18 ديسمبر، 2024 4:48 م

قراءة في التاريخ الإسلامي

قراءة في التاريخ الإسلامي

لو صحت رواية من قال من الصحابة :
(النبوّة و الخلافة لا تجتمعان في بيت واحد)..
هذه المقولة تعكس بقايا روح جاهلية قبلية عصبية واضحة جداً !!!..
ففي الوقت الذي تنزل فيه آية قرآنية من ﷲ سبحانه و تعالى تأمر النبي(ص) أن يبلّغ بالخلافة من بعده إلى علي بن أبي طالب(ع).. و أمام الصحابة كافة و الجمع الغفير من المسلمين بعيد خطبة الوداع .. وفي غدير خم .. و قد بيّن (ص) بأنه سوف لا يلقاهم بعد هذا العام.. بمعنى أنه يقول لهم : الأمر من بعدي لهذا الرجل .. لعلي بن أبي طالب!!!..
و ماذا أكثر من هذا!؟..
لو كان رسول الله(ص) لم يوص بالخلافة لمن بعده.. و هو يقول لهم : لعلّيَ لا ألقاكم بعد هذا العام!.. لقال الصحابة والمسلمون : ما لهذا النبي الذي لم يعلمنا بمن سيقود الأمة من بعده.. بينما هو يعلمنا بموته القريب!؟

المسألة إذن ؛ ليست مسألة عدم مصداقية رواية بيعة الغدير.. بل مشكلة عصبية قبلية و بقايا روح الجاهلية التي جعلت من يقول تلك العبارة.. النبوّة و الخلافة لا تجتمعان في بيت بني هاشم .. دون بيوت تميم و خوازم و أمية و غيرهم!!!..
عليه ؛ فبيعة الغدير حقيقة تاريخية و الإنقلاب عليها حقيقة قرآنية.. بدلالة الآية ١٤٤ من سورة آل عمران ..
وما السقيفة إلّا حالة الإنقلاب التي أنبأ بها ﷲ نبيّه!..
من هنا؛ أود أن أقول .. بأن الذي حصل في الأمّة من تداعيات التفرّق و التمذهب و الطائفية يرجع إلى يوم السقيفة التي جاءت ردة فعل على يوم الغدير!!!..
لو كانت الأمّة ثابتة على عهد نبيها يوم الغدير لحكمت العالم حتى يومنا هذا بالعدل و الخير و السعادة والإيمان ، لكن الذي حصل من إنشقاق كان السبب الرئيس فيما نحن المسلمين عليه اليوم!..