22 ديسمبر، 2024 11:57 م

قراءة في تغييرات الوضع السياسي – 2

قراءة في تغييرات الوضع السياسي – 2

* توأمة الأستراتيجية ضد الاسلام والمسيحية
لعبت الكنيسة التي كانت تمثل سلطة الاله في الارض دورا كبيرا في رسم معالم الانظمة السياسية في العصور الوسطى حيث انها كانت مسيطرة على كافة الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بل وحتى الفكرية ,مما جعلها تتحكم في مقدرات البشر ومعاقبة كل من يخالفها بقول او بفعل, وما احراق غاليلو(عالم كبير قال بكروية الارض حيث خالف الكنيسة التي كانت تقول بان الارض مسطحة)الا دليل واضح على ان اي معارضة فكرية او  بأي شكل كانت ستقابل بمثل ماقوبل به هذا العالم .
ونظرا لتمرد الكنيسة الذي اثقل كاهل المواطنين انذاك خُلقت ردت فعل عنيفة في المجتمع ادت الى رفض الكنيسة وكل ماتنادي به وبما ان الكنيسة كانت تمثل سلطة الاله في الارض كما اسلفنا اذن كان لزاما ان يتم رفض فكرة الدين والاله وهذا بدوره اسس اساس المادية (المادية بمعناها العام هي رفض الغيبيات) التي انتشرت بسبب فشل البديل, اي ان الكنيسة قدمت خدمة كبير في انتشار المادية واعطاء الدليل الواقعي لمدعين المادية في نشر افكارهم حتى غزت العالم اجمع , وبعدها ظهر الدين الاسلامي مفنداً لمعظم اراء المادية فاصبح في حقيقته خطر يهدد في وجوده كيان المادية في كل اشكالها فصار لزاما على الماديين ان يعدوا العدة للقضاء على هذا المنافس الجديد ولاسيما انه يحمل من الافكار التي ترتقي بأنسانية الانسان, وبما ان المسلمين في زمن الرسول وما بعده بقليل كان من الصعب اختراقهم لرجوعهم لمصدر واحد الا ان الابتعاد عن مصادر التشريع اعطت ثغرات سهلت عماية الاختراق واصبحوا يعدون ادوات الاختراق ,وكانوا على يقين انه لايمكن اختراق هذا الدين المبني على كم هائل من الادلة العقلية الا بما يماثله من افكار, فبداوا باعداد رجال دين تبث الافكار المسمومة التي تحمل في اطارها الاسلام وبداخلها وحقيقتها ضد مفاهيم الاسلام وهم بهذاعملوا على ضرب الاسلام بالاسلام وهدفهم الاول  هو تفريق المسلمين حتى يمكن السيطرة عليهم (فرق تسد) , وبعد ذلك وعن طريق وعاظ السلاطين خلقوا دكتاتوريات جبارة في المنطقة تحلل مايتناسب واطماع السلطان, وعن طريق رجال الدين المزيفين ايضا بدات بوادر الارهاب التي انهكت جُل المعاني الاسلامية من خلال اتخاذهم لايات قرأنية اولوها حسب حاجتهم او بما يخدم مصالح اسيادهم, مماعطى المجال الواسع لتوجيه كافة الاتهامات وبكل انواعها للدين الاسلامي مماخلق مبدائيا عدوان في نفوس الاديان الاخرى أتجاه المسلمين ومما ساعد على ذلك هو تسمية الارهاب باسم الدين الاسلامي وحيث ان كل الحركات التحررية تعتبر مقاومة والتي يرجع منها الى الاسلام يسمى ارهاب ؟ كل هذا وغيره دليل كافي على ان المستهدف من هذه الهجمات هو الاسلام لاغير لانه يمثل الشغل الشاغل والعدو اللدود للغرب المتأمرك  وما عملية فتح المجال امام القوى الاسلامية لتمسك بزمام امورالسياسة الى الا ليثبتو للعالم فشل الاسلاميين في قيادة العالم وهذا يؤدي بدوره الى نبذ الاسلام كما نبذت سلطة الكنيسة من قبل ,وهذا لاياتي من خلال تطبيق احكام الاسلام الصحيح بل من خلال المراوغة والمداهنة التي تعامل بها القوى السياسية بالعالم فاذا لم يتعامل الاسلاميون بها ابتعدوا عن الواقع واذا تعاملوا بها وقعوا في الفخ , وهذا لايعني عدم كفاية الاسلام لقيادة العالم بل على العكس الاسلام قادر من خلال افكاره على قيادة العالم اجمع لكن بالرجوع الى منابعه الحقيقة اولاً وبالاجتماع على كلمة واحدة ثانياً واظن ان هذا اقرب للمستحيل .
[email protected]