22 ديسمبر، 2024 2:23 م

قراءة في تقبيل الحجر الأسود

قراءة في تقبيل الحجر الأسود

هذه الأضاءة ليست في تاريخ الحجر الأسود وأنتقالاته ، ولكنها أضاءة في جانب أخر .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع :
الحجر الأسود عقائديا ، ووفق الأحاديث النبوية – تقبيله أو ملامسته أو مسحه .. يعتبر غفرانا للذنوب والخطايا ، من هذا المنطلق ، يعتبر الحجر الأسود ملجأءا للمذنبين والخطاة . وأنقل بعضا مما جاء بصدده ، من بعض المصادر الأسلامية ، منها : فقد جاء في موقع / أسلام ويب { ” وقد أمرنا باتباع هديه في الحج ، فقال: خذوا عني مناسككم / رواه مسلم ” كما ثبتت بنصوص الترغيب في تقبيله وبيان أنه يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق وأنه تحط به الذنوب ، ففي الحديث : ” إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا. رواه أحمد وصححه الألباني ” . وفي الحديث : ” والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق / رواه الترمذي وصححه الألباني ” .. } . ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل { وأما تقبيل الحجر فإنه عبادة حيث يقبل الإنسان حجراً لا علاقة له به سوى التعبد لله تعالى بتعظيمه ، واتباع رسول الله في ذلك } .. أذن الحجر الأسود له عينان يبصر ولسان ينطق ويشهد للعباد ! .

القراءة :
* لا زال الموروث الأسلامي موبوء بالخرافات والأساطير ، حيث تقول الروايات أن الحجر الأسود قد هبط من الجنة ! ، ومن موقع / أسلام أون لاين ، أنقل التالي { يقول الشيخ عطية صقر – رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر سابقاً : عن ابن عباس قال : “ نزل الحجر الأسود من الجنة ، وهو أشد بياضًا من اللبن ، فسودته خطايا بني آدم ” رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه } .. فكيف ينزل حجرا من الجنة ويتعبد به ، وهل من دلالة علمية على نزوله من السماء ! . والأشكالية انه قد سودته خطايا العباد ، فأي حجر يشعر ويتحسس بخطايا العباد ! . * وهناك أحاديث تدلل ، بأن الحجر الأسود مجرد حجر لا أكثر ، ولكنها أصبحت سنة وعادة ، لأن محمدا كان يقبله ، ” ورُوي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول : « لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ » . [أخرجه مسلم] .. ” . وقد جاء حديث عمر بصيغ أخرى منها ” كما ثبت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال حين قَبَّل الحجر: ( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك ) نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب ” . وهذا شهادة على أن صحابة الرسول غير مؤمنين بالتبرك بالحجر الأسود . ولكنهم كانوا يقلدون محمدا .
* من جانب أخر ، أليس التبرك والتعبد بالحجر الأسود ، من العبادات الوثنية ، ولكن كالعادة الفقهاء والمحدثين يرقعون ، سنة تقبيل الحجر الأسود ، على أنها تبركا وعبادة . فقد جاء في موقع / أسلام ويب التالي ( ومن الفروق بينهما أن تقبيل الأضرحة يؤدي للغلو ، والغلو أمر خطير يجر صاحبه للمهالك ، وقد هلك بالغلو قوم نوح ومن تبعهم ، وقد نهى عنه النبي : إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو. / رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني . وأما موضوع الأوثان فهو بعيد من الحجر جداً ، فعباد الأوثان يعبدون الأوثان ويعتقدون فيها بخلاف المسلمين فهم يقبلون الحجر تعبدا لله واتباعاً للسنة .. ) .
* وصحيا تقبيل الحجر الأسود مرفوض ، لأنه يجلب الأمراض وينقل العدوى و الأمراض .. وبهذا الصدد أنقل التالي من موقع / عربي { حذر حسين محمد حسين ، مدير الطب الوقائي بالقصيم في المملكة السعودية ، من تقبيل الحجر الأسود .. معتبرا ذلك ناقلا للعدوى والأمراض بين الحجيج .. وبرر المسؤول السعودي دعوته إلى تقبيل الحجر الأسود كون موسم الحج يعرف توافد عدد مهم من الحجاج من مختلف البقاع ، وكل واحد سيحرص على ملامستهما وتقبيلهما ، وبالتالي سهولة شيوع الأمراض والأوبئة } . وهذا دليل على أن هذه السنة ممارسة غير سليمة من الناحية الصحية .

خاتمة :
أولا – وفق العقائد المسيحية أن يسوع المسيح ، أرسل ليخلص العالم من الخطايا وينقذها من الهلاك ، وذلك مثبت وفق نصوص أنجيلية . منها : ما جاء في موقع / الأنبا تكلا همانوت ، بهذا الصدد التالي { قال عنه الملاك في البشارة إنه يُدْعَى يسوع ” لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” / متى1: 21 . ولم يقتصر خلاصه على شعبه ، بل قال ” لم آت لأدين العالم ، بل لأخلص العالم” / يو12: 47 . بل قيل إنه ” هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم” / يو4: 42 . وقد قال عن نفسه إنه ” جاء لكي يخلص ما قد هلك” / متى18: 11 } . وبناءا على ما سبق من أحاديث للمسيح ، فقد أبتدع الموروث الأسلامي ، بغافر ثان للخطايا ، تشبها بالمسيح ، وهو الحجر الأسود { فعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ « إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا » . [أخرجه أحمد في مُسند] . وقَالَ : « لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ » . [أخرجه ابن ماجه] } . ولكن هل من منطق في هذا الأمر ! .
ثانيا – وهنا لا بد للقارئ أن يعقل ويقارن ، من الذي يغفر الخطايا .. هل هو الحجر الأسود / الذي ليس له ذكرا في الموروث الديني ، وشكك به صحابة محمد – ومنهم عمر ، أم هو المسيح الذي قال عنه القرآن { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ سورة النساء } و { أذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين / آل عمران } .. ونصوص اخرى .
أخيرا ، أن الموروث الأسلامي ينقل الخرافات للمسلمين ، من أجل تغييبهم عن الواقع .