يمكن تلمس معالم السياسة الخارجية للرئيس ترامب من خلال ماجاء في خطاب النصر الذي خاطب فيه العالم بالقول: “اننا سنبحث عن الشراكات لا عن الصراعات وسنتعامل بعدل مع الجميع”.
دعونا نحلل تصريحه الأول فهو يمثل معالم سياسته الخارجية التي سينتهجها والتي من وجهة نظري تقوم على ثلاث اركان وهي:
– البحث عن الشراكات.
– تجنب الصراعات.
– التعامل بعدالة.
ويقينا تقف وراء كل ركن من هذه الأركان اهداف استراتيجية. فالبحث عن الشراكات يعني البحث عن حلفاء جدد وغير تقليديين, او التوسع في الاحلاف, وفي اعتقادي ان مفهوم الشراكة لدى ترامب سيكون حجر الزاوية في علاقاته الخارجية, ومن هنا اتوقع تقارباً روسياً امريكياً في العديد من القضايا وخاصة في مجال الحرب على الإرهاب, وهذا بدوره سيؤدي الى الركن الثاني وهو تجنب الصدامات او الدخول في مواجهات سياسية من قبيل الحرب الباردة او عسكرية او اقتصادية.
واما الركن الثالث اي التعامل بعدالة مع الجميع فهو يؤكد الركن الاول اي البحث عن شراكات جديدة وغير تقليدية في اشارة منه الى ان الحلفاء التقليديين لأمريكا كالسعودية وما شابه سوف لن تكون بمنأى عن تطبيق العدالة الأمريكية بحقها ان ثبت تورطها بأي فعل يهدد الامن القومي الأمريكي, وهذا هو المقصود من قوله سنتعامل بعدل مع الجميع,والجميع هنا تشمل الجميع من حلفاء تقليديين وغيرهم.
وفي ضوء ماتقدم علينا كعراقيين ان نوظف التوجه الأمريكي الجديد لما يخدم مصالحنا العليا ومن هنا اجد الباب مشرعة الآن لإعادة هيكلة العلاقة الأمريكية العراقية من جديد, واشير هنا الى ضرورة تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق وامريكا, واجتراح سبل جديدة لتطوير العلاقات, وفي نفس الوقت الانفتاح اكثر على روسيا وتقوية العلاقات معها وبنفس الوتيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما وان توافقاً امريكياً روسياً من المتوقع حصوله في الكثير من القضايا في منطقتنا.
اعتقد اننا بحاجة الى الرافعة الأمريكية مثل حاجتنا الى الرافعتين الروسية والايرانية لانتشالنا من الواقع البائس الذي نعيشه وهي فرصة سانحة لإعادة النظر في تحالفاتنا وفقاً للتطورات الأمريكية المتمثلة بوصول رجل الاعمال ترامب لإدارة البيت الأبيض, فلدى العراق العديد من الامور التي يسيل لها لعاب الإقتصادي ترامب ومنها النفط الذي علينا ان نحسن إستخدامه مع الشركات الأمريكية كآلية من آليات تعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية معهم في اطار سياسة البحث عن الشراكات التي يدعو لها ترامب