(خواطر مجازية لعنوانات شعرية بلاشعر )
القصيدة بحث وجري دائب وراء جماليات القول الشعري , والشاعر هو الاخر يبقى ,وسيلة بحثية عن مجالات النص المؤثر في تقاويم وعي المتلقي .ومن لايمتلك في الاخير سلطة التاثير والمؤثر ليس بشاعر ولاشعر
ودعتهم
هم نور العيون
البهاء هم
لكنهم تركوني ..
رحلوا ..
اخر الكلمات البرئية ..(جدو..)
اخر النظرات ..ص17
من هنا تتضح قصيدة الشاعر مجيد الاسدي في ديوان (وجع السنين ) حيث الشعر مجرد (اخذ وعطاء ) الى داخل عالمه البسيط شكلا ومضمونا , غير اننا في الوقت نفسه , نلا حظ بان الشاعر الاسدي ,يحاول في قصيدته ضم العالم الى اسلافه . الذاتية ممن ارقهم الزمن وجرحت اقدامهم تحت عبء (في الارواح الضائعة متسكعا ..ص75)
والشاعر قد رافقه هذا النمط من الشعر الواصف كاخر في اشعار ديوانه , وظل يرافقه حتى غاب تماما عن اخر قصيدة , خاضعا لجملة من التاويلات كما الحال في قوله : (نتحاور في الحلم .. ياصفصافه .. مازلت صامده.ص63)
نلاحظ بان شعر الاسدي ينم على اخر دائما . ثمة اخر يخاطبه في مجمل كتابته الشعرية يستوضحه , ويلومه , ويعاتبه , ويحاول الاقتراب منه , ويهجره , ويبحث
عنه اذا غاب 🙁 وعانقي خطواتي في الظلمة .. فانا لولاك ما كنت .. ولا كان الوجود.. تصرخ دباجير القلب .. تتاوه الروح .. ياموتي ..ص33) وقد يمثل هذا الاخر بعدا اخر يتعلق بحيات وتفاصيل يوم الشاعر المعيشي , وليس ما يتعلق بالشعر وهموم الشاعر الابداعية . ومع ذلك , يثير فينا الاسدي غالبا مسالة تفاصيل حزن حياة الشاعر مع حيوات قصيدته ,ويشق الشاعر دائما بالمنطلقات التي يباشرون الشعراء الشعر عبرهما , فهو حين يفكر با لشعر شعرا , يكتب : ( لي صاحب اسمه قدوري .. كان ضريرا .. اسماله ممزقة .. يخترع قصصا خرافية .. عن حسناء سماوية .. تهبط روحا عاشقة ..ص61 ) هكذا اذن هو عالم الشاعر الاسدي , تتعاضد فيه لغة اليومي والاسبوعي والمنزلي والشوارعي وحتى لغة واصداء (الذباب ) ومبيد ( الزواحف ) وصرير ابواب (المراحيض)
وخرير (المجارير ) الا ان كل هذه الاشياء والمسميات تتم , دون شاعرية اصيلة او موهبة حقيقية , قادرة على توظيف الثيمات والاغراض الدلالية بشكل لائق ومؤثر , ثم تكريسها داخل محاور من طاقات التلقي عند القارىء . ويستشف القارىء من قصائد ديوان الشاعر تجربة , لربما هي بجديدة , عن خصائص عوالم القصيدة الشعرية الحقيقية , وهي لربما نزعة تجريبية تجعل من اسلوب القصيدة , يختص بنقل وتصوير المحسوسات بشكل بعيد كل البعد عن لغة وتقاسيم الملامح الشعرية الخصبة .. والواقع ان نمط القصيدة التي قد عثرنا عليها في ديوان (وجع السنين ) قصيدة تدعو الى ترجمة الخبرة الحياتية اليومية الى مكونات خبرة تقريرية شفاهية من قابليات ذاكرة المقرر الحياتي . وقد يناقض هذا الوضع رغبة الكثير من النقاد والنقد الشعري , مما يجعل الشاعر الاسدي في وضع (استفهام ) امام قوالب الشعر والقصيدة المتقولبة اصطلاحيا داخل حيز ابداع وهموم النص المبدع .. واخيرا قد نندهش في اي من انماط الشعر والقصيدة , يصح وضع جغرافية قصيدة ديوان (وجع السنين ) وهو يحتكم في وضع قصائدة الى قولبة الوجدان المشفوع بوعي مباشر ومتفتح على لغة اليومي من تفاصيل لهجة الحياة .. والوجدان ايضا الذي لايتم تعريفه بالعاطفة المشبوبة داخل لغة وانفعال الشعر المنظم , فهو لربما لا يعد
بوجدان واعي او مهذب .. من جهة اخرى قد تتهم نزعة الشاعر الاسدي , بالحنين الى ارث قضى فلم تبقى منه سوى ( خواطر مجازية لعنوانات شعرية بلاشعر).