23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

قراءات وخفايا من حوار تلفزيوني

قراءات وخفايا من حوار تلفزيوني

أثار حوار تلفزيوني في برنامج عُرض من على شاشة فضائية عربية مع (رغد صدام حسين) موجة ردود أفعال من بعض صُنّاع الرأي وأصحاب القرار السياسي في العراق، وإمتدتْ هذه الحفيظة إلى عامة الشعب بين رافضٍ ومُستنكر وآخر شامتْ بُحكامِه الحاليين.
ويبدو من خلال تصورنا أن (رغد) ومن ورائها مراكز بحوث نفسية وإعلامية مرتبطة بدول ربما لاتريد الخير للعراق أرادتْ أن توصل رسالة للجميع مفادها أن هذه المسميات لنظام سابق لازالت تمتلك عناصر القوة فبمجرد عرض برنامج حواري أستمر لعدة دقائق أحدث كل هذه الضجة والإرباك في الأوساط السياسية والإعلامية، فما بالكم فيما لو تبنّى هؤلاء العمل السياسي والنيّة للعودة الى الحكم.
ولايجب الإنكار أن الغالبية قد بلعتْ هذا الطُعم والخوف وبدأ الكثير من قادة الرأي والسياسة بالشجب والأستنكار والصُراخ بتذكير الناس بجرائم النظام السابق ووصل بالبعض منهم إلى إدانة هذه الفضائية التي عرضتْ البرنامج ومعها البلد الذي عُرض منه ذلك الحوار.
ونعتقد أنه من باب العقلانية والهدوء كان يجب أن لاننجرّ إلى محاولات الأستفزاز التي يُريدها أعدائنا والتي قد تكشف نقاط ضعفنا بل على العكس بأن نلتزم الهدوء والترّوي في معالجة هذا الخلل خصوصاً وإن دستورنا وقوانيننا تُحرّم على حزب البعث المحظور ورموزه العودة إلى السلطة ودخول العملية السياسية مرة اخرى.. فلا يجب أن يستفزّنا ذلك البرنامج الهزيل الذي كان مُجرد إستعراض أُنثوي لجمال إمرأة أجادتْ عمليات التجميل في إبراز مفاتنها.
لكن لاننسى ونحن في ذروة التحكّم بأعصابنا أن الغضب والأستفزاز الذي أصاب البعض ربما إستفاد منه سياسيون وأصحاب قرار فاسدين ولصوص من هذا الظهور الإعلامي لرمز من رموز النظام السابق لإستثارة الرأي العام وإستمالتهم إلى هذه الوجوه البائسة التي فقدتْ كُل بريق الأنسانية لأغراض إنتخابية لتذكيرهم بجرائم هذا النظام.
وفي كل الأحوال لابد أنّ (رغد) ومن يقف ورائها أرادتْ أن توصل رسالة مُبطنّة إلى الشعب العراقي في ظل هذه الظروف السياسية والأقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن العراقي لمقياس مدى مقبولية الشعب لعودة (رغد) إلى الساحة السياسية ومقياس ردود الأفعال.. ربما يكون ذلك.