23 ديسمبر، 2024 1:04 م

 قراءة في ديوان( الريشة والطائر ) لفوزي السعد

 قراءة في ديوان( الريشة والطائر ) لفوزي السعد

(بين ذاتية الخطاب وهامشية المصائر النصية)
ان كان ممكنا اعطاء لكل خطاطة مشروع شعري صفة ( الفكرة .. المعرفة.. الدلالة)ولكننا في الحال نفسة لربما قد لا يجوز لنا ادخال هذا المشروع او تسميتة بالحداث الشعري التفاؤلي مالم يوضح لنا هذا المنجز او الخطاب على ملاحظات وصور دلالات الاستنتاج المدلولي كخبرة ذات فعالية حقيقية قابلة للمضي نحو امكانات الظواهر والصور الكبيرة .. وعلى هذا فاننا نجد عند التدقيق والتمعن في هذا الاثر الشعري بان وجود حالة النص تبدو كما لو كانت افتراضا وضعيا يحاول اختراق صور الموجودات والمسميات ضمن دائرة انقراض التناسق القولي وراء حجب الدوال ومتغيرات خصوصيات النموذج الاسمي على الرغم من اننا نجد بان جميع الاعتبارت القولية في هذا المنجز قائمة على اساس بواعث مبثوثة ضمن تعريفات حالات حياتية مواضعة لمقاصد شرعية الاعتقاد بشروط الصوت الشعري الراصد والواصف كضرورة تعلق الشاعر باحساساتة الداخلية المختزلة .. من هذة المقدمة لعلي استطيع دخول ديوان ( الريشة و الطائر ) لفوزي السعد .. هذا الديوان الذي وجدنا من خلالة القصيدة عبارة عن حاجة بوحية لمضمون حياتي معاش تجاة الافعال والمسيمات , والشاعر بهذا قد يحاول انجاز تقدير افعال انتمائة للذات اولا قبل شروعة القاصر على الانطلاق بالقصيدة نحو منطقة ( توالد الافكار .. التماثل المعياري .. المستعار الموضوعي ) ولتمييز خطوات هذة القصيدة نلاحظ بان ظهورها والتاْكيد على مجالها التصويري اضحى مجرد نشاط ترابطي اقرب للشفاهي منة الى خصوصية المروي لحياة الاشياء داخل نظام فكرة ذات استدلال تفاصيل نتيجة بلا دليل او وجود ..

في اتجاة الاماني البعيدة

ابقى كبوصلة تتحرك حولاء

لو تستدير شمالا

تؤشر نحو

الجنوب

تستدير جنوبا

تؤشر

نحو

الشمال ؟.ص36

ان من اكثر ملابسات الفهم والتفكير هو ان يحاول الشاعر الوصول الى معالجة الاشياء وتناولها ضمن حدود افق احادي او جانبي الماْخذ اذ سوف تبدو هذة الملابسات امام العمليات القولية لحظات من المعاودة لتقنين الناشىء من الحس

– فعلى سبيل المثال – نحن نفهم بان كينونة ( الامنية ) ماهي الا قرار شعوري يؤكد ارتباط المستحيل باعتقادات التوافق مع فضيلة ( الامل ) لربما ايضا الاماني تبدو الادراك الحسي عند لحظة هدف واضح ومحدد , الا ان ماقد اشار الية الشاعر السعد في حجم موصوفة بقولة ( ابقى كبوصلة حولاء ) وهذا مالا يواكب بدورة متعادلات تقريبية الوقائع في نمط ( الاماني البعيدة؟ ) أي الامر الذي سوف يظهر لدينا على ان مراحل انتقالية الاماني اضحت ترادفا وصفيا تجاوز حالة الوعي الاصلي لقدرات التصور..

ايها القبر

كن عاقلا مرة .. واتسع

لمقام وريث الضياء

شاعر امة الشمس .. ماتت

فظل وحيدا

ومات

بكت الشمس

مدت يديها

لتحضنة وهي في قبرها

المتحرك بين

صخور

السماء ..ص21

القصيدة احيانا لدى ( فوزي السعد) اشبة بحالة الايحاءات الاولى حيث تتحرر الذات الشاعرة من ضغط المعقول واستحقاقات الشعرية الرصينة حيث الابتعاد عن حالة التقنية والاناقة في رسم ابعاد متزنة لصورة الشعرية ..فانا بهذا المقال ؟ سوف ابتعد عن ادوات النقد مع فوزي السعد لاعتقادي بانني لو جربت مع هذا الشاعر حس وادوات النقد لما سوف يبقى لدية من الشعر والشعرية شيء يذكر .. وعلى هذا فانا اقول مجددا لهذا الشاعر بصدد مقاطع هذة القصيدة من ان حالة التواصل مع رسم ابعاد المشهد الصوري لدية كقولة ( ايها القبر كن عاقلا مرة ) لربما هنا تتنافى مظهرية القصيدة البانورامية وجغرافية ازمنة وامكنة حالات ( كل مقابر العالم ؟) في وقت لا اعتقد فية بان صفة التعقل والعقلية تشكل ذاتية واضحة في حلمها وحساسيتها مع مفهومية ( لغة القبور والاموات ؟).

لما اصبحنا خشبا

تحت فؤوس

الاحزان

تنهال علينا ضربا

نكتم ادمعنا

ونقول لها .. لا باس

ومضينا

ننتظر اللحظة

حين يثور الخشب

المظلوم

على الفاْس ..ص32

ان ( اصبحنا خشبا ) و( تحت فؤوس ) ترفع السياق الشعري الى ما فوق مستوى حساسية القول لتتراءى على نحو اخر في ما تختص ( الاحزان ) و ( تنهال علينا ضربا ) في شحن الصورة بطاقة تدليل نافعة تاتي ضمن دلالة مشتركة مع ( ونقول لها .. لاباس ) وصولا الى وظيفة فعل ( ومضينا ) التي تعيد المسار الشعري الى منطلقاتة وحدودة البلوغية في تسلسل الحدث الخطابي الذاهب نحو ( ننتظر اللحظة) لبلوغ مساحة دلالية اخرى في ( يثور الخشب المظلوم ) وامام هذا الانفتاح الذاتي المتواشج تواشجا مكثفا يستقل الفضاء الشعري هنا بخطاب اسلوبي يعبر عن محنة الذات وتجربتها في الحلم لتعود لغة القصيدة على تفاعل ضمني مع الافعال التي تنتمي في حراكها الشعري الى حساسية الموصوف الدال.. وعلى هذا نتساءل اخيرا ؟ هل الشعر موجود حقا في عوالم جغرافيا ( الريشة والطائر ) ام ان القصيدة هنا خاضعة للذات والى مستويات الجمال المباشر وبتعددية الذات الواحدة في كل تقلبات ميولها ورغباتها ومرجعياتها الواقعة في توكيدات هامشية الذات اليومية ..وزيادة على هذة القراءة اود ان اقول ليسامحني الصديق فوزي السعد على ما قد التسمتة ملاحظاتنا هذة عن قصائد ديوانة كما واْود ان ابين حالة ما للقارىء العزيز حول هذا الشاعر الذي لة في الواقع حضور ملفت في فن القصيدة الشيئية والكائناتية منذ عقد الثمانينات , الا ان هذا الشاعر لة طريقة خاصة في الكتابة تتمثل في ادراجة لما يعتقده هو بانة مؤثر ورصين , حيث الحال يبدو على عكس ما يشعر بة القارىء , فهذا الشاعر ايضا ومنذ نعومة كتاباتة الشعرية وذلك فيما تجسد في ديوانة الاول ( الفراشات تقتحم الحدائق ) وحتى ( الريشة والطائر ) يعتقد بان وسيلة السلوك نحو اقتناص نماذج هي اكثر ذاتية ومحلية وبلغة اكثر بساطة , ما هي الا الطريقة المثلى لاستقطاب ما هو اكثر تاْثيرا واْيحاءا- ناسيا – شاعرنا السعد بان ما اتبعة من اسلوب في كتابة نماذجة الشعرية ما هو الا كلام سهل تدوينة والاحاطة بة .. هذا مع الاسف كل ما وجدناة في ديوان ( الريشة والطائر ) صوتا شعريا مكررا بكل كلماتة وصورة وايقاعاتة , الا ان ما هو مختلف فقط صورة الغلاف ودار الطباعة والنشر .. ان القارىء لجغرافيا ( فوزي السعد ) الشعرية بشكل عام لربما يشعر بان لدى هذا الشاعر هموم كبيرة وصور جميلة ومعان خالدة الا ان ماينقصها للوصول الى بحر قلوبنا هي تلك القوارب المتينة التي لا يعنيها من امر العواصف والرياح شيئا ما .