23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

قراءة تحليلية لواقع العراق ….  اوباما وضرورة الاستفادة من وجوده قبل الرحيل  -4 -2

قراءة تحليلية لواقع العراق ….  اوباما وضرورة الاستفادة من وجوده قبل الرحيل  -4 -2

قراءة تحليلية لواقع العراق ….  اوباما وضرورة الاستفادة من وجوده قبل الرحيل  -4 -2 الكعبي  ع العراق  وسبل تجاوز
كنت اتمنى ان يكون عنوان الحلقة السابقة وهي الثالثة لسلسة مقالات  قراءة تحليلية لواقع العراق …. لا خلاص من التآمر الاميركي الا بالتحالف مع اميركا ، وقد بينت اسباب ذلك بشكل مختصر مستخلصا ما مر بالعراق وماكن عليه وما اصبح عليه نتيجة عدم ادراك السياسيين في كيفية التعامل مع القطب الاوحد اميركا وبالتالي ضاع العراق وضاع معه وحدة الشعب العراقي وخسر المواطن وطنه وصار غريبا فيه يضحي بدماءه من اجل من لا يستحق
واليوم نتحدث عن موضوع ذي صلة بالولايات المتحدة ، لكن تتعلق بالرئيس الاميركي اوبام الذي ستنتهي ولايته مع نهاية هذا العام ، فالسياسيون العراقيون واغلبهم من النوع الذي يتأثر ولا يؤثر ابدا ، يتظرون نظرة سلبية الى اوباما ، لانه ادار ظهره لهم ولم يعد يهتم بالموضوع العراقي كسابقه بوش الابن ، وترك الملف لنائبه وبقية اركان الادارة الحالية ، ويتحمل هؤلاء الساسة الجزء الاكبر من اهمال الرئيس اوباما ، عندما وجدهم غير ذي اهلية لادارة البلد وانشغالهم في المناكفات واعمادهم في صراعهم على قوى اقليمة وعلى حساب وحدة وسلامة وطنهم مما جعله يؤثر الوضع الداخلي لاميركا وتخليه عن سياسة سابقيه خصوصا بعد الازمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الاميركي في ولايته الاولى ، والتي تم التغلب عليها بفضل جهوده،
لكن مما لا يدركه الساسة ، ان الرئيس اوباما كان فرصة مهمة لمن يهمه مستقبل العراق ، فرغم انكفاءه داخليا وتخليه عن موضوعة العراق وانشغاله بامور باماكن اخرى فرضتها المصلحة الاميركية العليا التي تُرسم لكل الرؤوساء الاميركان من قبل مؤوسسات مؤثرة في القرار الرسمي الاميركي، فبالرغم من ادارة ظهره للملف العراقي ، الا ان له مواقف اكثر انصافا لعموم المنطقة ، وكذلك تقديره للوضع في العراق ، فمن خلال متابعة سلسلة تصريحاته واجراءاته المتعلقة بالمنطقة اولا ، والتي يمكن عكسها على الوضع العراقي لو ان احد امن السياسيين اظهر اهتماما وحرصا في جلب اهتماماه ، وقبل مغادرته البيت الابيض ، فهو من دشن  نهاية العلاقات الاميركية السعودية وبشكل علني ، حيث تعتبر السعودية مصدرا مهما لامداد المنظمات الارهابية بالعديد والعدة ، ويكفي ما تظهره المقاطع الفديوية من غلبة العنصر السعودي في هذه المنظمات نتيجة تشجيع رجال الدين الذين الذين يعتنقون الفكر الوهابي وهو الارضية الفكرية لتلك المنظمات ولكون رجال الدين هؤلاء هم موظفين في الدولة السعودية ، في وقت تحاول الجهات الاميركية لان لا تظهر للعلن تخلي اميركا عن علاقتها الستراتيجية التقليدية   مع السعودية بسبب طبيعة تشابك العلاقات الاقتصادية والتبعية السعودية في كونها اداة تنفبذ في المنطقة لما تريده اميركا ، اضافة الى ما تمتلكه السعودية من ارقاما مهولة من الاستثمارات والسندات الحكومية الاميركية ، كما انها المورد الرئيسي للاسلحة الاميركية التقليدية ، والتي هي بالحقيقة الفائض عن حاجة الجيش الاميركي او تلك التي اسقطت من الخدمة بسبب ظهور جيل جديد بديلا عنها ( هكذا هي علاقة العبد التابع بالسيد التي تميز العلاقة السعودية الاميركية طيلة العقود الماضية ، ولهذا لم يكذب المرشح المحتمل للحزب الجمهوري ترامب في قوله ان على السعودية ان تدفع اموالا اضافية لان كلفة حمايتها من قبل اميركا لم تعد تكفي )، فالصحافة عادة ما تتناغم مع السياسة العليا لكونها تدار من قبل مؤوسسات لها صلة بالمصلحة العليا الاميركية ، ولا تنشر مع ما يتعارض مع تلك المصلحة ، الا اذا كان هنالك قبول غير مكتوب ، وهذا ما حصل بالضبط في ظل الرئيس اوباما ، حيث تحدثت الصحافة الاميركية وباسهاب ولاول مرة ، عن علاقة الارهاب بالفكر الوهابي الصعودي وهعن دور العائلة المالكة في السعودية بقادة المنظمات الارهابية ، كما تم تسليط الاضواء على الصفحات المخفية من ملف التحقيق في احداث ايلول في اميركا ، والتي توضح دور اعضاء من العائلة الملكية في تلك الاحداث ، وخصوصا الملك سلمان الذي كان امير الرياض انذاك ، وقد توج اوباما هذه الحملة عبر تصريحاته الى صحيفة (The Atlantic )  لتتناغم مع ما ينشره الاعلام الاميركي عن علاقة الفكر الوهابي بالمنظمات الارهابية التي لبست ثوب الاسلام والاسلام بريء ، حيث نشر الاعلام الاميركي وبشكل ممنهج اتهامات لحكومة الرياض من صرف قرابة  90 مليار دولار وعلى مدار الخمسين سنة الماضية ، لنشر الفكر الوهابي المتطرف في جميع انحاء العالم على شكل بناء مساجد ومراكز ثقافية اسلامية وحتى الجمعيات الخيرية الاسلامية حول العالم التي كانت تمول من الحكومة السعودية  ، وكمثال فقد كتب الصحفي الاميركي المشهور ( توماس فريدمان ) الذي تهتم الادارات الاميركية بكتاباته ، مواضيع عن ارتباط السعودية بالارهاب ونفيه ان تكون ايران مصدرا للارهاب ، كما شهد الكونكرس في عهد اوباما شهادات استماع للخبراء عن ارتباط التنظيمات الارهابية بالفكر الوهابي ، درا للارهاب ، اط السعودية بالارهاب ونفيه ان تكون ايران ل بناء مساجد ومراكز ثقافية اسلامية وحتى الجمعيات الخيرية الاسلامية حول ، فبالاضافة الى اسباب تتعلق بتغير ستراتيجية التعامل الاميركية مع الرياض ومنطقة الخليج لاسباب اقتصادية ولتجنب الاحراج امام المنظمات الحقوقية العالمية والرأي العام الدولي الذي بدأ ينتقد وبصوت عالٍ  المؤوسسة الاميركية الرسمية بتوفير الحماية لهذه الانظمة المتخلفة وعلى رأسها السعودية ، اضافة الى هذا فان اوباما عاش جزء من حياته الخاصة قبل وصوله قصر الرئاسة في اندونوسيا ولمس عن قرب تغلغل الفكر الوهابي في المدن الاندنوسية وتأثيره على المسلمين هناك حيث يصف الريس اوباما كما نقل عنه بأن اندنوسيا كانت قبل نشر الفكر الوهابي تتمتع باسلام معتدل يقبل الاخر حتى يكاد ان يتخيل احدنا انه قد توغل في فهم المذاهب الاسلامية وربما كان يرى ان احدا منها اكثر صوابا وسيتيبين ذلك عند خروجه من البيت البيضاوي ، حيث عادة ما يعبر الرؤساء عن قناعاتهم الشخصية بعد تركهم المقر الرئاسي الذي فيه يدلون بتصريحات تخالف تلك القناعات لتماشي الخطة المرسومة له قبل الانتخابات ، اضافة الى تشكل رأي عالمي جديد مناهض للتطرف الاسلامي ، وبناءا على كل هذه المعطيات كان متحمسا جدا في التفاوض مع ايران والوصول الى صيغة الاتفاق المعروفولا يغرنكم استخدام اوباما للفيتو ضد قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” ومن ثم رفضه وبشكل كبير جدا غير مسبوق من قبل مجلسي الشيوخ والكونكرس ، انها لعبة ومن السهولة تنطلي على حكام السعودية ، فالمجلسين تقريبا اعضاءهما مناصفة الا قليلا بين الحزبين واوباما ينتمي لاحد هذين الحزبين ومن غير المعقول ان يكون هنالك عمد توافق مع اعضاء حزبه ، لان المقاضاة ستبدأ بالمتضررين وستنتهي بتحميل السعودية كلف حربي افغانستان والعراق على اعتبار انهما شنت بسبب احداث ايلول
   واضاعة فرصة كسب اوباما ، قد اضاعت فرصة لتعزيز موقع العراق لا نقول بديلا للعلاقة غير المتكافئة بين اميركا والسعودية  لكن ، بل حليفا نطمح ان تكون كتلك العلاقة بين اميركا وكل من المانيا واليابان وكوريا في المنطقة وقد تسهم مثل هذه العلاقة في اطفاء حرائق المنطقة ، والاهم حفظ وحدة العراق وهذه ايضا رسالة لقوى الداخل في ان لا تخرج عن طور ما اقره الدستور وان كان هو سببا لبلوى العراق بسبب امكانية تأويل فقراته كلا حسب ، كما ان وجود علاقة بين اميركا والعراق سيحفز الدول وخصوصا الغربية للتعاون المثمر مع العراق في مجالات اقتصادية نحن في اشد الحاجة لها لاقامة البنى التحتية المهدمة اصلا  ، ربما يمكن للعراق ان يحصل على تعويضات من السعودية بضغط اميركي من خلال وجود ادلة اشرنا اليها سابقا
كما ان الحكومة لم توظف ايا من الشخصيات الاميركية التي لها تاثير على صانعي القرار الاميركي ، في حين اننا نجد اشخاصا عراقيين منهم من استغل المال العام او من عائد السرقات في توظيف شخصيات اميركية ، كمندوبين دائميين لهم على شكل لوبي لكسب صانعي القرار لصالح تلك الشخصيات من اجل السلطة وما تعنيه السلطة في عراق اليوم من السيطرة على المقدرات المالية للبلد عبر السرقات المباشرة او الحصول على عقود لمشاريع وهمية ، سنتحدث في الجزء التالي عن اللوبيات – يتبع