18 ديسمبر، 2024 6:09 م

قراءة في خطاب الخنجر السياسي (1-5)

قراءة في خطاب الخنجر السياسي (1-5)

الأهداف الرئيسية
يقول عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبين في كتابه سيكولوجيا الجماهير “إن محرّكي الجماهير من الخطباء، لا يتوجهون إلى عقلها، بل إلى عاطفتها، فقوانين المنطق العقلاني ليس لها أي تأثير فيها”.
وفي مرحلة الازمات والحروب والصدامات الاجتماعية أو على تخومها أو احتمالاتها يكون هذا النوع من الخطابات الاقرب الى سيكولوجيا الجماهير بسبب نوع الوعي ومساحته الاجتماعية وتنوع مصادر الاستقبال الجماهيري من الوعي القطيعي الى الاستقبال النخبوي وتحولاته من العاطفي الى العقلي.
حتى لاندخل في تنظيرات سيكولوجيا الخطاب السياسي ، بامكاني القول دون تردد ان زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر في اللقاء الذي اجرته معه فضائية الشرقية ببرنامج بالثلاثة قد خرج من شرنقة الانجرار الى الخطاب العاطفي القائم على ارضية الاستقبال الجماهيري للخطابات التي حددها غوستاف لوبين ، ليقلب المعادلة الى خطاب يحاكي العقل الجماهيري بتنوعات الوعي والادراك والتفاعل بما في ذلك البراغماتي المصلحي .
واستطاع ليس على مستوى لغة الخطاب اللغوي فقط بل الى مستوى الاستخدام الجسدي والصوتي وكاريزما الظهور الاعلامي للتأثير على المتلقيات الجماهيرية ونقل الافكار من التأثير العاطفي الى الاستقبال العقلاني في بحث الافكار والاهداف والتفاعل .
فيما تميّزت الخطابات السياسية لرموز العملية السياسية في البلاد بعد 2003 بانجرارها او تبنيها خطابات الشحن العاطفي بل والطائفي والعرقي والديني ، بسبب غياب المشروع الوطني الذي ينبغي تسويقه في الخطاب السياسي.
قدم الخنجر مشروعا واضحاً لأهداف التحالف الذي يتزعمه متمثلة بعودة النازحين الى مدنهم وقراهم دون أي قيد او شرط والكشف عن مصير المختطفين قسرا باعتبارها قضية سياسية وانسانية ضاغطة على العملية السياسية برمتها والحل الجذري لقضية السجناء الذين اخذت منهم اعترافات قسرية ادت الى تحملهم ظلماً احكاماً قاسية بالتعاضد المخزي مع قانون المخبر السري الذي فتح الابواب على مصاريعها امام الاحقاد الاجتماعية والسياسية والافتراءات الشخصية وتقديم ” الادلة ” المزورة والمبركة التي اطاحت بحيوات وامال عشرات الآلاف من الشباب وآثار مخرجاتها الاجتماعية ، وخروج المجموعات المسلحة من المحافظات والمدن المحررة بما فيها الحشد الشعبي للحفاظ على السلم المجتمعي .
النازحون ليست قضية جغرافيا ودار مهجورة وعودة مذّلة ، قضية النازحين قضية سياسية واجتماعية وانسانية على حلّها ومعالجة آثارها الكارثية يتوقف حقيقة مستقبل البلاد باستقراره الامني وتصالحاته الوطنية ونموه وازدهاره الاقتصادي … لايمكن الحديث عن عراق ديمقراطي ومازال ملايين العراقيين خارج مدنهم وبيوتهم التي هي الاخرى مازالت مهدمة تنتظر من يمد لها يد الاعمار .
لايمكن الحديث عن مستقبل العراق وعشرات الآلاف محرومين قسراً من العودة الى ديارهم ومنازلهم ، جرف الصخر ابرز الادلة واكثرها ايلاماً ووجعا وعاراً ايضاً دون تردد !
لايمكن الحديث عن مستقبل العراق وعشرات الآلاف من شبابه مغيبين بمعرفة قوى مسلحة اشار اليها الخنجر في لقائه التلفزيوني ..
لايمكن الحديث عن المستقبل والعدالة الاجتماعية بمستقبل الشباب القابعين قسراً وظلماً خلف قضبان السجون العلنية منها والسرية .
اهداف ستراتيجية وليست تكتيكية سياسية ليس لها علاقة بالانتخابات على الاطلاق .
اما متى يصلي الشيخ الخنجر في جرف الصخر ، فتلك مسألة شخصية رغم دلالاتها السياسية وهي المحصلة الطبيعية لحل وفك رموز وشيفرة هذه العقدة التي تبدو في بعض جوانبها اكبر من سلطة الحكومة وتحت سلطة قوى مسلحة تمثل احدى معرقلات عودة 90 الف من النازحين الى ديارهم واراضيهم وبيوتهم المهدمة في جرف الصخر ، وهي العقدة التي ربما تجيب على تساؤل الخنجر في اللقاء ، كيف تريد مني مصالحة واهلي نازحون ومشردون ؟!
في الحلقة الثانية قراءة في هدف هيكلة العملية السياسية الذي طرحه الخنجر ، باعتباره هدفا ستراتيجياً لفك معضلات وعقد العملية السياسية في البلاد !