23 نوفمبر، 2024 3:03 ص
Search
Close this search box.

قراءة تقويمية في مسار الانتخابات المقبلة

قراءة تقويمية في مسار الانتخابات المقبلة

هناك جملة ملاحظات مهمة يمكن ان يخرج بها المتتبع لمسار الانتخابات المقبلة، وحملة الدعاية للمرشحين يمكن ان نؤشرها كالاتي:
1.   تبقى الكتل الكبيرة في جانبي التحالف الوطني والتحالف الكردستاني حتى وان اختلفت عناوينها الجديدة هي المسيطرة ، وسيكون لها شأن كبير في رسم معالم خارطة التحالفات المقبلة، حتى وان ظهرت كتل اصغر منها منافسة لها، لكنها لن تكون لها الغلبة، فتضطر الى التحالف مع اطراف التحالف الوطني بهيكليته القديمة ولكن في اطار سياسي جديد.
2.   سيحظى المجلس الاعلى والتيار الصدري بتشكيلاته المختلفة بالنصيب الاوفر وسيكون له الغلبة بلا منازع، وسيكون بمقدوره رسم معالم خارطة انتخابية تحالفية ستمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة مع اطراف التحالف الكردستاني القديم ومن تكون له الغلبة من مكون متحدون واطراف سياسية عراقية محسوبة على ما يسمى بالمكون العربي السني.
3.   لايستبعد فوز المالكي كلية هذه المرة كونه يحظى بهيمنة على المؤسسات الامنية والعسكرية، ويمكن له ان يستخدم ثقله ونفوذه ودعمه لاطراف وشخصيات مؤثرة ويستخدم حتى التزوير بمختلف اشكاله والترويع للاخرين وراهابهم لكي لايترك الساحة لمنافسيه للتحكم بمسارات العملية السياسية المقبلة ويجردونه من فرصة ان يتولى رئاسة الوزراء للولاية الثالثة.
4.   ان المالكي سيعمل وفق اتجاهين : الحصول على رئاسة الوزراء المقبلة بأي ثمن حتى لو قدم كل التنازلات للاطراف المنافسة له والتي ستحظى بنصيب اكبر منه للحصول على الاصوات وبمختلف وسائل الترغيب والترهيب وبضغوط اقليمية ودولية كي يبقى هو المسيطر الاول على كرسي رئاسة الوزراء وسيقاتل من اجل الحصول عليها بأي ثمن، حتى على حساب بيع مصلحة العراق، ان كان ذلك يحقق له الرغبة في الفوز بولاية ثالثة، وفي حالة عدم تمكنه منها سيضطر الى ان يكون رئيسا لاكبر تجمع من طائفته، على طريقة ابراهيم الجعفري عندما خسر رئاسة الوزراء عام 2007 انتقل الى رئاسة التحالف الوطني ليحكم من خلف الاضواء، والمالكي يعتقد ان كلا المنصبين يحققان له مايريد في ان يبقى يتحكم بسلطة القرار حتى وان كان من الجانب الخلفي أي من وراء الاضواء، وهو يعتقد في داخله انه سيخسر هذه المرة، لكنه سيعمل بكل ما اوتي من قوة وحيلة ومكر ودهاء ويقدم المغريات للولايات المتحدة ولايران وحتى للكرد لكي لاتخرج السلطة عن ولايته، وهو يدرك ان المهمة صعبه امامه هذه المرة لكنها ليست مستحيلة.
5.   اما متحدون واطراف المكون العربي كما يسمونه في المعادلة السياسية، فسيكون مختلف تماما بنتائجه عن التحالفين الوطني والكردستاني، رغم ان متحدون سيكون لها ثقل مؤثر لكنها ستحتاج الى تحالف مع كتل اصغر منها مستقبلا لان المالكي حاربها بكل ما يستطيع وانهى دورها في الانبار لكنها بقيت لها ركائز قوية في محافظات اخرى يمكن ان تخرج بنتيجة افضل، وفي كل الاحوال فان التحالفات المستقبلية مع الاطراف الفائزة هي من تحدد مع من تتحالف او تتشكل في كيان ائتلافي جديد، وبخاصة مع الكتل الصغيرة الجديدة والتي ليس لها مواقف سلبية ازاءها، لأن الكتل الصغيرة في جانب المكون العربي ستضطر هي الاخرى لايجاد كتلة اكبر منها تحصل من خلالها على مكاسب في الحكومة والبرلمان، لكن متحدون سيكون لها موقع مؤثر لايمكن انكاره.
6.   سيكون بامكان متحدون بعد تحالفها مع اطراف المكون العربي ان تتحالف مع كتلتي المواطن والاحرار وسيكون لها النصيب الاوفر في رسم معالم المرحلة المقبلة لكنها في المقابل تحتاج الى تقديم تضحيات كبيرة، وسيكون الاستهداف لاطرافها كبيرا بمختلف السبل والوسائل من بينها الاغتيالات التي ستشمل شخصيات مؤثرة منها ومنها شخصيات يعتقد بانها سيكون لها نصيب اوفر في الفوز، بعد ان تكون بعض شخصيات المكون العربي قد استغلت نفوذها العشائري وتحالفها مع الحكومة الحالية للحصول على موقع مؤثر، رغم انه من الصعب جدا اجراء الانتخابات في الانبار وبخاصة في الرمادي والفلوجة لكي يكون بمقدورها مواجهة خصمها متحدون الذي ستشتد المنافسة معها من جماعة ابو ريشة ومن وجد في تحالفه مع الحكومة في الحرب الاخيرة على الانبار عله يحظى بمقعد يجل له مكانة في سلطة الحكومة المحلية وعلى صعيد البرلمان وسيقدم لهم المالكي مختلف اشكال الدعم ويشجعهم على التزوير وحصر الصناديق بمجاميع مناطقهم التي يسيطرون عليها حاليا، او حتى بقوة السلاح لفرض ارادتهم، فهو يتساوون مع المالكي مع انهم شعروا ان مستقبلهم في خطر ان لم يستخدموا اساليب تحرك غير مشروعة ومحاولة فرض سطوتهم على المناطق التي يعتقدون انها ستكون موالية لهم ممن لديهم فيها مواقع صحوة او تأثير عشائري، لكن مكانتهم اهتزت امام جماهيرهم، لكنهم سيملأون الصناديق بالقوة ورغما عن أنوف الغير، وهي الحقيقة المرة التي يخشى منها انها تكون مدخلا لتمزيق المحافظة واحداث اقتتال داخلي مجددا يستمر لما بعد الانتخابات.
7.   سيكون للحزب الشيوعي العراقي وقوى محسوبة على  الجناح الليبرالي والديمقراطي مكانة افضل من الانتخابات السابقة، ان احسنت التحرك ودعت اتباعها للادلاء بأصواتهم معها.
8.   ستشتد المنافسة في اطراف التحالف وساحات التحالف الوطني والكرستاني وبكثافة ومشاركة افضل من الاعوام السابقة لكنها ستخفت في جانب المكون العربي، وتكون في ادنى مستوياتها، لكن مع هذا سيكون لجهة ما الغلبة في ساحتها الانتخابية، وستكون اكثر ضراوة في المناطق التي كانت خارج مسرح العمليات العسكرية لكن النصيب الاوفر لمتحدون سياتي من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وربما ديالى وبغداد في المقام الاول التي هي الساحة الافر لمتحدون لكي يكون بمقدورها ان تحصل على المكانة الاكبر، فبغداد الساحة الفاعلة المؤثرة ومن يخسر بغداد، لن يكون بمقدوره تعويض خسارته في الانبار، كون وضع الانبار لايسمح باجراء  انتخابات فيها في ظل اوضاع مأسوية كهذه، لهذا على متحدون ان تتحرك بفاعلية على بغداد، وتعول عليها في ان تحصل على اكبر نسبة من مكونها على  اصوات تؤهلها لان يكون لها سلطة الاغلبية ضمن رقعتها الانتخابية، وهي تواجه اخطر مرحلة في تاريخها، والمكون الذي تنضوي تحت لوائه ليس لديه الرغبة في المشاركة ، لان اغلب اطراف متحدون تركوا جمهورهم في اخر ايامهم ولم يقوموا بحملات انتخابية يقنعون بها جمهورهم ، ما اثر على رصيدهم الانتخابي المقبل، وسيكون هناك تشتت في الاصوات لايمكن ضمان نتائج الانتخابات كلية ، اذ لابد وان تظهر مفاجئات ليس في الحسبان، لكن على متحدون ان تتحرك بفاعلية وبمساحة اكثر نشاطا وحيوية لان منافسيها لم يتركوا فرصة الا وضيقوا عليها الخناق، وكانت الحرب على الانبار احدى اكبر هجمة تعرضت لها متحدون، وأكلت من جرفها الكثير، وهو ما كان المالكي يسعى اليها ليجردها من معالم القوة والمكانة، وهي تحتاج الان الى جهد غاية في التعقيد والصعوبة حتى تسترجع مكانتها التي حظيت بها في انتخابات مجالس المحافظات السابقة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات