19 ديسمبر، 2024 8:53 ص

قراءة في ديوان الثعالب لاتقود الى الورد/ للشاعر كريم جخيور

قراءة في ديوان الثعالب لاتقود الى الورد/ للشاعر كريم جخيور

(غواية الورد تقود الى شرنقة رسم المعنى)
ان الشعور باتساع دائرة (الذهول الذاتي) في رسم ما يمتلكه الذهول الشعري نفسه في حال اطلاعه على مقادير التفاصيل الاتية الموظفة في حجم تلك الاجابات عن اسئلة (غواية الورد/ وضوحية نوايا الانقياد) واذا كان الورد احيانا هو الوسيلة الوحيدة للشاعر للوصول الى منطقة الامن والامان ، فان القارئ لعوالم قصائد ديوان (الثعالب لا تقود الى الورد) لربما لا يجد وسيلته الوحيدة في العثور على شعوره بالامن ، الا بذلك المختزل الاقتراني في تحديد صعوبات ذلك التاويل المسؤول عن الاجابة حول مسميات (غواية الورد ؟) ولاجل ادامة التاويل ، نحصل على الجواب من خلال دلالة الخطاب الشعري المتسربلة في حدوثية عوالم (كريم جخيور) حيث نجد قصائد الديوان عند هذا الشاعر ، تعبر عن مدى الفعلية في الاجابة الشعرية الساعية ضمن مديات ملازمة سيرورة السؤال الذي بقي طويلا يناجي اشتعالات وضوحية قابليات الصلة ما بين القصيدة وبين استحالة التفاصيل اللاتحديدية في رسم مباشرية دائرة البوح .. ولعل هذا يبدو ومن جهة ما ، مثيرا لحجم شكوكنا و شكوانا من زيادة اعادة تصورات هذا الشاعر في اجوبة تصوراته التصريحية :-

مازال قميصك سيدي

في البئر

تبكيه النادبات

وتتبرأ منه الكواكب

ولانه ذئب

انا اشك به

وانت البريء الوحيد هنا .. ص62

اذن هنا يبدو واضحا ، بان المشكلة الاساس في قصيدة ديوان الشاعر جخيور ، هي في كونها حقيقة جوابية تبحث عن مداليل السؤال في غوايا (صورة الدال) وهذه الطريقة في كتابة القصيدة ، ربما من شانها تحويل شعرية قصائد الديوان الى نوع ما من (التمظهرات اللاتحديدية) في صياغة سيرورة (غياب المدلول) – فمثلا- نلاحظ

قول الشاعر في مقاطع القصيدة :- (مازال قميصك سيدي) ان ورود مثل هذه العبارة ومنذ مطلع القصيدة ، من شانها الايحاء بالقارئ ، بان هذه الجملة هي فعل انشاء حاضر ظرفي ، لربما من شانها ايضا رسم دلالات توحي للقارئ بان هذه المرسومية لفعل الحاضر ما هي الا جوابا لسؤالا متناهيا عن ظرفية (في البئر) ، زيادة على هذا ، فان ورود مقطع (تبكيه النادبات) هنا اشارة واضحة لتحجيم الفعل الظرفي داخل ايقونية الاجابة السابقة (في البئر) اما عبارة (وتتبرا منه الكواكب) فهذه بحد ذاتها تبدو مسالة طرح المزيد من (اللاتحديدية) في رسم قابلية الإجابة عن سؤال صيغة التاطير المكاني والحالة الظرفية في نقل هواجس (جدلية الاجابة) عن غوايا مسالة السؤال … ولعل صياغة السؤال والجواب في قصائد ديوان الشاعر ، لم تاتي بفعل مباشرية دقة هذه المساءلة ، وانما قد جاءت للقارئ بصيغة (المطارحة الظرفية) في إعادة تشكيل وبيان مجالات الفعل البوحي داخل تفاصيل المروي الشعري … ولو حاولنا استخلاص واحدة من هذه النماذج في ديوان الشاعر ، لكان لنا الاستعانة الأيسر بقصيدة (الثعالب لاتقود الى الورد) هذه القصيدة التي قد وجدنا فيها تحديدا ، قابلية (كريم جخيور) على اختيار نموذجه التطبيقي في ارساء دعائم (غواية الورد / التمظهرات اللاتحديدية / غياب المدلول..) :-

هذا الشتاء بلا فاكهة

السماء اكثر هجيرا من افئدة الملوك

ومن اجل دوران بطيء

تشتعل الارض حروبا طويلة

هكذا

نقية هزائمي

ولاخطائي ملائكة غافرون

هكذا .. هكذا

الثعالب لا تقود الى الورد

وليس لهذا الغبار

تسمية اخرى

هكذا

لا دليل لها

افراحي يخذلها الصفصاف .. ص48

ايحتمل هنا ان ينصرف نداء الشاعر الى زمانية اطلال مسمى فعل ماضي بصيغة طرح ضمنية التسمية الحاضرة (الشتاء بلا فاكهة + السماء اكثر هجيرا = افئدة الملوك ..) لربما يبدو من جهة اخرى بان الشاعر في هذه القصيدة ينتقي سيرورة افعاله بمهارة ودقة ، فمثلا في قول مثل :- (ولاخطائي ملائكة غافرون .. نقية هزائمي) فهذه المقاطع من القصيدة ينتظمها انزياح ارسالي ذات مدلول تطغى عليه عدم الموائمة في انتاج الدلالة التي تتقدم صيغة فعل (دال مقوض) ولعل في صورة هذه المقاطع من القصيدة نوعا ما من اختفاء دلالة السببية في ترابط قصدية فعل

الدوال والمداليل وهذا الشيء يبدو هنا معلنا في قول كهذا :- (الثعالب لاتقود الى الورد ../ وليس لهذا الغبار تسمية اخرى..) ان الفعل الاستعاري في تراكيب قصائد ديوان الشاعر نجدها نوعا تراجعيا في صياغة مداليل الخطاب الشعري ، اي نجدها مجرد تلميحا احيانا يلغي مقتربات دلالة المعنى من اجل اكساب حالة ادائية في قيادة القصيدة .. وهذا مابات واضحا من خلال نموذج قصيدة (الاباطرة السمان) :-

برفيفها الاخضر

تمسح الطيور عن افئدة الغابة

حرائق قادمة

ذات صباح سيدق عنقها صياد ماهر

يصنع منها مخالب

تكسر ذاك الرفيف

تقول امي

القطط دائما تحب من يخنقها

الشعوب تفعل ذلك ايضا

ولذلك

فهي منهكة بثاثيث الكراسي ..ص13 .. ص14

على هذه الشاكلة من صور هذه القصيدة ، وجدنا عوالم ديوان الشاعر ، عبارة عن هما ساعيا يحاول الشاعر من خلال قصائده ، تحقيق دلالة افعاله دون ايضاح مبررات اشارية ومقصدية دلالة (غوايا وردة ؟) او من ناحية اخرى اظهار فاعلية وخصائص (دواله المكدودة ؟) بموجب غياب وظيفة (المشار اليه) هكذا وبهذه العنوانات المقاربة لهوية (القيادة بدون مرشد ؟) اضحت لنا قصائد ديوان (الثعالب لاتقود الى الورد) جمالا دون ملامح جميلة ، ووضوحا دون حكمة ، وشعرا دون وظائف ومقومات القصيدة المؤثرة .. ان ديوان قصائد (كريم جخيور) قد خضع دون مبالات من الشاعر نفسه ، لمقاييس الاداء والانزياح في بلوغ عرض الخطاب ، الا انه قد اخفق ايضا من ناحية انتاج عرض المعنى الشعري المتكامل في موضوعه وفي حجم تحولات ترابطية الافكار الشعرية والدلالية من دائرة (غواية الورد تقود الى شرنقة رسم المعنى)

أحدث المقالات

أحدث المقالات