وهو يظن بأنه قد اصطاد دون أن يعلم أن أصبح صيداً لصنارة أرباب الحرب الناعمة بالاشتراك مع أُختها الحرب النفسية ناهيك عن شقيقتهم الأكبر الصلبة وبكلتا يديها العسكرية والاقتصادية .

وبالتالي ستكون عملية فرض كونها ستأتي عن طرق مهما اختلفت تسمياتها فهي تصب في خانة مصطلح الحرب
وكل حرب تعقبها لغويا وواقعيا ب(على) وسواء أكانت بواسطة الدعاية أو هجوم عسكري أو سلب ذاتك بسلاح الجذب .