18 ديسمبر، 2024 7:42 م

قراءة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة

قراءة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة

اسدل عام 2022 ستار أيامه على تشكيل الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو, حيث حصلت الحكومة على 64 صوتا من أصل 120 في التصويت داخل الكنيست الاسرائيلي.
يمثل بنيامين نتنياهو في الخريطة السياسية الاسرائيلية عنصرا مخضرما في السياسة, كونه شغل عدة مناصب كعضو في الكنسيت, ووزيرا لعدة وزارات ورئيسا للوزراء للمرة السادسة.
شكل حزب الليكود -والذي حاز على 32 صوتا- ائتلافا ضم الاحزاب اليمينة المتطرفة بما فيهم الحريديم المتشددين, والذين يمثلهم حزبي شاس ويهودية التوراة, مع تحالف الصهيونية الجديدة, وحزب عظمة يهودية, وحزب نوعام.
يبدو إن تشكيلة الحكومة الاسرائيلية ذاهبة إلى شكل بشع من أشكال التطرف, فكل أحزابها المشكلة لها هم من المتشددين في التعامل مع الفلسطينيين, والداعين إلى حل السلطة الفلسطينية, وابعاد الفلسطينيين عن الضفة مع ملاحظة إن 14 عضوا يمثلون هذه الاحزاب يسكنون في الضفة.
ضمت الحكومة الإسرائيلية الجديدة اثنين وعشرين وزيرا, يمثلون اطراف الائتلاف الحاكم, من بينهم أربعة حاخامات, وتعد ابرز الاسماء المتطرفة في الحكومة من بعد نتياهو, كل من يواف غالانت وزير الدفاع و ايتمار بن غفير وزير الامن القومي, والحاخام المتهم بالفساد ارييه درعي وزيرا للشؤون الداخلية.
الواضح إن الحكومة الاسرائيلية المتشددة ستذهب باتجاه التصعيد في الملفات, سواء أ كانت الداخلية أم الخارجية, ففي الملفات الخارجية سيحتفظ نتنياهو بها تحت سلطته, وهي ملفات الحرب, والملف النووي الايراني, والعلاقة مع الادارة الامريكية والاتحاد الأوربي, والعلاقة مع دول التطبيع, اما في الشأن الداخلي فستتجه الحكومة إلى التشدد ضد الفلسطينيين, وزيادة النشاط الاستيطاني, سواء في الضفة ام في صحراء النقب, وستتجه الحكومة إلى عدم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية, كذلك ستكون مسالة التجنيد الإلزامي واعفاء الحريديم –المتدينين- منها عنصرا متفجرا في الداخل الاسرائيلي نفسه.
نعتقد إن القادم هو وضع متفجر مع هذه الحكومة المتشددة دينيا, والتي تؤمن بالقيم التوراتية, وادعاء الاحقية بارض فلسطين, وستكون هذه الحكومة متشددة باتجاه الملف الايراني, حيث صرح نتنياهو بعد تشكيل حكومته, إنه سيعمل على منع ايران من انتاج السلاح النووي, حتى ولو اضطره الامر للدخول في حرب مباشرة!.
الايام القادمة حبلى بالمفاجئات, ويبدو إن الشرق الأوسط على صفيح ساخن في ملفاته, وإن التشدد الإسرائيلي قد يفضي إلى اتخاذ خطوات سواء باتجاه الفلسطينيين ام باتجاه ايران قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة.