18 ديسمبر، 2024 7:36 م

قراءة في العقوبات الامريكية على ايران

قراءة في العقوبات الامريكية على ايران

على حكومة عبد الهدي ان تحزم امرها من الان فهي اما ان تكون مع العقوبات الامريكية على ايران وتنجو من هوس ترمب وانفعالاته المتسرعة او تصطف مع ايران فيكون الشعب العراقي هو الضحية .. خياران احلاهما مر ، لذا لابد وتفعيل الدبلوماسية العراقية على كل المستويات لتستطيع بعدها حكومة بغداد من تخفيف تسونامي العقوبات القادم الى رياح خفيفة وفيما اتقن المحاور العراقي نقاشاته وحدد مطاليبه الاستراتيجية من الجانب الامريكي بمعنى ان يكون مع محور امريكا ، حينها يستطيع المطالبة بالتعويضات عما سيلحق من ضرر على العراقيين جراء حزمة العقوبات القادمة واجبار الامريكان في توفير البدائل وسد احتياجات العراق من الطاقة وايضا هي فرصة سانحه من اجل حمل تركيا على ان تزيد من اطلاقات المياه كون ايران هي الاخرى غيرت واغلقت الكثير من الانهر والروافد وباتي هذا من خلال الضغط الامريكي على تركيا .
هناك سيناريو محتمل تطبيقه من قبل العراقيين وبتوجيه ايراني وبعد الاعلان الحكومي علانية بالتقيد بالعقوبات لكن في ذات الوقت ستنفذ اجندة ايرانية من خلال فتح منافذ مصرفية صغيرة او التعامل مع شركات صيرفة في المبادلات النجارية اللاحقة وهي حتما ستنجح بذلك كون الرقابة الامريكية يكون من الصعب فرض سطوتها مع هكذا اسلوب .
ما يخشى منه هو ان تنفذ الحكومة العراقية مخططا يهدف الى افراغ المخازن التجارية من المواد والحاجات الاساسية والسلع الاستهلاكية المستوردة من ايران الامر الذي يؤدي الى ارتفاع اسعارها لاضعاف مضاعفه مما سيولد حالة من التذمر والاحتقان لدى الشارع العراقي وحمله على احداث حالة من الهياج الشعبي يندد بتلك العقوبات وليس هذا المتوخى الرئيس من ذلك المخطط بل من اجل ان تضغط الحكومة العراقية على الامريكان في الحصول بعد ذلك على الاستثناءات من التقييد التام بالعقوبات هذا من غير تحريك الشارع الشيعي في القيام باحتجات ولا نستبعد ايضا قيام بعضا من الفصائل المسلحة الشيعية المتناغمة مع الاستراتيجية الايرانية او المدعومة منها من زعزعة الاوضاع من خلال ضرب اهدافا امريكية باستخدام عامل الصدمة وعنصر المفاجأة مع كونه احتمالا بعيد نوع ما الا ان تحقيقه سيحدد بمرور السنة وربما اقل من ذلك وفيما جاءتهم التوجيهات الايرانية اذ من المحتمل ان يراهن الايرانيون على قرار اللحظة الاخيرة من قبل ترمب خصوصا وفيما علمنا ان عمان الوسيط بدأت بالتحرك مع الجانب الاسرائيلي والامريكي على حد سواء من اجل الوصول الى حل يستطيع معه ترمب من الحصول على ما يرغبه من تنازالات ايرانية سواء في برنامجها النووي او الصاروخي وارغامها على الانسحاب من الاراضي السورية المتاخمة لاسرائيل وعدم التدخل في شؤون دول الخليج وربما الحد من نفوذها داخل العراق هو المكسب الاهم لتلك التنازلات .
ايران دولة مؤسسات ولها خبرات واسعة في التكييف مع الحصار ولها مافيات اقتصادية تعمل تحت انظار الحكومة تتاجر بتهريب النفط وجلب السلع ومن منافذ وطرق شتى .. بقي ان روسيا والصين وتركيا وفيما يبدو سوف لن تدع ايران تختنق بفاعل العقوبات وستقدم لها حلولا تحد او تكسر بها الحصار القادم مع اجترار الفاعل السياسي من دبلوماسيتها عبر الضغط على المجتمع الدولي وليس ببعيد ذهابهم الى الامم المتحدة.