الاستماع يعتبر فن من الفنون الراقية، اما الرد بعد ذلك يعد مرحلة ثانية. قد تجيب أو لا، أو تختار أعذارك أو تصمت لا تنطق حيث يقال في العراق للمتحدث الذي أخطأ الرد واستيعاب المشكلة(أكرمنا بسكوتك).
الشعب العراقي من الشعوب المغضوب عليها على مايبدو بسبب زعمائه، لأسباب كثيرة، اهمها جميعهم قائد ضرورة ؟ يتحدثون أكثر مما هو مطلوب ويعرفون أكثر من العارفة وينسجون مشاريعهم بخيوط الأمل والوهم ويهددون خصومهم بالسوف ويقعون بنفس المشكلة في كل مرة وهكذا على حساب شقاء الناس. هذا اوقعهم في مواقف كثيرة مأزقية منها، القول ان ارادة السماء هي التي ستقوم بصالح الأعمال، وهو حكم غيابي دائما يدعو الى التأجيل.
يبدو رسائل المتظاهرين المرسلة الى السيد حيدر العبادي لم يفهما لأن المترجم (حجي راضي).هو أيضا ارسل رسائل الى المتظاهرين اكثر وكلها وعود ووعود بالاصلاحات. الشعب سوف ينتهي بين القتل والتشريد والهجرات وبعد رئيس الوزراء على نفس خطبه الرنانة والطنانة. هذه الخطب والاجابات على اسئلة الناس والسرعة فبي اطلاق المنجزات الخيالية ولا يزال لا يشعر بالحرج لكونه بعد لم يفهم المواطن العراقي ويظن به أسوأ الظنون ويمرر عليه الوقت !. وقد يكرر اجابة الزعيم جمال عبدالناصر.
اصدقائي القراء، كلكم طيب ومفهومية وتعرفون، لكن للخطاب مناسبته، يقول الراوي لهذه الحدوتة:
بين عامي 1958 و1963 حيث كان العراق برئاسة الزعيم عبدالكريم قاسم.
بعد عدم تنفيذه لمتطلبات كثيرة ومقاومته الأحزاب الأخرى الراغبة بالوصول الى كرسي الحكم لتحقيق انجازات تقول انها متطلبات جماهيرية ومن هذه الأحزاب الحزب الشيوعي العراقي صاحب النضال المرير والتضحيات الكبيرة عبر تاريخه الطويل منذ تأسيسه في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث اصطدم بالزعيم نتيجة تنكره للحزب على ما يبدو.
اطلقوا عليه القابا عديدة استخفافا وهربا من المسئولية ومنها (جيبه ليلو). كتب شيوعي عراقي رسالة بعد عام 1959 مشفرة الى الزعيم جمال عبد الناصر باعتباره زعيم القومية العربية والقائد الضرورة المرتقب، يشتكي فيها من طغيان الزعيم عبدالكريم قاسم مدعيا انفراده بالسلطة وعدم منح الحريات وتضييق الخناق على الأحزاب وايداع المناضلين السياسيين الشرفاء بالسجون ومنهم (عباس بيزة وزوجته حسنه ملص).
كان عباس بيزة وحسنه ملص من اشهر ممن يمارسون البغاء ولديهم بيت رنان (للگوادة) في بغداد / ساحة الميدان/ عگد الصابونچية.
اسرع الزعيم جمال عبدالناصر بالرد على الرسالة ومظلومية صاحبها لنصرة الحزب الشيوعي. وقد دعى وزير اعلامه وسكرتيره الخاص الى تحرير بيان شديد اللهجة، قرأ من على شاشة تلفزيون مصر بالأسود والأبيض طبعا واذاعة صوت العرب من القاهرة. مفاده:
على الزعيم عبدالكريم قاسم الاستجابة الى مطاليب الجماهير المتظاهرة وعدم خنق الحريات والسماح للأحزاب بأخذ ادوارها الوطنية والانسانية واطلاق سراح السجناء السياسيين فورا ومنهم المناضلان الشريفان عباس بيزة وحسنه ملص، وليعلم الزعيم عبدالكريم، ان كل عراقي عباس بيزة وكل عراقية حسنه ملص.