يكاد يتفق معظم خبراء الدراسات الاستراتيجية ان شكل الحكومة الجديدة لن يتغير عن الحكومات السابقة، لاان كل الكتل السياسية ستشترك بالشراكة الوطنية. وان “جميع الكتل السياسية اليوم تتجه لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر وهذا حق مكفول لها، لكن اللاعب الخارجي سيعيد تشكيل البيت الشيعي من خمس كتل والبيت السني والكردي”.
نشر موقع سبوتنيك الروسي، تقريرا عن تأثر المساعي السياسية العراقية لتشكيل الحكومة المقبلة بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على إيران، كاشفا في الوقت ذاته عن عدد البرلمانيين المقربين من إيران في مجلس النواب العراقي.ونقل الموقع في تقريره، عن مراقبين قولهم إن العقوبات الأمريكية على إيران تتناسب طرديا مع “ازدياد ثقلها في العراق”، ودورها في تشكيل الحكومة العراقية لاسيما بعد إعلان نتائج الانتخابات التي أعيد عدها يدويا عن تزوير وإتلاف لأصوات الناخبين.واضاف أن هناك مراقبين يعتقدون أن إيران تسعى إلى رئة اقتصادية أكبر لها في العراق، لتعويض الحصار المفروض عليها من العقوبات الأمريكية التي بدأ تطبيقها منذ السادس من الشهر الجاري، مستخدمة الانتخابات العراقية ورقة ضغط لإنعاش وضعها عبر حلفائها من المرشحين الفائزين.
ونقل التقرير عن المحللين السياسيين العراقيين قولهم ان”نتائج الانتخابات العراقية، وعدم تغييرها متعرض لضغوط سياسية واضحة، وكان واضح للناس أن الانتخابات مزورة بشكل تام -وأضافوا، أنه “كان واضحا أن هناك ضغوطا سياسية، وإذا ما يحصل رئيس الوزراء، حيدر العبادي على الضوء الأخضر لولاية ثانية، تسير الأمور بسلاسة وإذا ما تعرقل الأمر، يأتي بنتائج عكسية”.وكلما يتصاعد الضغط الأمريكي على إيران، بالتأكيد أن المساحة الإيرانية في العراق ليست سهلة وتحاول أن تستثمرها لتخفيف الضغط على وضعها الداخلي، وواضح جدا أنها تستخدم الانتخابات العراقية ورقة ضغط داخليا وخارجيا”.واوضحوا ان استخدام إيران الانتخابات العراقية كورقة ضغط، من خلال محاولة تشكيلها حكومة تكون قريبة منها حتى يصبح العراق هو رئة تخفيف للحصار عليها،
ورغم أن الأمريكان داعمون للعبادي لكن هناك تقاطعات كثيرة،الا ان هذا الدعم يواجه قوة من حلفاء إيران وتقف بالضد من الحصار على إيران. وهناك جبهة من تحالف الفتح وإئتلاف دولة القانون وقوى كردية وهذه الجبهة ان تشكلت ستصطدم بالارادة الدولية وتكون ضمن سياسة محور ايران وتركيا وفي المقابل هناك جبهة أخرى هي تيار الحكمة الوطني وتحالف سائرون و النصر وقوى كردية وسنية تبحث عن مصالحها”
وتشهد الساحة السياسية نشاط سياسي مكثف من الكتل السياسية الفائزة لتشكيل الكتلة الاكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة،ويتوقع ان تتشكل الحكومة المقبلة وفق شروط ومعايير المرجعية العليا بان يكون رئيس وزراء قوي وشجاع وحازم وهذا الشخص لا يمكن وجوده مالم توجد كتلة كبيرة وقوية تدعمه في مجلس النواب_
وهنا نؤكد ان “الحكمة وسائرون وكتلة العبادي هي الأصلح في تشكيل الحكومة وسط المعادلة الاقليمية الصعبة وان الانتخابات الاخيرة كانت باشراف مباشر من الامم المتحدة والاخيرة قلقة من نتائج الانتخابات”، مشيرا الى ان “قوة الحكومة من رصيدها الجماهيري والدعم الدولي والأول مفقود بسبب العزوف الكبير عن الانتخابات الاخيرة”.والحكومة المقبلة ستكون حكومة الخيارات الصعبة لانها تواجه 3 تحديات داخلية واقليمية وخارجية وملف الاعمار والخدمات ومكافحة الفساد والامن الحدودي والمياه والداخلي كل هذه ملفات ضاغطة على الحكومة المقبلة”. واقليميا ربما يكون هناك تدخل اقليمي اكبر في العراق بسبب الخلاف التركي الايراني مع امريكا ما سينعكس على العراق كونه حليف استراتيجي مع الولايات المتحدة وبنفس الوقت لا يريد خسارة مصالحه مع دول الجوار، وان الكلام عن تغير الضاغط الخارجي في تشكيل الحكومة ضرب من الخيال لوجود اتفاقيات دولية ومنها الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة وقرار امريكا بالعقوبات على ايران لن يكون أمام العراق الا الطاعة وفق هذه الاتفاقية لانها موثقة في الأمم المتحدة”.
الولايات المتحدة أبلغت أطرافا سياسية فائزة بالانتخابات بأن أي حكومة عراقيه قادمة لا يرأسها حيدر العبادي هي حكومة ميتة فاشلة وستؤدي ربما إلى انسحابها من العراق في هذا الظرف العسير
وأكد بومبيبو وزير الخارجية الأمريكية والذي يمثل الشخص الثاني في الإدارة الامريكيه من الوجهة الادارية، والأول من الواجهة الواقعية في القدره العراقية الذي طلب انضمام احزاب كردية وسنية للى تحالف النصرو الالتقاء مع تحالف النصر بزعامة العبادي لتشكيل الكتلة الأكبر والإسراع لتشكيل الحكومة، وهو يعتبر بمثابة تأييد لدعوات الإسراع لتشكيل حكومة عراقية بزعامة العبادي لاسيما إذ علمنا أن إيران وتركيا منشغلتان بالعقوبات الأمريكية ،لذا فإن الواقع السياسي والإقليمي مكن البيت الأبيض من الانفراد بالقضية العراقية_وقادم الايام حبلى بالمفاجات !