المؤتمر الصحفي الاول لقيادة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس والذي عقده مؤخراً قرأه المتابع للشأن السياسي على انه جاء على أثر الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والمستجدات السياسية والمتغيرات الامنية في المنطقة ، خصوصاً التصعيد اللافت في السعودية والبحرين والعراق ، وما سبقه من تصعيداً بين الجمهورية الاسلامية والسعودية ، والأخبار التي تحدثت عن موت الملك عبدالله بن عبد العزيز وتبني وصعود الفكر المتطرف في السعودية هو الآخر القى بظلاله على المشهد السياسي العربي ، ناهيك عن الوضع الاقليمي والدولي والذي يعده البعض داعماً للمحور الامريكي (السعودية- تركيا ـ قطر ) والذي صمت أمام الانتهاكات الكبيرة احكام البحرين وقمعهم الشعب العربي الاعزل .
ظهور المهندس في هذا التوقيت يعطي رسائل عدة ، خصوصاً وان المنطقة مقبلة على متغيرات وانعطافات كبيرة وخطيرة وحروب فاصلة في تاريخ الشرق الاوسط وربما هي رسالة استعداد للمعركة .
ربما هناك بعض الهدوء النسبي في المنطقة ، والذي قد يقرأه البعض ان تهدئة ، وصعود التيارات المعتدلة الى الحكم كما في العراق ومصر وتونس ، ولكن يبقى هناك حالة من الهدوء والترقب إذا ما راقبنا التحرك اللافت للنظر في السعودية والبحرين .
العراق جزء من المنطقة العربية ، ويعيش في قلب الصراعات الدائرة اليوم في المنطقة ، خصوصاً بعد التغييرات التي حصلت بما سمي ( الربيع العربي) فيمكن القول ان الوضع العربي عموماً يعيش حالة من الثورة والتبدلات السياسية .
ظهور المهندس ، هو بداية مرحلة جديدة من مراحل الصدام بين المحور الامريكي ومحور الممانعة ( روسيا – ايران – العراق ) والقائمة على أعداد رأي عام مقاوم لمحور الشر في المنطقة والذي يعد المهندس من أبرز رموزه .
كما ان ذكر المهندس المالكي في خطاباه لمرة واحدة ، قد يفتح لنا مجال التساؤل انه ربما هناك طبخة سياسية قادمة وتشكيل تحالف مع الأخير .
ان ما يميز الوضع العراقي أنها معقدة وغير منكشفة للمتابعين خاصة إذا لاحظنا أن العراق استخدمت فيه النزعة ” الطائفية” اللعينة ، وهو ما أثر سلباً على استقرار البلاد بعد الإطاحة بالنظام البعثي .
الايام المقبلة قد تشهد تطورات بالغة الخطورة خاصة بعد تنامي هجوم التنظيمات الارهابية وسيطرتها على مناطق واسعة في العراق وسوريا ، والتحرك الخطير لحكام البحرين والسعودية لقمع شعوبهم بالحديد والنار .
بينما تستمر الدول الأوربية بالتطلع صوب أوباما على أمل حلِّ الأزمة التي نشأت مع تنظيم “داعش ” وذلك عسكريًا أو سياسيًا ولكن مع تقويضه دون القضاء عليه ليكون هو شرطي المنطقة القادم ، تبقى دول المنطقة في الحقيقة قبل سواها ممسكةً بمفتاح الحلِّ، وفي اللحظة التي تتفق فيها دول محور الشر على كيفية حلـِّها للأزمة في سوريا وفي العراق بالطرق السياسية وليس العسكرية، نكون أمام لحظة إعلان بداية نهاية هذه الأزمة في المنطقة .