منذ 2003 اتابع عن كثب إدارة جبار اللعيبي لشركة نفط الجنوب حين اسندت اليه أهالي البصرة قيادة أكبر شركة في العراق والشرق الاوسط بعد ان تخلصت من انياب البعثيين كانت اولى ملامح ادارة هذا الرجل هي
1- العمل بروح الفريق بعيدا عن مبدأ التسلط الذي ورثه العراقيون من حزب البعث ونظام صدام لذا وجدته يحاول تكوين فريق عمل متجانس للنهوض بواقع الشركة وكان يجلس على رصيف في داخل مقر الشركة المحترق كليا ويحيط به موظفيه يعاونونه على تحمل اعباء الادارة لا يؤمن اللعيبي بنظرية المدير الرئيس بل يعمل بمفهوم المدير القائد الذي يشارك كادر العمل معاناتهم.
2- محاولة توفير الضمانات المادية للعاملين في القطاع النفطي ككل دون الاهتمام بموظفي الشركة فقط فقد وجد نفسه ملزما بالتزام اخلاقي ووطني ان يتصدى للحصول والدفاع عن كل العاملين في القطاع النفطي في الجنوب لذا دخل في مفاوضات مارثونية مع الشركات الاجنبية التي احتلت الحقول النفطية من اجل استخلاص حقوق العمل فيها بشعاره ان النفوس اذا احرزت قوتها اطمأنت .
3- الخبرة العملية والعملية الهائلة التي يتملكها نتيجة عمله في الحقول النفطية منذ ان كان معاون مهندس ونجاحه في توظيفها لتحقيق زيادة في معدلات الانتاج
4- ولم يكتف الخبير جبار اللعيبي فقد تحلى بنكران الذات حيث عمل كبير مستشاري محافظة البصرة لأكثر من 6 اشهر بالمجال من اجل ترسيخ وتطوير العمل الاداري في كل مفاصل الحكومتين المحلية والمركزية
5- وحيث اسندت اليه وزارة النفط ولمدة سنتين فقط ، بالرغم من كون تلك الفترة قصيرة جدا قياسا بأي وزارة اخرى فقد لاحظت كما لاحظ الكثير من الخبراء والمهتمين بالشأن النفطي ان الرجل انتهج سياسة قد تكون جريئة جدا او انها جاءت قبل او أنها حيث عمد الى تحديث الادارات العامة في شركات وزارة النفط بالرغم من رفض اغلب القوى السياسية هذه السياسة كونها اطاحت بعدد من اتباع هذه القوى وهو ما شكل السبب الاول لرغبة البعض بابعاد اللعيبي من وزارة النفط
6- ولعلع السبب الاخر هو تركيزه ومتابعته لعمل شركات التراخيص ولجان الادارة المشتركة ومحاولة اسناد عدد من المناقصات للشركات المحلية وفقا لمعيار الكفاءة وهو ما جعل الشركات الاجنبية تتحرك لابعاده عن دفة القيادة خصوصا ان هذه الشركات هي من ترعى العملية السياسية ظاهرا وباطنا ، ان رغبته بتطوير عمل الشركات العراقية ومزاحمة الشركات الاجنبية والعربية خلق له اعداء يعملون من الخارج بالضد من توجهاته والمتتبع لعمل هيئات التشغيل بعد خروج اللعيبي من الوزارة يرى كيف عادت الغالبية العظمى من المناقصات تحال لشركات من خارج العراق واستبعاد الشركات العراقية .
7- تصريح جبار اللعيبي عن افكاره التي يرى ان هناك فرق بين مهام وزارة النفط ذات الطابع السياسي التخطيطي وبين الشركات العملية والتي هي ملزمة بالتنفيذ لتلك السياسات وهو ما دفعه لتمرير قانون شركة النفط الوطنية بدافع من رغبته في تحقيق ما يراه صائبا وهو ما كان سائدا في العراق عام 1966 غير ان تعارض هذه الرغبة الواقعية مع مصالح بعض الاطراف السياسية وضعت قانون تأسيس الشركة وقرار مجلس الوزراء بإسناد إدارتها للعيبي وضعتهما على الرف بانتظار من يرى العراق بعين مصلحة شعبه.
8- عدم تبعية اللعيبي لأي حزب سياسي او قوى سياسية ورغبته وقناعته بالعمل تحت علم العراق وللعراق فقط وهو ما دفع ثمنه بأبعاده عن الوزارة فهو يرى منذ 2003 ان العراق اكبر واهم من اي حزب سياسي وان تحقيق ما يصبو اليه المواطن اهم من الفوز بالانتخابات او تجديد الوزارة له لذا ففي الوقت الذي يختفي الوزارء بعد تركهم وزاراتهم تجد اللعيبي مازل حاضرا بقوة في الشارع فهو اليوم يفتتح مشروعا هنا ومشروعا هناك ولا تغيب مصلحة العراق والبصرة عن تصريحاته وافكاره التي لا تهدأ وهو ما يعكس نشاطه وقدرته على العطاء دائما وفي اي موقع كان.
ويبدو جليا ان بعض هذه السمات الفاعلة في شخصية وزير النفط السابق كانت سببا مباشرا لابعاده عن دفة القيادة فالمصالح الاقتصادية للبعض تسير متناقضة مع هذه التوجهات ذات المضمون الوطني غير ان المواطن يعتب عتبا ثقيلا على بعض قادة العملية السياسية ولاسيما السيد مقتدى الصدر راعي الاصلاح لان ابعاد اللعيبي بعد سنتين فقط المر لا يحمل اي صبغة اصلاحية خصوصا ان اللعيبيلا يحمل اي جنسية اخرى ولا يعيش خارج العراق بل عانى ويعاني كل ما يعانيه المواطنون في الداخل ولكننا على ثقة ان انظار القادة لابد ان تلتفت قريبا لاى هذا الرجل الذي يحمل العرق في قلبه وفكره بدلا من اشياء اخرى