23 ديسمبر، 2024 2:20 م

قراءة .. في حكم تارك الصلاة

قراءة .. في حكم تارك الصلاة

الموضوع : في النصوص القرآنية ، هناك الكثير من الآيات التي ذكرت بها موضوعة الصلاة ، منها : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) سورة البقرة ” ، ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) سورة البقرة ” . السؤال هنا ، هل أن تارك الصلاة ” يكفر صاحبها ” ويجعله مشركا أيضا ! ، هذا ما سأبحثه في هذا المقال المختصر .

حكم تارك الصلاة : سأذكر بعضا مما ذكر بصدد تارك الصلاة ، ففي موقع / طريق الأسلام ، أنقل التالي وبأختصار (( فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف من الصحابة والتابعين على كفر من ترك الصلاة تكاسلاً ، أو تشاغلاً عنها . أما الأدلة من القرآن ؛ فمنها قوله تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } [التوبة:11] . أما أدلة السنة : فمنها ما (رواه الجماعة) إلا البخاري والنسائي ، عن جابر قال : قال رسول الله : “بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ” ، وما (رواه أحمد) من حديث أم أيمن مرفوعاً : “من ترك الصلاة متعمداً ، برئت منه ذمة الله ورسوله”. ومنها ما (رواه أصحاب السنن) ، و(ابن حبان في صحيحه) ، و(الحاكم) ، من حديث بريدة بن الحصين قال : قال رسول الله : “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ؛ فمن تركها فقد كفر” وقال الترمذي : حسن صحيح ، ومنها ما (رواه أحمد وغيره) عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال : ” رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ” ، قال ابن تيمية في (شرح العمدة) : ” ومتى وقع عمود الفسطاط وقع جميعه ، ولم ينتفع به ” ، أي : عندما يسقط عمود الخيمة تسقط الخيمة كلها )) . وفي موقع اخر كان الأمر أكثر تحديدا – حيث ربط العقوبة بما جاء به النص القرآني (( قال تعالى : “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ” (المدثر 42:43) : فعقوبة تارك الصلاة هنا دخول سقر وهي دركة من دركات النار . وقوله تعالى : “يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ” (القلم – 42) : فتارك الصلاة لا يستطيع السجود بين يدي الله يوم القيامة ، لأنه لم يسجد ولم يصلي في الدنيا . / نقل من موقع الله معنا )) . ومن موقع / أبن باز ، سأورد ما قاله الأئمة الأربعة ( والكفر والشرك إذا عرف فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر، ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا هو الأرجح وأصح القولين ، أنه يكفر كفرًا أكبر ، نعوذ بالله ، ولو ما جحد وجوبها ، سواء تركها كلها أو ترك الفجر أو الظهر ، أو العصر ، أو تارة يصلي وتارة لا يصلي يكفر بذلك ، وعليه أن يجدد توبة نصوحًا .. وذهب الأكثرون من الأئمة الأربعة ، من المالكية ، والحنفية ، والشافعية إلى عدم كفره ، وأنه كفر أصغر ، وشرك أصغر ، وهو قول جماعة من الحنابلة أيضًا .. ولكن الصواب الأول أنه كفر أكبر ، لأن الأدلة الشرعية تدل على كفره ، لأنها عمود الإسلام فيجب الحذر من ذلك . فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة ، وأن يحافظ عليها في جميع الأوقات .. ) .

القراءة :
أولا – بداية الكتاب والسنة والأصحاب والتابعين يكفرون تارك الصلاة بنصوص وسنن وأحاديث تامة وجلية ، ولكن نلاحظ أن بعض النصوص تدعوهم للتوبة ، ومن ثم تتوعدهم بعذاب أخروي . أما جمهور الأئمة الأربعة ، فمعظمهم لا يكفرون تارك الصلاة ويعتبرونه ” كفر أصغر وشرك أصغر ” . بينما رسول الأسلام ، بحديثه كان الأكثر تشددا ، حيث قال حديثا ذا معان جدير بالوقوف عنده : ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا هو الأرجح وأصح القولين ، أنه يكفر كفرًا أكبر ” . والتساؤل هنا ، هل الصلاة أهم من الأعمال ! ، فالكثير من الرجال يصلون ولا يفعلون شيئا ذا فائدة للدين والمذهب ، بينما هناك رجال لا يصلون ولكنهم يبذلون قصارى جهدهم في علو المذهب ، فكيف توقر الأول وتكفر الثاني ! .

ثانيا – من الملاحظ أن الأحاديث ، قد صنفت الكفر والشرك / في موضوعة تارك الصلاة ، الى صنفين ( الكفر الأكبر والشرك الأكبر – الكفر الأصغر ، والشرك الأصغر ) . والعجب هنا هل هناك في الكفر والشرك هناك أكبر وأصغر ! ، وتحليل ذلك ، أن المفسرين لا زالوا يرقعون النصوص ، حتى في موضوعي الكفر والشرك ! .

ثالثا – أيضا نلاحظ في الوقت الراهن تجمعات لا حصر لها في وقت الصلاة ، خاصة في صلاة الجمعة ، وفي الدول الأوربية يصطفون المصلين حتى في الشوارع ، وأرى أن هذه الظاهرة لا تدل في كل مدلولاتها أن كل المصلين ملتزمين ، ولكن الأمر أصبح شكل من أشكال العادات ، فمن الممكن أن الفرد يفعل ما يحلو له كل أيام الأسبوع ، لكنه لا يترك صلاة الجمعة ! .

رابعا – وقد أعتبر الأسلام ورسوله من أن الصلاة ركنا محوريا في الأسلام ، فبالأضافة لكون الصلاة أحد أركان الأسلام الخمسة ، ولكن رسول الأسلام يذهب أبعد من ذلك ، فيقول : ” رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ” ، والتساؤل هنا هل الصلاة أهم من فعل الخير ! ، فكان بالأولى على الرسول أن يحث على فعل الخير ، وليس على الصلاة ، وذلك لكون الصلاة علاقة أيمانية بين العبد وربه .

أضاءة :
أرى أنه في موضوعة تارك الصلاة ، لم يتفق فقهاء وأئمة المسلمين على تكفيره أو شركه ! ، هكذا حال المواضيع العقائدية التي يتهافت عليها رجال الأسلام بتفاسيرهم المتقاطعة ، التي لا يتفقون بها مع بعضهم البعض على رأي موحد . أما المسلم من جانب أخر ، فأعتقد أنه قد آمن من أن الصلاة ، عملا روتينيا لا بد أن يؤديه ، لأظهار نفسه بالفرد الملتزم . والبعض الأخر ، بقى بين التفاسير حائرا ، أما حال المسلم بالعموم ، فيمكن أن نشبهه ب الذي تربى على وهم تكفير تارك الصلاة ، الأمر الذي سيجعله يحيا طول عمره في ضياع .