لا جدال أن المرحلة الحالية هي الأخطر والأشرس التي يمر فيها شعبنا الفلسطيني، حيث تتعرض قضيته الوطنية العادلة الى مخاطر التصفية والتبديد والتذويب،حيث أن الادارة الامريكية بزعامة الرجل الصلف الوقح دونالد ترمب المتصهين، انتقلت من مرحلة الدعم السياسي والعسكري والانحياز التاريخي لجانب حكومة الاحتلال الى مرحلة الفعل، والمشاركة في العدوان على شعبنا، بعد الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، وقراره بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، وايضًا السعي الى تصفية مسألة اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وذلك بقطع المساهمات المالية عن وكالة الغوث للاجئين”الانروا”، فضلًا عن الخطاب الدي ألقاه نائب الرئيس الامريكي مايك بينس في البرلمان الاسرائيلي خلال جولته الشرق اوسطية، والذي عكس العداء المطلق للحق الفلسطيني، وشطب التاريخ الكنعاني الفلسطيني.
وما مشروع”صفقة القرن”الذي تطرحه امريكا لحل الصراع العربي الاسرائيلي، ولحل المعضلة الفلسطينية، ما هو سوى مشروع تدميري وتصفوي وخطير للقضية الفلسطينية وللمشروع والحلم الوطني الفلسطيني، وشرعنة للاحتلال الكوليونالي الاستيطاني، ودعمًا وتأييدًا له، بما يخدم المشاريع والأحلام الصهيونية العنصرية.
وقد وصلت الوقاحة الى حد أن ترامب المنفلت، الذي وصل سدة الحكم باستخدام أقذر أشكال التحريض، يأمر الشعب الفلسطيني وقيادته باحترام واشنطن، مهددًا ومتوعدًا” أن مسألة القدس لن تطرح على أجندة أي مفاوضات سلام مستقبلية بين الفلسطينيين والاسرائيليين”.
لقد صدق حكيم الثورة الراحل جورج حبش، الذي تصادف ذكرى وفاته هذه الأيام، حين قال:”أن امريكا هي رأس الحية”.
وفي حقيقة الأمر، أن امريكا ماضية في غيها، وسياستها الوقحة والعدائية بفعل مسلكيات أنظمة الذل العربية، ومواقفها المتخاذلة، فهي لا تحرك ساكنًا، وما زالت متحفظة في الرد بموقف”يحفظ ماء وجهها”على الأقل، ازاء قضية القدس، زهرة المدائن، التي تتعرض يوميًا للاهانات، بصفتها فلسطينية عربية، عدا عن الصمت المطبق للشعوب العربية المقموعة، التي لم تقل ما يجب أن تقوله: لا لترامب وامريكا، ولا للأنظمة الذليلة التي تحكمها.
هذا العار العربي يجب أن ينتهي، وان تصحو الشعوب العربي من غفوتها، ومن الضروري أن يرتفع الصوت العربي الشعبي الغاضب مجلجلًا ضد سياسة امريكا العدوانية المنحازة للكيان الاسرائيلي، وأمام وقاحة ترامب، الأزعر العنصري الشوفيني، الذي عليه أن يعرف ويدرك تمامًا بأنه لن يحقق شيئاً بالتهديد والوعيد، ومن العار أن يتواصل الصمت العربي، وما أحوجنا الى خليل حاوي جديد، كي ينتحر احتجاجًا على صمت الزعامات والأنظمة السياسية العربية ومواقفها المتخاذلة المهادنة.