23 ديسمبر، 2024 1:39 ص

قراءة فاحصة لمقطع من مقال الكاتب الصهيوني أوفير دايان..

قراءة فاحصة لمقطع من مقال الكاتب الصهيوني أوفير دايان..

.. وعلينا الآن أن نتأكد من أن لقاء بين الزعيمين سيؤدي إلى اتفاق يوقف الساعة، لا أن يضيف إليها الوقت. مثل هذا الاتفاق يجب أن يتضمن تصفية القدرة النووية لإيران والرقابة على المفاعلات النووية في الدولة، ورزمة أمن شاملة أيضاً. على مثل هذه الاتفاق أن يتضمن انسحاباً للقوات الإيرانية من سوريا ووقف التمويل الإيراني للإرهاب في أرجاء الشرق الأوسط.

على الولايات المتحدة أن تفهم بأن عليها أن تعمل على تحقيق مثل هذا الاتفاق ليس بحكم صداقتها الشجاعة مع إسرائيل فقط، بل انطلاقاً من إدراك أن ضربة إيرانية لإسرائيل هي ضربة قاضية للمصالح الأمريكية في المنطقة. إن الولايات المتحدة هي الصديق الأكبر، ومن مثلها سيفهم بأنه إذا لم يؤد اتفاق حقيقي إلى ذلك، فإن إسرائيل لن تخشى الدفاع عن نفسها ضد التسلح الإيراني بسلاح نووي. هذا المقطع مقتبس من مقال للكاتب الصهيوني أوفير دايان، والمنشور في صحيفة اسرائيل اليوم والذي نقلته صحيفة القدس بتاريخ 8من هذا الشهر..ثلاث طروحات وردت في هذا المقطع وهي في غاية الاهمية والخطورة وتعكس وجهة النظر الحقيقية او بصورة ادق واكثر واقعية وموضوعية؛ تعكس الاستراتيجية الكونية الصهيونية في المنطقة العربية وجوارها، ولنوردها تحليلا وفحصا وبختصار شديد:

اولا؛ ان لقاء الزعمين وهنا، يقصد الكاتب اللقاء المرتقب بين السيد حسن روحاني والرئيس الامريكي ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والذي، ربما، سوف يجري في المقبل من الوقت؛ يجب ان يؤدي الى ايقاف الساعة وليس الى اضافة الوقت اليها؛ والمقصود هنا امن اسرائيل ووجودها. وهذا يعني وبوضوح تام هو تامين وجود اسرائيل بصورة دائمية اي تاسيس قاعدة صلبة للامن الاسرائيلي المستدام،على الصعد كافة..وعلى هذا الاساس يأتي الطرح الثاني والمرتبط عضويا بالاول:

ثانيا:تصفية القدرة النووية لأيران…بالاضافة الى الشرطين الاخرين وكما موضحان في المقطع اعلاه..ان الاسراتيجية الصهيونية لاتريد لأي دولة من دول المنطقة؛ امتلاك القدرة النووية( المقصود تخصيب اليورانيوم بالاضافة الى انتاج البلوتونيوم اي الماء الثقيل..) حتى وان كانت لأغراض سلمية، لأنها تعرف ان امتلاك اي دولة للقدرة النووية السلمية، يمكنها وفي اي وقت تشاء؛ ان تحولها الى قدرة نووية عسكرية.. وهنا، ان الامريكيين والاسرائيليين ومعهم وبدرجة اقل الغرب، المتثل بالاتحاد الاوربي في الوقت الحاضر (والقابل للتغيير مستقبلا بنتيجة صراع القوى الدولية العظمى والكبرى، لناحية الاقتصاد المرقمن وافاق انفتاحه وتطوره مستقبلا والذي سوف يجبر الاتحاد الاوربي في وقت ليس بعيدا من الآن، على البحث عن مصالحه بمعزل الولايات المتحدة، وفي حدود ما يسمح به الواقع..وبالذات حين اختفى التهديد الروسي او هو في الطريق الى الاختفاء، فروسيا الراسمالية غير الاتحاد السوفيتي وسردياته المؤدلجة..). أذا وفي السياق؛ ان المفاوضات حتى وان جرت بعد الانتخابات الامريكية وهنا نقصد المفاوضات الجدية والحاسمة وليس لقاءات اللعب بالوقت الذي يسبق الانتخابات الامريكية..، سوف تكون مفاوضات، فيها، صعوبة جمة أن لم نقل من انها، ربما، سوف تواجه معضلة عصية على الحل او الاتفاق على صفقة جديدة وبالذات حين يفوز ترامب بولاية ثانية، وهذا امر مرجح لتاثيرين، المؤثر الاول؛ اللوبيات الصهيونية وبثقلها المالي والاعلامي، والثاني؛ الشعبوية العنصرية الامريكية في الوقت الحاضر بخطابها المسيحي الصهيوني الجديد..

ثالثا:عندما يقول الكاتب الصهيوني، اوفير دايان: ان على الولايات المتحدة تحقيق مثل هذا الاتفاق النووي.. (وكما بينا، جوهره ومحتواها في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة) ليس بحكم صداقتها الشجاعة مع اسرائيل بل ان اي ضربة، تواجهها ايران لأسرائيل هي ضربة قاضية للمصالح الامريكية..حين نفحص هذا الطرح ونقرأه قراءة عميقة، يقودنا الى الفهم التالي؛ ان الكيان الصهيوني، كيان امبريالي،( بالاضافة الى السردية الانجيلية الجديدة..كمرتكز خطابي للتجيش والاقناع والشحن الشعبوي..) الهدف من وجوده هو حماية المصالح الامبريالية الامريكية وربما غيرها من المصالح الامبريالية مستقبلا حين يتغير الحال بغير الحال الحالي..

لكن وعلى ذات السياق؛ ان حصاد البيدر غير حصاد الحقل..الايرانيون يدركون جيدا، اللعبة الدولية التى تقودها الولايات المتحدة ضدهم وماهية الاهداف من وراءها، لذا، وبحكم متابعتنا لعملية أدارة هذا الصراع المرير بين ايران والولايات المتحدة؛ نعتقد ان ايران تديره بصورة جيدة باسثمار مداخل ومخارج، الصراع الدولي على مناطق النفوذ في المنطقة، اسثمارا منتجا..في الختام نقول وهذا ما تؤكده الوقائع على ارض الواقع الموضوعي؛ ان المنطقة، مقبلة على تحولات كبرى..؟ وما الملف النووي الايراني الا واحد من تحولاتها المفترضة..تلك التحولات القابلة للمقايضات السياسية من قبل القوى الدولية العظمى والكبرى وقوى الاقليم الكبرى ( روسيا وامريكا وغيرهما.. ايران وتركيا..في الوقت الحاضر والمنظور..) في هذا المكان او في ذلك المكان. فالنظام الرسمي العربي بلا استثناء ميؤوس منه، فهو نظام تابع وليس متبوع، مُشتغل وليس مَشغل..التعويل كل التعويل وبثقة وتفائل، على محور المقاومة بجميع اشكلها ومنصاتها الارضية ومرجعيتها الايدولوجية..