ما أنْ مرّت ساعةٌ واحدة على عملية القصف ليلة امس , وَ وَسْطَ تضارب الأخبار والتقارير الصحفية – المتلفزة حول الصواريخ والأمكنة التي التي استهدفتها , كانت الملامح والتقاسيم السياسية بائنةً والى حدٍ كبير , أنَّ اربيل كعاصمة للإقليم لم تكن هي الهدف المستهدف بالدرجة الأولى ! , على الرغم ممّا تحمّلته المدينة من بعض الإصابات المحدودة والخسائر المادية في امكنةٍ تجارية , وبخصوصيةٍ اكثر ما سبّبه القصف من تأثيراتٍ نفسيةٍ ومعنوية على سكّان المدينة وعلى قياداتها الأمنية .!
الإعلان المتعمّد من الجهة او المجموعة التي نفّذت الضربة الصاروخية بأسم او بعنوان < اولياء الدم > , وهي تسمية يكاد يجمع الإعلام بأنها وهمية , فمن الملاحظ أنّ هذه التعبير او هذه التسمية او حتى نصفها الأول والثاني , فلم يسبقها ايّ استخدام في مختلف وسائل الإعلام العراقية المتعددة والى غاية يوم امس , لكنه يشار بأنّ نوري المالكي ” حين كان رئيساً للوزراء ” سبق واستخدمَ تعبيراً مقارباً بأنّه ” وليّ الدم ” , لكن ذلك كان في ظرفٍ آخرٍ ومغاير , ولا من علاقةٍ تربط بين الإستخدامين السابق والحالي .
السادة ” الأولياء ” قصدوا وتعمّدوا اختيار تعبيرٍ اسلاميٍ عن هويتهم , وذلك له دلالاتٍ مكشوفة , والإ كان بمقدورهم استعمال او اتّخاذ تسمياتٍ مُمَوّهة ومُضلّلة كالإيحاءٍ مثلاً الى ال PKK – حزب العمال التركي الكردستاني , والذي يتمتّع بنفوذ عسكري هائل داخل في شمال العراق .
إصابة متعهّد وجرح بعض المدنيين وجندي امريكي في قاعدة الحرير في اربيل , كانت رسالةً شديدة الوضوح ومنذ الدقائق الأولى بأنّ القصف مُوَجّه الى الإدارة الأمريكية الجديدة , وهذه اوّل عملية قصفٍ بالصواريخ لأهدافٍ امريكية منذ تسنّم بايدن للرئاسة , وفي استقراءاتٍ اوّلية للدوافع والهدف الذي تمّ التفكير والتخطيط والتنفيذ بضربة الكاتيوشات هذه , فلا توحي النتيجة المحتملة لهذه الإستقراءات بأنّ هذه الضربة الصاروخية سيجري الإكتفاء والإنكفاء بها وتتوقّف , دونما حصول تغيّراتٍ ومتغيراتٍ ما في السياسة الأمريكية الحديثة , ومع أخذٍ بنظر الإحتمال المفترض لأيّ ردّ فعلٍ امريكي تجاه ما حدث , سواءً داخل الأراضي العراقية او في المناطق الشرقية للحدود السورية – العراقية ربما .! , بالرغم من نبال وسائل الإعلام الأمريكية وسواها للرئيس بايدن التي تتّهمه بالضعف والتردّد في اتخاذ ايّ قرارٍ ستراتيجي بالضّد ممّا تعرّضت له قاعدة حرير الأمريكية في ضواحي مدينة اربيل .
ثُمَّ وبقدر ما أنّ مضاعفاتٍ محتملة لما حدثَ منْ حدثٍ , وربما من كلا طرفي ” المشكلة ” او اكثر , وذلك ضمن خانة الترقّب والإستنفار بأنتظار ما قد يسفر عنه هذا الإنتظار الحارّ وليسَ ال Spicy .!
بجانبِ كلّ ذلك وبعيداً عنه ايضاً , ومن زاويةٍ تعبيريّةٍ – إعلاميّةٍ وحتى لغويّة , فكان مثيراً للدهشة او التعجب أن يصف بيان ” الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحكم الإقليم ” للفصيل الذي اطلق الكاتيوشات بأنه ” فصيلٌ مختلّ .!! ” حيثُ أنّ مفردة الإختلال لا تستخدم لغوياً إلاّ في اختلالٍ او خللٍ في العقل .! , بينما كلتا الجهتين المخططة والمنفذة تبدو انها كانت على درجةٍ ما من الذكاء ” سلباً او ايجابيّاً ” من الناحية التكتيكية , ومع كلّ التعاطف الجماهيري العراقي لما تعرّض له الإقليم .!