18 ديسمبر، 2024 10:59 م

المتابع والمدقق في تحركات السيد عمار الحكيم ونوعية خطابه جيدا, يجد إن هذا الرجل يتحرك بعقلية كبيرة, وبطريق مدروس, وليس متخبطا في أفعاله أو مرتبكا في أقواله.

حرص الحكيم على أعادة ترتيب البيت الشيعي المتهرئ أصلا باختلاف رؤى قادته, فعاد لمأسسة التحالف الوطني, ونجح بذلك أيما نجاح, وانطلق به ليكون قريبا من قواعده, فعقد لقاءات وزيارات إلى المحافظات التي يمثلها التحالف, للوقوف على مشاكلها والمعوقات التي تقف في طريق تقديم الخدمات للمواطنين, ثم انفتح بهذا التحالف على الكتل الأخرى, وراح أبعد من ذلك لينفتح على الدول الإقليمية, ليبين لهم حقيقة التحالف وموقف الأغلبية, ورؤيتهم لشكل النظام في العراق, نظام لا يتقاطع مع أحد ولا يستبعد أحدا.

اطروحات الحكيم كانت واضحة ومباشرة, وليس فيها مواربة, وكان جادا في كلماته, وواضعا للنقاط على الحروف, وداعيا لدعم وبناء الدولة وعدم القفز على الأوليات الوطنية.

في خطابه بذكرى تأبين المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله, أشار السيد عمار إلى عدة نقاط مهمة, حيث أكد في بداية كلمته وبعد تقديم الشكر للقوات الأمنية ومن معها من متطوعين وعشائر وبيشمركه, أكد على ضرورة الحفاظ على المنجز المتحقق, وعدم الإساءة لهذا الإنجاز الكبير, والتشويش عليه, وتشويه صورته, والعمل على بناء الدولة, واحترام القانون, وعدم تجاوزه, اذ لا حصانة ولا قيمة لأحد مهما كان حجمه ودوره في تحقيق النصر, إن لم يك ملتزما بالقانون, وهي اشارة إلى أولئك الذين يشوهون صورة المتطوعين من خلال بعض التصرفات الخاطئة, وإلى أولئك الذين يرون أنهم أعلى من الدولة.

كذلك أكد الحكيم على ملف الانتخابات, حيث أشار إلى إن رغم المضض في تأجيل الانتخابات المحلية, إلا أنه لن يسمح وسيعمل هو وتحالفه الوطني على عدم تأجيل الانتخابات التشريعية في نيسان من العام القادم, كي لا يذهب البلد إلى فراغ دستوري لا تحمد عواقبه.

الفساد كان محورا مهما في كلمة الحكيم, فهو –الحكيم- قد أكد مرارا على هذا الأمر, حيث أشار في كلمته في الاحتفالية المركزية في يوم الشهيد في 1 رجب, إن البوصلة ستتحرك صوب مكافحة الفساد بعد الانتهاء من محاربة داعش والقضاء عليها, عاد مؤكدا هذا الأمر, وقد أشار إلى نقاط مهمة في هذا الجانب, حيث أكد على إن الفساد أخطر من الإرهاب الداعشي وفتاوى التكفير, وإن الفساد صار وسيلة للمغرضين لزعزعة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة, ومداعاة لتشويه التجربة السياسية الجديدة, والتشكيك بمصداقية القوى السياسية المتصدية, وخصوصا المخلصة منها, وهو –الفساد- هاجسا لتكريس الضجر والاحباط لدى الناس.

الإشارة المهمة في محور الفساد ضمن كلمة السيد الحكيم, هو الكلام المباشر والصريح حول تعرية أولئك الفاسدين, الذين يظهرون بمظهر الإخلاص والوطنية, ويتمترسون بالقيم والمبادئ والعقيدة, ولكنهم منافقون ويخفون حقيقتهم المريضة, تحت هذه الشعارات البراقة, مؤكدا –الحكيم- على إن هؤلاء سيفتضحون عاجلا أو آجلا, لما ارتكبوه من ظلم بحق الشعب الكريم.

التحذير من استمرار العداء الايراني السعودي, والتصعيد المستعر بينهما, جزءا من كلمته, حيث اشار الحكيم إن هذا العداء لن يخدم المنطقة, ولن يعود على بلدانها بالنفع, بل سيكون مداعاة لتدخل القوى الاستكبارية, من خلال التحالفات التي يقيمها الطرفين, مما يجعل من المنطقة ساحة صراع تستنزف قوة وامكانات بلدان المنطقة, وأكد السيد الحكيم على إن الحل لهذه المشاكل هو

الجلوس والحوار ومصارحة الطرفين بهواجسهما, وأن لا يكون هناك تقاطع بل تلاقي يصب في مصلحة البلدين وشعبهما أولا, وعلى باقي بلدان المنطقة ثانية.