23 ديسمبر، 2024 4:14 م

قراءة في السمات الشخصية لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي

قراءة في السمات الشخصية لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي

تعد قراءة الشخصيات المهمة في المجتمع من الأولويات التي ينبغي أن تحظى بالإهتمام من قبيل رواد الفكر والسياسة والاجتماع والإعلام، وعلى صعيد مؤسسات البحث العلمي والمجتمع على حد سواء.

وشخصية عراقية مثل شخصية رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ، لابد وأن تحظى بمثل هذا الاهتمام الكبير، للأهمية التي يكتسبها الرجل الذي وصل الى مراحل القيادة العليا في أخطر مفاصلها ، وكانت قراراته ومعالم سلوكه تتسم بكل الإحترام والتقدير.. ونستعرض في أدناه أبرز السمات الشخصية لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي على الوجه التالي :

1. الإتـــزان : وهي سمة أساسية ومحورية في أية شخصية متعقلة تدرس الأمور بتأن وحكمة ، وبلا انفعالات زائدة عن السلوك، ويكون تعاملها مع الآخرين بإسلوب مرن، مع إستخدام الصلابة والروية ، كي يظهر للآخرين قدرته على تفادي الأزمات في أصعب ظروفها، وهذه هي إحدى السمات التي أهلته لأن يحتل مواقع القيادة عن جدارة.

2. قـوة الشخصيــة : وهي سمة أساسية إتسمت بها هذه الشخصية ، في انها شخصية متمكنة من نفسها وقادرة على الصمود بوجه التحديات والأزمات، وقد أظهرت مواقفه خلال

تعامله مع الأزمات السياسية العصيبة في اكثرها إثارة أنه القادر على فرض نفسه وان يملأ كرسيه ومكانه بين قيادات السلطة العليا من رئيس كتلة الى رئيس للبرلمان، كان موفقا في إدارة جلساته، ويفرض شخصيته على الحضور ، ويجعلهم يتعاملون معه بإحترام ووقار، وهي إحدى السمات التي حفظت له المكانة الرفيعة ، ونال إحترام وتقدير الكثيرين من ابناء الشعب العراقي، ولم نلحظ ان هذه الشخصية قد تم إستدراجها، أو أظهرت ضعفا في أزمات خانقة، إن لم تكن أظهرت الصلابة وقوة الشكيمة ورجاحة العقل في اتخاذ أصعب القرارات وأكثرها خطورة على الرأي العام العراقي، حتى شق طريقه وسط جهات أرادت النيل منه، لكنه بقي متمسكا بصلابة موقفه وقوة شخصيته ولم تهتز في أكثر المواقف المثيرة ، ما اكسبته هذه الخصال قوة في الشخصية، نال منها خلالها تقدير ملايين العراقيين الذين يرون في سمات هذه الشخصية مايستحق التقدير.

3. الصلابة : وترتبط هذه السمة بقوة الشخصية التي تحدثنا بها قبل قليل ، أي انها لاتهتز في المواقف المتشنجة وتبقى تحافظ على إتزانها وثباتها في أصعب الظروف ، حتى انك تجد ان السمات الشخصية التي تمتاز بها شخصية النجيفي تتوائم ومنهج دراسة الشخصية الواثقة من نفسها، وهو الذي يرى في ان من يكون واثق الخطوة يمشي ملكا.

4. الثبات : وهو أهم ما يميز موقف شخصية النجيفي ، إذ بقيت مواقفها مستقرة لا تتذبذب مع الظروف او تتعرض لمتغيرات أو هزات سريعة او ردات فعل آنية ، بل هي حصيلة تجارب إختمرت داخل هذه الشخصية وصقلتها ، ما أكسبت الرجل احترامه في الاوساط السياسية ، ولم تتغير مواقف النجيفي بين ليلة وضحاها كما تحاول بعض الشخصيات الأخرى ان تسلك طريق التضليل والخداع والمراوغة وحتى تقديم التنازلات عندما تقتضي مصلحتها ذلك، والتنازلات التي يتم تقديمها تكون عادة على شكل انفراجات سريعة تمتد من تسعين الى مائة وثمانين

درجة، أما مواقف النجيفي السياسية فقد حافظات على ثباتها واصالتها ولم تهتز أمام الصعوبات ولا التحديات بالرغم من قسوة البعض منها وخطورتها على مستقبله السياسي وعلى صعيد مكانته الشخصية والاعتبارية.

5. المصداقية : إتسمت مواقف النجيفي وتصريحاته طابع المصداقية ، وهي انها كانت مستقيمة الى حد ما على طول الخط، حتى حظيت بتقدير الآخرين، والصدق أهم سمة تكسب صاحبها احترام المقابل، ولم تلوثه السياسة ومغرياتها للإنزلاق في تصريحات او تحالفات او اللجوء الى التورط في صراعات مع الآخرين، تثلب مكامن شخصيته، وبقي نظيفا محافظا على إصالة معدنه العروبي، وهو ما منحته هذه السمة قبولا شعبيا ، رغم جسامة الاحداث ، ولم نلحظ ان ميزان قواه قد تغير من اليمين الى اليسار كما يفعل الكثير من الساسة، وبقي محافظا على ثوابت توجهاته السياسية، على طول الخط، وهي إحدى معالم النجاح لاية شخصية فعالة ومؤثرة في وسط مجتمعها وناسها وكتلها السياسية.

6. الثقة في النفس : وهي احدى السمات الايجابية في الشخصية القوية ان تكون واثقة من نفسها ، بل ويثق فيها الاخرون ، ومن خلال جملة مواقف اثبت فيها الرجل انه جدير بالثقة ، فمقولاته وتعهداته للآخرين موضع ثقة واحترام ، ولهذا حصد هذه المكانة لنظرا للثقة التي يوليها الاخرون في مواقف هذا الرجل وهي كثيرة وكانت فعلا صادقة في نواياها وتوجهاتها، ولم يحصل ان حصل تذبذب في مواقفه، حتى يمكن ان يكون الشك جانبا في من يتعامل مع هذا الرجل او يريد اختبار مواقفه على مدار سني عمره.

7. الحكمة : وهي إحدى السمات الإيجابية التي تعطي للشخصية أن تكون قراراتها في مستوى الحكمة ورجحان القول والكلمة ، فهو عندما يقول كلمة بحق أي موقف يتحول الى حكمة ، نتيجة

الخبرات التي اكتسبها الرجل في حياته وميزته بان أعطته هذه الأرجحية في التفوق وفي المقدرة على الأقناع لدى الآخرين بقدراته وبمواقفه السديدة غير الانفعالية، وحتى ان اتخذ قراره في اوقات الانفعال يحاول قدر الامكان المحافظة على رباطة جأشه لكل لايفلت منه كلام لايسر الآخرين او يسبب لهم الأحراج الا عندما يرى ان الموقف وصل الى مرحلة لم يعد السكوت عنها أمرا ممكنا.

8. المغامرة المتعقلة : أي ان سلوكه لايتسم بالخروج عن الثوابت الوطنية والحياتية ومعنى المغامرة المتعقلة تحمل تبعات الفعل او الموقف الذي يريد ان يسلكه للوصول الى اهدافه او توجهاته السياسية ، وهي مغامرة عقلانية محسوبة لاتخرج عن سماته العامة المتعقلة ، لكنها تعطي للرجل القدرة على خوض الصعاب في أحرج الاوقات وأكثرها مواجهة أو تعريضا لخطر داهم او متوقع.

9. قوة تقديـر الذات : ويهتم علماء النفس بهذه السمة لما لها من أهمية في حياة الشخصية القوية ، وتقدير الذات لايعني النرجسية والتعالي، بل تواضع القوي الواثق من نفسه ومن قدراته ومن ان يكون لوجوده معنى بين الرجال وقوة تقدير الذات لاتعني التكبر او العناد لمجرد المكابرة والعناد، بل لاثبات صدقية الموقف والقدرة على الثبات في المواقف التي تتطلب أن يكون الرجل على قدر كبير من المسؤولية، في اصعب الظروف واكثرها إثارة في تأريخه الشخصي.

10. العلاقات الشخصية : أقام رئيس مجلس النواب روابط شخصية قوية مع قيادات الدولة والمجتمع وعلى صعيد عربي وإقليمي ودولي، وحظيت مكانته بتقدير واهتمام الكثير من الشخصيات، التي أهلته لأن يتبوأ منصبا رفيعا مثل رئاسة البرلمان، مثلما تولى رئاسة إئتلاف سياسي مهم كان لها الدور الفاعل في تصدره واجهات الاحداث، والسمات الشخصية التي

أشرنا اليها قبل قليل هي من شجعت الآخرين على إقامة علاقات متينة معه، وكانت مواقفه تحظى بالإحترام والتقدير من اكثر من طرف عراقي وإقليمي ودولي.

11.العطاء الفكري : وهي سمة اضافية بأن للرجل منهج فكري عراقي عروبي ، يعتمد تراث أمته وشخصياتها العظيمة والكبيرة ليتمثل قيمها، ويضيف الى منهجها ما يتوائم وطبيعة الظرف ومستلزماته، بما يشكل اضافة نوعية في مسارات المنهج الوطني المستقل، ما شكل له دافعا لأن يتلقد أرفع المناصب في القيادة العليا.

12.الاستجابة للمطالب المشروعة : وهي سمة أساسية في انه استطاع إستشراف اهداف الاخرين وتطلعاتهم والاستجابة لها، وكانت مطالب المتظاهرين والمعتصمين في الانبار وبقية المحافظات ووقوفه الى جانبهم شكل علامة دفع جماهيري، أكسبته المكانة وحظي بالتقدير لمواقفه الداعمة لشعبه من كل الطوائف والقوميات والمناهج الفكرية، فكان عراقيا اصيلا يضع مصلحة العراق وشعبه في المقام الاول.

هذه بعض الملامح التي يمكن ان ندرجها كسمات أو ملامح شخصية، لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ، أكسبت هذه الشخصية إحترام الكثير من العراقيين،ممن يقدرون للرجل مواقفه، بل وحظيت بالاحترام والتقدير من اكثر من طرف محلي أو إقليمي او دولي.