17 نوفمبر، 2024 4:48 م
Search
Close this search box.

قراءة في الشخصية السياسية المثالية

قراءة في الشخصية السياسية المثالية

يعد السيد عبد العزيز الحكيم؛ أبرز أقطاب العملية السياسية في العراق بعد التغيير عام 2003, وأهمها, أصبح محور بناء الدولة في بداية تأسيسها, ممثلاً عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, نائباً لأخيه السيد محمد باقر الحكيم في الأشهر الأولى, خلال مفاوضات وضع أسس الدولة العراقية الحديثة, بعد مرحلة ما بعد صدام.

بعد اغتيال السيد محمد باقر الحكيم؛ في آب 2003, بات الحمل أثقل على الحكيم, حيث أعباء العملية الانتقالية, ووضع اللبنات الأولى لبناء الدولة, وتحديد نظامها السياسي, والتوازن بين رؤيا المرجعية العليا, وتطلعات الشعب العراقي من جهة, وبين ضغوط البلد المحتل آنذاك الولايات المتحدة, والدول الإقليمية, فضلاً عن تصديه لزعامة تيار شهيد المحراب, وتوجهات الكيانات السياسية الأخرى, ورغباتها القومية والفئوية والحزبية.

أكثر ما كان يواجه السيد الحكيم؛ تحديد نوع النظام السياسي, فاغلب الأحزاب لا تملك الرؤيا الواضحة, والمشروع الناجع, فالاختلافات كان واضحة على نوعية النظام بين؛ الرئاسي والرئاسي النيابي, والملكي الدستوري والنيابي, وبين تخبط وضياع للبوصلة, ناهيك عن معضلة كتابة الدستور, الأمريكان يرغبون أن يكتب في البيت الأبيض, ويصادق عليه في بغداد, والسيد الحكيم والمرجعية العليا, يلزمون بكتابة الدستور بأيادي عراقية.

واجهه الحكيم؛ الكثير من المشاكل الداخلية, أهمها الوضع الأمني, تزامناً مع قرار الحاكم المدني, بحل الجيش والأجهزة الأمنية, ما شكل العبء الأكبر أمام القوى المتصدية, خاصة مع بروز ظاهرة الاغتيالات بالسيارات المفخخة, التي طالت كبار الشخصيات الوطنية, أمثال؛ السيد شهيد المحراب, والشهيد عز الدين سليم, والشيخ ضاري الفياض, ما جعل مسألة الحلول البديلة, مكلفة على تصدي إتباع الحكيم لهذه المهمة.

الائتلاف العراقي الموحد؛ كان المحور الأساس في العملية السياسية, وتصدي السيد الحكيم لزعامته, حتم عليه المضي فيه, رغم شدة الأمواج السياسية المتلاطمة, حيث لابد من التوافق بين رغبات الأحزاب الشيعية؛ بقيادات الخارج المخضرمة, وقيادات الداخل الفتية, الأمر الذي يتطلب سعياً لتقوية الائتلاف العراقي, وجعله مؤسسة سياسية متكاملة, هذه الدعوات من قبل السيد الحكيم؛ كانت تصطدم مع المصالح الحزبية, والطموحات الشخصية.

كان السيد الحكيم؛ يسير وفقاً لرؤيا المدرسة الحكيمية المجاهدة, التي تعتمد الاعتدال والوسطية, والوضوح والشفافية في العمل السياسي, المستند للمباني الفكرية والعقائدية, تلزمه بتقديم الشخصيات الوطنية, التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة, والإخلاص للعراق, بعيداً عن الحالة السلبية والمصالح الضيقة, حيث كان الحكيم ملتزماً بتقديم نماذج رائدة, لتولي الوزارات والمؤسسات الحكومية, وهذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة, تجعله في مواجهة أبناء الشعب العراقي.

لذا نقول؛ إن السيد عبد العزيز الحكيم, كان يمثل الشخصية السياسية المثالية بكل شيء, فكان حلقة الوصل بين الشعب العراقي, والمرجع الأعلى السيد السيستاني؛ الذي قال في الحكيم؛ بحضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة: “اقدر جهادكم؛ لكني لا أعرف عنكم شيء, وسيكون تعاملي معكم, من خلال السيد عبد العزيز حصراً”.

أحدث المقالات