23 ديسمبر، 2024 8:49 ص

قراءة في ابعاد المناورات العسكرية الايرانية

قراءة في ابعاد المناورات العسكرية الايرانية

أجرت أيران في الايام الماضية مناورات عسكرية باسم ( المدافعين عن الولاية ) على طول حدودها المشتركة مع العراق ، تشمل المناورات جميع أنظمة الدفاع الجوي ، وتشارك فيها قوات جوية وبرية وتستمر لمدة ثلاثة أيام . أعلن ذلك لوكالة الانباء الايرانية  فرزاد إسماعيلي قائد قوات الدفاع الجوي ، الذي أشارالى أن ايران قامت بتطوير منظومة رادار متطورة واجهزة تنصت وانها ستوظف هذه المنظومة بدل منظومة ( أس 300 )الروسية وطورت كذلك منظومة الصواريخ متوسطة المدى .
     أن الغاية من قيام المناورات العسكرية  أذا كانت منفردة تنفذها دولة بمفردها أو تجتمع دولتين او اكثر لتنفيذها هو أما لا يصال رسائل إعلامية في اطار الحرب النفسية او لتنفيذ الخطط العسكرية على الارض لتحديد جهوزية القوات والوقوف على النتائج . وقدرات الاسلحة .
     ولإجراء قراءة تحليلية لأبعاد هذه المناورات الايرانية  في هذا الوقت  ، لابد أولا من تحديد الحراك السياسي والاعلامي والعسكري الذي يقوم به الطرف المقابل لايران ( أمريكا وإسرائيل والغرب ) ، فعلى الصعيد السياسي أن ايران تتعرض لعزلة دولية  وعقوبات سياسية واقتصادية قاسية أثرت بشكل واضح على الوضع الداخلي الايراني ، وهنالك تهديدات باتخاذ عقوبات اخرى في حال عدم تخلي ايران عن برنامجها النووي ، وعلى الصعيد الداخلي فهنالك حراك سياسي كبير وتظاهرات حاشده شهدها الشارع الايراني ، ومن الناحية الاعلامية هنالك حملة دعائية كبيرة تستهدف النظام الايراني وسياسته للعديد من الدول وبضمنها عدد من الدول العربية ، وعسكريا فأن التهديدات بشن ضربة جوية للمنشآت النووية الايرانية  التي تطلقها أسرائيل. واخيرا المناورات التي نفذتها امريكا واسرائيل تحت مسمى (القبضة الحديدية ) .
     وأزاء كل هذا الحراك اجرت ايران العديد من المناورات ففي كانون الثاني الماضي اجرت مناورات عسكرية قرب الحدود الافغانية ، وفي تموز اجرت مناورات صاروخية  اخرى قرب مضيق هرمز .
     لكن هذه المرة جاءت المناورات الايرانية بطريقة مختلفة عن سابقاتها  حسب ما تبين من تصريحات القادة العسكريين الايرانيين ومابثته وسائل الاعلام الايرانية حول هذه المناورات التي تجعل المتابع ، لا يستبعد استشعار ايران بتطورات استخبارية  وعسكرية جديدة وملموسة على حدودها الغربية وبذلك لابد من الاخذ بعين الاعتبار  تأثيراتها وارتداداتها على العراق كساحة مجاورة ومكشوفه لإيران وفيه من العوامل الاخرى ما تجعل منه ساحة صراع ايراني غربي . للأسباب الاتية :

• عودة احد الوية الجيش الامريكي الى العراق وانتشاره في قواعد عسكرية عديدة في  بعض المحافظات العراقية ، بالإضافة الى وجود عشرات الالاف من الجنود الامريكان في الكويت وايران تعلم سرعة انتشار الجيش الامريكي .
• التسريبات الصحفية بان شمال العراق سيكون منطلقا للطائرات الاسرائيلية ، وان الاجواء  العراقة ستكون ممرا للطائرات الاسرائيلية لضرب المنشآت النووية الايرانية  .
•    المناورات العسكرية الايرانية تجري على طول حدودها المشتركة مع العراق البالغة اكثر من 1200 كم  ، أي طبيعة تضاريس متباينة جبلية وسهلية ومائية وبساتين واحراش .
• تشارك في المناورات وحسب ما اعلنه ( فرزاد اسماعيلي ) قائد قوات الدفاع الجوي قوات جوية وبرية من الجيش والحرس الثوري .
• اشار فرزاد ان ايران تمتلك منظومة رادار متطورة واجهزة تنصت وستوظف هذه المنظومة بدل منظومة ( أس 300 ) الصاروخية وانها ( ايران ) طورت منظومة ( اس 200 )الصاروخية لمواجهة التهديدات الجوية  .
• اظهر تلفزيون العالم الايراني صورا للمناورات فيها عديد الجنود الايرانيين من راكبي الدراجات وقوات المظليين  .
أن طبيعة جغرافية الارض وامتدادها ومشاركة كافة صنوف القتال البرية والجوية في المناورات بالإضافة الى الجنود سائقي الدراجات الذي هو اسلوب ايراني معروف  في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي وقوات والمظليين التي تستخدم عادة في الهجوم العسكري ، كل هذا يدل بشكل واضح ان هذه الاجراءات هي استعدادات تعرضية وليست وقائية كما تروج له الدعاية الايرانية  . وهذا يدل بشكل واضح ان ايران تريد استخدام العراق كساحة مواجهة ، لما تمتلكه من ميليشيات موالية داخل العراق بالإضافة الى ما ذكره قائد فيلق القدس بان ايران ستلجأ الى الحرب الاستباقية اذا ما شعرت بالخطر .