18 ديسمبر، 2024 9:54 م

قراءة في الإنتخابات الإمريكية القادمة

قراءة في الإنتخابات الإمريكية القادمة

الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 2020 , المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر — تشرين الثاني القادم , ستكون هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59 التي تجرى كل أربع سنوات – ستُجرى الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب،ومجلس الشيوخ، ضمن عدة انتخابات على مستوى الولايات وعلى المستوى المحلي
والسؤال المطروح— لمن سيصوت العرب؟ ومن يدعمون؟إلى أي حزب يميل العرب في الولايات المتحدة، ومن هو المرشح الأكثر شعبية لدى العرب أو الأمريكيين من أصول عربية؟ ما رأيهم في ترامب؟ وكيف يتعاملون مع سياسة بايدن ؟ وتشير دراسة لمؤسسة عرب أمريكا أن عدد العرب المقيمين في أمريكا اليوم يتجاوز الثلاثة مليون ونصف المليون. وتعتبر كاليفورنيا الولاية الأكثر كثافة لسكان عرب أو من أصول عربية. تليها ولاية ميشغان، التي تعتبر الأشهر تاريخياً في الكثافة السكانية العربية. واستمرت كذلك لعقود، قبل أن تخسر موقعها في الصدارة لمصلحة كاليفورنيا، التي تجذب الكثير من العرب في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع تعديل الحد الأدنى للأجور- هل يصوت العرب للمرشحين الأكثر حظاً للفوز؟هناك نوعان من المسلمين الأمريكيين والعرب، أهمهم فئة المهاجرين منذ فترة الخمسينات وقبلها، مع نهوض صناعة السيارات مع وكالة فورد الشهيرة، التي يعمل فيها نسبة كبيرة من العرب من أصل لبناني. وهؤلاء اقرب إلى أن يكونوا أمريكيين ثقافة منهم إلى الثقافة العربية الإسلامية، بسبب انخراطهم بشكل كامل في المجتمع الأمريكي، ومنهم السياسيون والقيادات العلمية والفنية والمثقفون والنشطاء، ويمثل جزء كبير منهم الحزب الديمقراطي،،،،الجزء الآخر، هو المهاجرون الذين هاجروا إلى أمريكا من التسعينات حتى اليوم، وأبناؤهم الذين ولدوا في أمريكا. غالبية هؤلاء لم ينخرطوا بشكل كامل في المجتمع الأمريكي، ويعيشون في مجتمعات إسلامية مصغرة، أي بعيدين عن الحياة العامة الأمريكية مادياً وثقافياً. أقل من الفريق الأول، هؤلاء تؤثر بهم المنظمات الإسلامية الأمريكية مثل كير (إخوان أمريكا) التي تحث هذه المجموعة على التصويت إلى الحزب الديمقراطي بسبب المصالح المشتركة. ونسبة ليست قليلة من هذا الفريق لا تصوت أو تهتم بالانتخابات – هناك شريحة مهمة من المجتمعات العربية والمسلمة التي لا تهتم بالانتخابات. ويطالبهم الكثيرون بالتصويت لتغيير المعادلة وضمان حقوقهم.،،، اليوم نسبة تأييد العرب للمرشح الأكثر شعبية، والمتصدر المشهد بلا منافس هو الحزب الجمهوري دونالد ترامب،
شباب أمريكا يشكلون 20% من الناخبين. 60% منهم صوتوا لترامب فى سباق 2016.. هل يُحدث شباب أمريكا فارقا بالانتخابات الرئاسية؟ويحطم التصويت المبكر الأرقام القياسية هذا العام إذ يفضل العديد من الناخبين الإدلاء بأصواتهم مبكرا لتجنب الحشود يوم الانتخابات وسط تفشى وباء كوفيد-/ 19 – ووفقا لهذا التعداد الذى أجرته جامعة فلوريدا، صوت أكثر من 35 مليون شخص عن طريق البريد وأكثر من 15 مليونا شخصيا، ويفوق هذا العدد عدد الأصوات المبكرة المسجلة فى 2016 والذى سجل أكثر من 47 مليونا.وسيكون للمشاهير تأثيرا كبيرا في الانتخابات الامريكية مشيرا الى انه من المتوقع مشاركة كبيرة ممن يطلق حزب الكنبة في الانتخابات الامريكية المقبلة مؤكدا على ان الديمقراطيين لجأوا الى المشاهيركما ان ان تأثير الدين سيكون قويا في الانتخابات الامريكية
لعقود طويلة اعتمد الدعم الأميركي للجانب الإسرائيلي على أسس جيو إستراتيجية في الأساس، خاصة خلال فترة الحرب الباردة، لكن مع وصول ترامب للحكم أصبح أساس دعم إسرائيل عائدا لمبررات دينية توراتية وإنجيلية وانتخابية- فلقد حصد ترامب بانتخابات 2016 أصوات 81% من الناخبين الإنجيليين، طبقا لاستطلاعات مركز “بيو” للأبحاث، لذا يعود انتصاره الانتخابي وفوزه بالبيت الأبيض إلى أصوات الإنجيليين بالأساس- من هنا لم يكن بالغريب وجود عشرات القساوسة الإنجيليين لحضور مراسم إعلان ترامب خططه لسلام الشرق الأوسط، المعروفة بصفقة القرن في يناير/كانون الثاني الماضي,, ورغم أن السياسة الخارجية لا تحظى باهتمام كبير لدى غالبية الناخبين الأميركيين، فإن ترامب يحرص على إتمام اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية لاستثمارها لصالحه، إن اتفاقيات السلام تدفع باتجاه الناخبين المستقلين وغير المنتسبين الذين سيصوتون والكثيرون منهم التصويت لترامب — وفي الوقت ذاته، كشف استطلاعان للرأي، أجراهما مركز بيو للأبحاث وصحيفة وول ستريت جورنال، أن الاقتصاد هو القضية المحورية الأولى عند أغلب الناخبين، يليها التأمين الصحي ومواجهة فيروس كورونا، ولم تمثل السياسة الخارجية أي أولوية عند الأغلبية العظمى من الناخبين الأميركيين من كلا الحزبين—الا ان ا لناخبين اليهود المحافظين، فيمثل توقيع اتفاقيات التطبيع رسالة طمأنينة وتأكيد أن التصويت لترامب عام 2016 كان خيارا جيدا، وهو ما يدفعهم للتصويت له بانتخابات 2020 —ونشرت مجلة إيكونوميست تقريرا عن انتظار قادة الشرق الأوسط بترقب أو كما أسمتها لعبة الانتظاروأشارت إلى أن القرارات الكبيرة معلّقة حتى يقرر الناخب الأمريكي من هو الرئيس المقبل، مع أن المواطنين في الشرق الأوسط عادة ما يتندرون بأن عليهم الحصول على حق التصويت في الانتخابات الأمريكية، ذلك أن الرؤساء الأمريكيين قاموا في فتراتهم بشن حروب وفرض عقوبات ونفذوا خططا أخرى بالمنطقة.وساكن البيت الأبيض الحالي ليس مختلفا عن أسلافه، فقد جعل من مواجهة إيران عنوانا لاستراتيجيته في المنطقة، وفرض عليها عقوبات مشددة قادت إلى اغتيال وعمليات تخريب وشلل اقتصادي- وقاد دولا عربية لاقامة علاقات مع اسرائيل ,ومع قرب الانتخابات الأمريكية، فقد انتهى ذلك النزاع بطريقة غير واضحة. وكل المنطقة تنتظر على ما يبدو القرار الأمريكي. فمن منظور المفاوضات النووية مع إيران، إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، وضعت إيران وحلفاؤها القرارات الكبرى جانبا بانتظار تقرير الناخب الأمريكي من يكون الرئيس الجديد، جوزيف بايدن أم دونالد ترامب. وما يهم قادة المنطقة هو الشخص المنتخب وليس العملية الانتخابية.سواء فاز دونالد ترامب أو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية فإن أيا منهما حتما سيعمل لمصلحة أمريكا وإسرائيل وليس لمصلحة العرب والمسلمين .وهذا مفروغ منه ولا يحتاج لطول نقاش أو تفتيش في دفاتر المنطقة القديمة.