23 ديسمبر، 2024 1:38 م

قراءة في السمات الشخصية لمسعود البارزاني

قراءة في السمات الشخصية لمسعود البارزاني

تعد قراءة شخصية مسعود البارزاني من الاهمية بمكان، لما يحتله الرجل من أهمية ومكانة مؤثرة في ساحة الأحداث في العراق، في التاريخ العراقي المعاصر، لما يمتلكه الرجل من جملة سمات ومؤهلات رجحته،  لأن يحتل هذه المكانة عن جدارة،  وكانت وراء تلك المنزلة ، التي حظي بها مسعود البارزاني ، جملة سمات حكمت تاريخ هذه الشخصية ،عبر سني نضاله الدؤوب، حتى وصلت الى هذه المرحلة المهمة في تاريخ العراق.. وفي أدناه إستعراض لأبرز سمات هذه الشخصية المحورية في التاريخ العراقي الحديث:

1.   الصلابة: وهي أهم سمة ميزت مسعود البازاني طيلة فترات مسيرة حياته السياسية والاجتماعية، والرجل من عائلة كردية لها تاريخ نضالي معروف ، اتخذت من الطابع العشائري سمة أساسية لنشاطها وتوجهاتها، وان غلفته بالطابع السياسي، والصلابة ناجمة عن طبيعة البيئة القاسية التي عاشها الشعب الكردي ، وطبيعته العشائرية ذات التوجهات الدينية، والتي حكمت مسار منطقة مهمة من تاريخ العراق لسنوات طويلة.

2.   الثبات: وهو أهم ما يميز موقف البارزاني كشخصيبة كردية ، بقيت مواقفها مستقرة لا تتذبذب مع الظروف او تتعرض لمتغيرات أو هزات سريعة او ردات فعل آنية ، بل هي حصيلة تجارب إختمرت داخل هذه الشخصية وصقلتها ، ما أكسبت الرجل احترامه في الاوساط السياسية الكردية وعلى الصعيد العراقي والعربي والدولي، والثبات ميزة أساسية في شخصية الكردي بشكل عام، عدا من اتخذوا من السياسة ومن المصلحة الآنية الظرفية مسارا لتوجهاتهم، وهم غالبا محسوبون على من اتخذوا من المدنية مسارا لتوجهاتهم المصلحية.

3.   المصداقية: وهي ربما أهم سمة شخصية منحت هذا الرجل قدرا كبيرا من الاحترام ومن كسب ود الكثيرين ممن عاصروه ، وكانت مواقفه السياسية تتسم بهذا الطابع..على الدوام ، وهي مواقف معروفة لدى الكثيرين ، وتكاد أهم سمة في الشخصية الكردية، لكنها تأخذ جانب القوة والاقتدار في التاريخ العراقي بشكل عام وفي التاريخ الكردي بشكل خاص.ونالت مواقفه السياسية طوال فترات تاريخه السياسي مصداقية يعرفها كل من اقترب من الرجل أو تابع مواقفه الكثيرة على مر تاريخه السياسي واثبت صدقية عالية ، اكسبته احترام الجميع.

4.   الثقة في النفس: وهي احدى السمات الايجابية في الشخصية القوية ان تكون واثقة من نفسها ، بل ويثق فيها الاخرون ، ومن خلال جملة مواقف اثبت فيها الرجل انه جدير بالثقة ، فمقولاته وتعهداته للآخرين موضع ثقة واحترام ، ولهذا حصد هذه المكانة لنظرا للثقة التي يوليها الاخرون في مواقف هذا الرجل وهي كثيرة وكانت فعلا صادقة في نواياها وتوجهاتها، ولم يحصل ان حصل تذبذب في مواقفه، حتى يمكن ان يكون الشك جانبا في من يتعامل مع هذا الرجل او يريد اختبار مواقفه على مدار سني عمره.

5.   الحكمة: وهي سمة السمات التي تعطي للبارزاني هذه الشخصية الكردية العشائرية القدرة على رجحان القول والكلمة ، فهو عندما يقول كلمة بحق أي موقف يتحول الى حكمة ، نتيجة الخبرات التي اكتسبها الرجل في حياته وميزته بان أعطته هذه الأرجحية في التفوق وفي المقدرة على الأقناع لدى الآخرين بقدراته وبمواقفه السديدة غير الانفعالية، وحتى ان اتخذ قراره في اوقات الانفعال يحاول قدر الامكان المحافظة على رباطة جأشه لكل لايفلت منه كلام لايسر الآخرين او يسبب لهم الأحراج الا عندما يرى ان الموقف وصل الى مرحلة لم يعد السكوت عنها أمرا ممكنا.

6.   المغامرة: ومعنى المغامرة تحمل تبعات الفعل او الموقف الذي يريد ان يسلكه للوصول الى اهدافه او توجهاته السياسية ، وهي مغامرة عقلانية محسوبة لاتخرج عن سماته العامة المتعقلة ، لكنها تعطي للرجل القدرة على خوض الصعاب في أحرج الاوقات وأكثرها مواجهة أو تعريضا لخطر داهم او متوقع.

7.   قوة تقديـر الذات: وهنا لاتعني قوة تقدير الذات النرجسية ، حتى وان كانت متأصلة في شخصية كردي ، مثل مسعود البارزاني، فلا نرجسية لدى البارزاني عندما يسلك أغوارها ويتخذها سمة لشخصيته، يحاول قدر إمكانه السيطرة عليها حتى لاتخرج عن الحدود المسموح بها ، وهي لاتعني التكبر او العناد لمجرد المكابرة والعناد، بل لاثبات صدقية الموقف والقدرة على الثبات في المواقف التي تتطلب ان يكون الرجل على قدر كبير من المسؤولية، في اصعب الظروف واكثرها إثارة في تأريخه الشخصية.

8.   العراقية الأصيلة : رغم كل مايظهره الرجل كمدافع عن قوميته الكردية، وفي أن يكون من يمثلها في الاوساط الدولية، الا انه لم يفقد إحترامه لعراقيته، بل ربما يعتز بعراقيته اعتزازه بكرديته، وهو يتخذ من روائع سمات الشخصية العراقية كالكرم والضيافة والبطولة والمقدرة على ثبات المواقف ما يعطيه أرجحية وقبولا من كثيرين، بل وأثبت في أزمات كثيرة أنه أكثر عراقية حتى من كثير من العراقيين ، ممن يتاجرون بعراقيتهم ، وهم عرب يلبسون ثوب العروبة ،لكنهم لايحافظون على طهارة ثيابهم من أن تدنسها عاهرة ساقطة عابرة في إحدى علب الليل، عندما يتطلب ألامر ان يبيع( البعض ) من السياسيين الجدد بلدهم في سوق النخاسة بثمن بخس، أو من لبس عمامة ، وهو ليس من أهل العمائم في شيء، أو لم يحترم معنى أن يكون معمما ، وقد ألقى بنفسه في فلك السياسة وإبراجها النجسة.. ولم تكن عراقية البارزاني ، محل شك في يوم من الأيام، حتى وان دعا أكثر من مرة الى الانفصال، الا عندما أظهر له الآخرون انهم أوصلوه الى مرحلة أرغموه على ان يسير بشعبه نحو مرحلة لايتمناها في قرارة نفسه، لكن الاقدار اللعينة تضطر بعض الرجال الى اتخاذ مواقف تظهر جوانب في التطرف، لاحبا بها، بل لكي يحفظ الرجال هيبتهم عندما تدلهم بهم الأخطار والمحن .

هذه بعض الملامح التي يمكن ان ندرجها كسمات أو ملامح ، ميزت تأريخ هذه الشخصية الكردية الفريدة، ما أكسبها إحترام الكثيرين، ممن يقدرون للرجل مواقفه، حتى حظيت بالاحترام والتقدير من اكثر من طرف محلي أو إقليمي او دولي.