( ضوضاء كلامية لنصوص بلا اجنحة )
الكتابة الشعرية عبارة عن(منظومة مخايلة) تجسد الحاضر النصي من اجل بعث معطيات تراكيبية لمستقبل النص الشعري، كما ان الشعر الذي يتجسد في معطيات خطاب القصيدة، ليس بانتهاك سافر على مكونات اللغة الاستعارية، بل هو اتون وانفجار – ليس بمعنى التشظي – وانما بمعنى انزياح اللغة داخل مكونات تفككات المعاني القصدية، فرؤية الشاعر تبقى دائما تمتلك قصدية الايحاء الجاهز بمضي تراتيب تحولات الدلالة من حيث مبدا(الاثبات والنفي) في
ديوان(وبعد..) للشاعر علي عيدان عبد الله ،نلاحظ بان قصائد الشاعر تحاول ان تتخلى عن مجسات (نصية القصيدة) فالنص الشعري يتحول الى مجرد (واجهة استهلاكية) يحاول من خلاله الشاعر، ان يمنح الوضوح غموضا جهد الامكان ودون أي حاجة استعارية او شعرية لذلك التحول ،اضافة الى هذا نلاحظ بان وظيفية الكتابة القصدية لدى الشاعر ،تتراجع احيانا الى نحو تحتاج فيه الى متسع من الذاكرة او الى المتراكم من المعلومات حيث يتمكن عندها القارئ من التواصل مع قراءة القصيدة:
ايتها النار
القي اليك بخيط الروح
لم لاتقودين على حرقه
حين وجد فيك صنوه ؟ .. ص44
ان عملية (تثوير الدلالة) على فضاءات القصائد ،وعدم ولوج الشاعر لعبة(تثوير اللغة) يبدو عملا غير صائب من لدن الشاعر نفسه،لان كل هذه الوظائف وغيرها جعلت منه في تراجع ما عن قصدية (دروب اللعبة) الشعرية ،مما يجعل المتتبع للمنجز الشعري يفقد القدره على التواصل الطبيعي، ويضطر الى (الهبوط الاضطراري) تكاد ان تكون القصيدة لدى الشاعر،احيانا، عباره عن احاطة غير واعية بكل ممتلكات الفضاء الشعري من (الحدث/ الثيمة /الموضوع) وكذلك تبدو في بعض الاحيان مجرد (فائض كلامي) او مجرد نقصان في التكوين او احيانا ايضا مجرد توفير المتعة التخيلية او توفير (التلاعب بالكلمات) اذ ان كثيرا مايدفع بعض
الشعراء الى كتابة هذا النوع من الشعر ،هو توفير للمتتبع فضاءات تمتلك من (الهفوات الكلامية) ماتدخل القارئ وسط خيمة(اللاشعر) .ان اصول الدخول الى (فضاء النص) يتطلب من الشاعر عدم الانسياق خلف مصيدة (العجالة) في انجاز المطبوع الشعري ،فالتحرك المتعجل ضمن مساحة توفر ركاكة الموهبة الشعرية، يخلق حالة اشبه ما تكون بعملية الانتحار الادبي على قدمين واقفة وقلب نابض بحيوية التواصل،ان الشاعر علي عيدان لربما لم يبقى لنفسه عذرا شعريا او ابداعيا ولاسيما بعد انجازه للكثير من الاعمال الشعرية ،اذ لو كان ديوانه هذا الذي بين يدينا الان هو المنجز الاول، لكان للشاعر الحق، بان نلتمس له العذر والمغفره، الا ان الشاعر بات واضحا له والخيبة تجرجر اذيالها خلف تجربة ديوان (وبعد..) حتى بات لنا واضحا بان علي عيدان صار بعيدا عن فضاءات شعرية الشعر :
تنظر بعيدا
وامامها
على المنضدة
كتابان
احدهما عنوانه :
كل ماهو صلب ينصهر في الهواء
اما الاخر
فلم ادركه .. ص42
ان احساس القارئ بسهولة الدخول والخروج من منظومية (افق الانتظار) هو احساس يصعب وصفه وتفسيره بعد عملية تلقي النص، كما ان التمادي في شرح كيفية تكون هذا الاحساس لدى القارئ ،ومن أي شيء يتكون تحديدا هذا الاحساس، صدقوني؟ وارجو ان يصدقنا الشاعر نفسه؟ لاني لااملك أحقية شرح تفاصيل هذا الاحساس ،الذي عندما يتكون لدى القارئ يكون انذاك من الصعب شرحه ،لان طبيعة بعض الامور اذا شرحت ،فسوف يقوم من بعدها (الطوفان) وبشيء من الاسف البالغ والمؤلم اقول للشاعر علي عيدان عبد عيدان بخصوص قصائد ديوان (وبعد ..) ان من يحاول ان يهرب من مصائد (النقد) ومن فخاخ متذوقي الشعر الحقيقي ،ليس بشاعر في أي يوم من الايام، او حتى فقط ساردا عاديا، كما انه ليس باكثر من (متحرجا) أو (متسلقا) بنظر من هم في فلك العملية الشعرية الجاده، كما ان اعلانك عن نفسك (شاعرا) سوف يبقى في داخلك فقط (شعورا غيبويا) لايعرف له من الحقيقة سوى (القلق) من نفسك ومن الاخرين ومن انفتاح عوالم قصائدك نحو (ضوضاء كلامية لنصوص بلا اجنحة ) .
قراءة في ديوان ( وبعد.. ) للشاعر علي عيدان عبد الله
( ضوضاء كلامية لنصوص بلا اجنحة )
الكتابة الشعرية عبارة عن(منظومة مخايلة) تجسد الحاضر النصي من اجل بعث معطيات تراكيبية لمستقبل النص الشعري، كما ان الشعر الذي يتجسد في معطيات خطاب القصيدة، ليس بانتهاك سافر على مكونات اللغة الاستعارية، بل هو اتون وانفجار – ليس بمعنى التشظي – وانما بمعنى انزياح اللغة داخل مكونات تفككات المعاني القصدية، فرؤية الشاعر تبقى دائما تمتلك قصدية الايحاء الجاهز بمضي تراتيب تحولات الدلالة من حيث مبدا(الاثبات والنفي) في
ديوان(وبعد..) للشاعر علي عيدان عبد الله ،نلاحظ بان قصائد الشاعر تحاول ان تتخلى عن مجسات (نصية القصيدة) فالنص الشعري يتحول الى مجرد (واجهة استهلاكية) يحاول من خلاله الشاعر، ان يمنح الوضوح غموضا جهد الامكان ودون أي حاجة استعارية او شعرية لذلك التحول ،اضافة الى هذا نلاحظ بان وظيفية الكتابة القصدية لدى الشاعر ،تتراجع احيانا الى نحو تحتاج فيه الى متسع من الذاكرة او الى المتراكم من المعلومات حيث يتمكن عندها القارئ من التواصل مع قراءة القصيدة:
ايتها النار
القي اليك بخيط الروح
لم لاتقودين على حرقه
حين وجد فيك صنوه ؟ .. ص44
ان عملية (تثوير الدلالة) على فضاءات القصائد ،وعدم ولوج الشاعر لعبة(تثوير اللغة) يبدو عملا غير صائب من لدن الشاعر نفسه،لان كل هذه الوظائف وغيرها جعلت منه في تراجع ما عن قصدية (دروب اللعبة) الشعرية ،مما يجعل المتتبع للمنجز الشعري يفقد القدره على التواصل الطبيعي، ويضطر الى (الهبوط الاضطراري) تكاد ان تكون القصيدة لدى الشاعر،احيانا، عباره عن احاطة غير واعية بكل ممتلكات الفضاء الشعري من (الحدث/ الثيمة /الموضوع) وكذلك تبدو في بعض الاحيان مجرد (فائض كلامي) او مجرد نقصان في التكوين او احيانا ايضا مجرد توفير المتعة التخيلية او توفير (التلاعب بالكلمات) اذ ان كثيرا مايدفع بعض
الشعراء الى كتابة هذا النوع من الشعر ،هو توفير للمتتبع فضاءات تمتلك من (الهفوات الكلامية) ماتدخل القارئ وسط خيمة(اللاشعر) .ان اصول الدخول الى (فضاء النص) يتطلب من الشاعر عدم الانسياق خلف مصيدة (العجالة) في انجاز المطبوع الشعري ،فالتحرك المتعجل ضمن مساحة توفر ركاكة الموهبة الشعرية، يخلق حالة اشبه ما تكون بعملية الانتحار الادبي على قدمين واقفة وقلب نابض بحيوية التواصل،ان الشاعر علي عيدان لربما لم يبقى لنفسه عذرا شعريا او ابداعيا ولاسيما بعد انجازه للكثير من الاعمال الشعرية ،اذ لو كان ديوانه هذا الذي بين يدينا الان هو المنجز الاول، لكان للشاعر الحق، بان نلتمس له العذر والمغفره، الا ان الشاعر بات واضحا له والخيبة تجرجر اذيالها خلف تجربة ديوان (وبعد..) حتى بات لنا واضحا بان علي عيدان صار بعيدا عن فضاءات شعرية الشعر :
تنظر بعيدا
وامامها
على المنضدة
كتابان
احدهما عنوانه :
كل ماهو صلب ينصهر في الهواء
اما الاخر
فلم ادركه .. ص42
ان احساس القارئ بسهولة الدخول والخروج من منظومية (افق الانتظار) هو احساس يصعب وصفه وتفسيره بعد عملية تلقي النص، كما ان التمادي في شرح كيفية تكون هذا الاحساس لدى القارئ ،ومن أي شيء يتكون تحديدا هذا الاحساس، صدقوني؟ وارجو ان يصدقنا الشاعر نفسه؟ لاني لااملك أحقية شرح تفاصيل هذا الاحساس ،الذي عندما يتكون لدى القارئ يكون انذاك من الصعب شرحه ،لان طبيعة بعض الامور اذا شرحت ،فسوف يقوم من بعدها (الطوفان) وبشيء من الاسف البالغ والمؤلم اقول للشاعر علي عيدان عبد عيدان بخصوص قصائد ديوان (وبعد ..) ان من يحاول ان يهرب من مصائد (النقد) ومن فخاخ متذوقي الشعر الحقيقي ،ليس بشاعر في أي يوم من الايام، او حتى فقط ساردا عاديا، كما انه ليس باكثر من (متحرجا) أو (متسلقا) بنظر من هم في فلك العملية الشعرية الجاده، كما ان اعلانك عن نفسك (شاعرا) سوف يبقى في داخلك فقط (شعورا غيبويا) لايعرف له من الحقيقة سوى (القلق) من نفسك ومن الاخرين ومن انفتاح عوالم قصائدك نحو (ضوضاء كلامية لنصوص بلا اجنحة ) .