7 أبريل، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

” \u0642\u0631\u0627\u0621\u0629 (\u0622\u0630\u0631 \u0646\u0641\u064a\u0633\u064a) \u0641\u064a \u0637\u0647\u0631\u0627\u0646 “

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجالسين على الأرائك متكئين في بلاد ” سعدي ”  و ” حافظ ” و ” الخيام” ، طردوها من فردوسهم الذكوري ، بعد أن تابعوها كظلها ، لعقدين من السنين ، فلجأت إلى جحيم الشيطان الأكبر ، وحلت في بلاد ” بيل غيتس ” و ” ستيف جوبز ” و ” مارك زوكيربيرج  ”  كضيفة عزيزة على جامعة ” جونز هوبكنز ” العريقة ، لتدرس فيها أدبا انكليزيا ، كانت قد أفنت شبابها لكي تزقه زقا لطلبتها وطالباتها في جامعة  ” طهران “، والجامعة ” الإسلامية المفتوحة ” ، وجامعة ” العلامة الطباطبائي ” منذ عودتها من رحلة دراستها في: انجلترا وسويسرا والولايات المتحدة عام 1979 وحتى اضطرارها للهروب من وطن لم يعد – بالنسبة لها – صالحا للعيش.
فعدم اقتناعها بتغطية خصلات شعرها – في بلاد مستعدة لرجم أو لجلد أو لسجن كل من تسبب الفتنة لرجالها الذين يهيئون البلاد لمخلص سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت جورا وظلما – جعل منها شخصا غير مرغوب فيه ، أو (Persona non grata ) كما يقولون في أمريكا الجنوبية، خاصة وأنها كانت منذ قيام الثورة الإسلامية محل ازدراء في الجامعة حتى من قبل بعض طلبتها المتشددين، أولا: لأنها ذات ميول ليبرالية ، وثانيا: لأنها تنحدر من عائلة ( شاهية) كانت مقربة من إمبراطور إيران المخلوع – سلميا- الشاهنشاه محمد رضا بهلوي المعظم ، ولا عظمة إلا لله الواحد القهار.
السيدة نفيسي التي  تمسكت بحلمها ورفضت التدجين ، وبعيد هجرتها الى الولايات المتحدة – عام 1997 – أصدرت كتابا بعنوان ” أن تقرأ لوليتا في طهران / سيرة في كتاب” نجح في أن يكون الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة لعامين، وقد ضمنته تجربتها الشخصية التي عاشتها
طوال 18عاماً، من خلال قصة حقيقة عن طالباتها السبعة : ” مانا، مهشيد، نسرين، ياشي، آزين، ميترا وساناز ” اللواتي تحيي معهن لقاء أسبوعيا  نهار كل خميس، يقرأن فيه روايات أجنبية ( مثل رواية “لوليتا” لنابوكوف، ورواية  “مدام بوفاري” لفلوبير، وروايات أخرى محظورة لأرنست همنغواي ، وهنري جيمس ، وجين أوستن ، وغيرهم ) ويناقشنها ، متوقفات عند محطات مهمة فيها ، وأحداث وشخصيات.
في هذا الكتاب – الذي ترجم إلى 32 لغة – قدمت السيدة نفيسي صورة مزرية عن الحياة اليومية للنساء في إيران ، فهي تقول في إحدى صفحاته مثلا : ” كم كنت أشعر بالعجز كلما استمعت إلى تفاصيل المعاناة التي لا تنتهي، والتي كان يتعرض إليها طلبتي كل يوم. فإذا ما أسرعت طالبة لتلحق بالدرس عاقبوها على الهرولة، وإذا ضحكت عاقبوها على الضحك في الممرات، وأيضا كانوا يعاقبونها إذا ما ضبطت وهي تتحدث مع أحد من الجنس الآخر”.
كما تصف في مكان آخر من الكتاب صّورا كارثية أخرى ، من قبيل  تصويرها لكيفية اعتقال الحرس الثوريّ الذّكور والإناث، في حال خروجهم معاً إلى الأماكن العامة، وإخضاع الإناث بعدها لاختبار العذرية ! أو من خلال وصفها لقوافل الصبية المقتادين إلى ساحات الحرب والشهادة، موعودين بالفردوس والحور العين، حاملين مفاتيح الجنة في أعناقهم !
هذه السيرة في كتاب  التي ترجمتها ريم قيس كبه إلى العربية، وصدرت عام 2009، عن دار الجمل : فيها انتقاد ليس لنظام الحكم في إيران فحسب، بل لكل الأنظمة الشمولية التي تصفها السيدة نفيسي بأنها تتفنن في ارتكاب الجرائم ضد شعبها لكن تبقى :
” أسوأ الجرائم التي يمكن أن ترتكبها عقول الأنظمة الشمولية ، هي أن تجعل مواطنيها و بضمنها ضحاياها شركاء في جرائمها. فحينما ترقص مع جلادك ، وتشارك بنفسك في حكم الإعدام على نفسك ، فإن ذلك الفعل هو أقصى درجات الوحشية “.
في أمان الله

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب