« عندما تنتظرين رجلا ليحسم أمره بشأنك، لن تتقدم حياتك.
مستحيل أن ينشغل قلبك بأمر آخر، لو أنك تراهنين على شيء قد لايأتي.
بإمكانك بناء الحياة التي تحلمين بها من دونه.
يمكن أن تبدئي من اليوم..
لكن أولا، عليك رفع قلبك من على الطاولة
لديك بضع سنوات ثمينة لتفعلي ما أنت بحاجة لفعله.
لا تهدريها لأجله..»
هكذا مهدت حنان سعدي لرواياتها “انتظار” من خلال اقتباس للكاتبةالنيوزيلندية لانج لييف لتختصر كل شيء، وتفتح في الآن ذاته البابعلى تساؤلات جديدة تدعو فيها القارئ ليبحر في عالم هذه الروايةويكتشف أسرارها بنفسه.
النظرة الأولى للعتبة النصية تجعلنا نتساءل ما لهدف منه؟! ولمااختصرت الكاتبة أحداث روايتها التي تتألف من 156 صفحة في كلمةواحدة ” انتظار” !
الجواب موجود بين سطور الرواية التي ستجرك معها دون سابق انذارلتكتشف حقيقة اختفاء زوج ولاء ( الشخصية الرئيسية في الرواية ) وسعيها الدؤوب في البحث عنه، لتكتشف فجأة وبعد طول انتظارالوجه الحقيقي له.. بطبيعته النرجسية الجشعة.. المحبة للمال والمنفعةالشخصية حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، وهكذا تقرر ولاء ( الفتاة ذات الأصول السورية) أن تضع حدا لهذه العلاقة التياستنزفتها فتصطدم بوقائع لم تكن في الحسبان.
ولاء ابنة الستة والعشرين سنة مهندسة معمار، أتمت دراستها الأوليةفي دمشق ثم انتقلت لجامعة أمريكية ونالت شهادة الماجستير هناك،لكن أمالها لم تكتمل في إنهاء دراساتها العليا، حيث يحرمها شقيقها“يمان” من السفر ثانية، تحكي لنا ولاء كل تلك الذكريات بغصة، حيثسلمتها الكاتبة مهمة القص لتكون بمثابة أنا ثانية لها ، فتحكي لنابنفسها مأساتها في الغربة وزواجها من رجل لم ترضى به عائلتها،لأنها كانت تظنه الرجل المناسب لها، لتصطدم لاحقا بحقيقته وتستفيقمن الحلم، وتكتشف الأسباب الحقيقية من وراء ارتباطه بها، وبين مدوجزر تضع الكاتبة نقطة النهاية لروايتها بشكل غير متوقع تاركةالقارئ أمام سيل من الأسئلة التي لن يجد لها جوابا، لكنها رغم ذلكتبقى النهاية الأفضل باعتبار كل ما مرت به الشخصية الرئيسية منأحداث.
انتظار _ مذكرات مغتربة
للكاتبة حنان سعدي