23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

قراءة في فكر داعش التكفيري

قراءة في فكر داعش التكفيري

داعش هي الأبن الشرعي للقاعدة وإن كانت القاعدة لا تعترف بولادتها القيصرية , والقاعدة إسمتدت منطلقاتها وفقهها من إبن تيميه وإبن عبد الوهاب , إذن نحن أمام هرم إتسعت قاعدته إنسجاما وتمردا على قانونه الأول بل شكل هذا الإتساع غواية للشباب , فبعد أن كان الدين  هداية صار جهاد له مجتمعه ومناخه بل له فكر تكفيري تعدى المنطق السليم  وليس الإسلامي .  وبسبب تواجد المذهب الحنفي في السعودية كذلك إبن عبد الوهاب تأثرت البيئة الخليجية عموما بهذا التطرف بل رحبت به غير داركة  مدى خطورته عليها مستقبلا , ولأن الأزهر مركز الحوار  والنقاش إنتقلت الأفكار
 الجديدة إلى رحبته فتفرد من مصر أكثر من داعية للسلفية المتطرفة  فكانت ولادة الإخوان المسلمين الأثر الكبير في حرق المراحل التطورية لفكر جديد يبتعد عن روح الإسلام بعد ان نقل الدين من حالة الوعظ لحالة الحرب على كل من لا يعترف بهذا الفكر الجديد . ومن الذين كتبوا للتطرف بل من الذين نادوا بالجهاد وإعلان الحرب على البعيد والقريب صاحب كتاب “العدة في إعداد العدة” السيد إمام وأسمه الحركي “الدكتور فضل”  , وكتابه هذا بقدر ما صار مرجعية للتطرف حاول الرجل بعد فوات الأوان التنصل عما كتب وأكثرالتصريح والظهور الإعلامي حتى كفَّر من ظل مصرا على
 أفكاره الأولى لكن القاعدة لم يرق لها هذا التحول وأعتبرته نكوصا منه بل تجاوزت بالطعن في نزاهته ورغم إنها لا تعترف به الآن لكنها تستمد كل فقهها منه حتى إضطر الرجل  أن يؤلف كتابا تصحيحيا سماه “العمدة والجامع” حاول فيه   التخفيف من غلواء التطرف وأعطي للجهاد شكلا آخرا فيه تسامح وتألف . وإذ نقدم بعضا من أفكاره بتلخيص سريع  فأنها اليوم نهج داعش وغيرها من المنظمات التكفيرية :
– مقدما هو يُعّول على الآية القرآنية : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } الأنفال 60 .     ويحاول أن يلف عضد  الدين بتفسير القرآن حسب وجهة نظره بعيدا عن التفاسير المعروفة عند الجميع , كذلك ينتخب الأحاديث ولا يتورع من البتر فيها ويعطي لنفسه العذر وحسب ما يدعي أن  بعض الصحابة سبقوه بذلك . ص16 .
 – يقر أن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس  , أي على الشباب أن يبذلوا أنفسهم من أجل الدين  , بل أن الدين لا يقوم مالم تذهب النفوس  ضحية له . حتى ولو تجاوز الآية القرانية : وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195
–  يعتبر أن ولاده جماعة جهادية جديدة يوجبها الإنضمام للأقدم , أي الآحق للسابق والجديد للقديم ص95 . ويذهب إلى قتل من ينادي بتعدد الجماعات ص92 .
–  يفترض إستنادا لإبن تيمية أن هناك طائفة منصورة , وهي الطائفة المجاهدة ضد الحكام والمرتدين  .ص89 . والمرتدين من وجهة نظره ليس من إرتد عن الإسلام ولكن كل الحكام الذين يحكمون بالقوانين الوضعية . من منطلق المساواة بينهم وبين الذين إرتدوا بعد وفاة الرسول (ص).  ويقرر لو كان الصحابة أحياء اليوم لكان أعظم أعمالهم هو الجهاد. ص91 .
– يصف الجهاد بأنه أفضل القرابات إلى الله وأفضل من جميع النوافل بل أفضل من الصوم والصلاة  .ص14 .
 – ويعتبر أن المرابطة في الجهاد أحب من وافق الله عند الحجر الأسود ,  بل أن رباط ليلة خير من صيام شهر رمضان وقيامه.  ويعتبرها أعلى درجة من التفرغ للعبادة . ص14.
– التبرء من الكافرين أحياء وأمواتا . ويقصد بالأحياء الحكام وبالأموات المراقد والمزارات . ص16 .
– قتال الحكام مقدم على قتال الكفار الأصليين  ( اليهود والنصارى وباقي الديانات) . ص312.
–   يعتبر عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي .
 – يعتبر كل الروابط  (القومية والسياسية والدينية )غير الجهادية روابط جاهلية .ص17.
– الطواغيث الأحياء أعظم من الطواغيث الأموات ( القبور والأحجار والأشجار ) ص320 .
 – جهاد المرتدين أوجب من جهاد اليهود .  ص336 .
– يجوز الكذب على الأعداء ( كل الناس من غيرهم أعداء ) ص336 .
هذه المنطلقات هي الآن فقه داعش الشرعي , ودستورها في الخلافة والقتل والهدم والتجاوز على المحرمات . وحتى هذه لها تفسيرات ابعد مما يتصور العقل , فلا تستغربوا تصرفات داعش .