اليوم اصبحت نهاية داعش حقيقة مسلم بها وخاصة في المدينة الاهم وهي مدينة الموصل مدينة الحدباء الابية معقل الخلافة المزعومة لاكبر تنظيم ارهابي عرفه التاريخ.
وفي هذه الاثناء يدور صراع حاد خلف الكواليس في بغداد لاستغلال هذا النصر واستثماره لصالح جهة معينة خاصة اذا علمنا ان الطرف الكردي اخذ بريقه بالخفوت وتأثيره على مجرى الحياة السياسية اقل بكثير مماهو عليه سابقا ولم يعد يمثل بيضة القبان كما كان في السابق وخاصة بعد اعلانه عن اجراء استفتاء لتقرير مصير اقليم كردستان ومعارضة الكثير من الدول لهذا الاستفتاء، اما الطرف الاخر في المعادلة فهم السنة وهو الطرف الاضعف فيها ولايملك من الامر شيئاً سوى ذر الرماد في العيون واستمرار اللعبة السياسية فيه وليس العملية السياسية وخاصة ان اغلب مناطقه يسيطر عليها من قبل قوات الحشد الشعبي والقرار مصادر بالكامل من قبل هذه القوات، اما العلمانيون والوطنيون فهم ثلة وتأثيرهم يقتصر على اللقاءات الاعلامية وليس لديهم طرف دولي حقيقي يدعمهم .
هنا يبقى الطرف الشيعي وهو الاقوى والاهم في هذه المعادلة ومدعوم بشكل مباشر من قبل ايران ويعتقد انه بتضحياته استطاع طرد داعش من المناطق التي احتلتها ولكن هذا الطرف لديه صراع خفي وقوي في هذه المرحلة ويتمثل في ثلاثة اقطاب وهم حيدر العبادي المدعوم امريكيا ولديه قبولا عربيا وغريمه نوري المالكي ويمثل الطرف الايراني في الحكومة والبرلمان وتدين اغلب قوات الحشد بالولاء له ويعتبر نفسه صاحب فكرة تأسيس الحشد الشعبي ويعتبره رأس الحربة في التغيير القادم اما الطرف الثالث فهو الشاب المتحمس عمار الحكيم وتياره على الرغم من انه اضعف من الطرف الاول والثاني الا انه يراهن ان يكون احد الحلول التوافقية اذا احتدم الصراع على السلطة في بغداد وخاصة بعد ان حصل على ثناء المرشد الاعلى للعب دور جديد في العراق، اما التيار الصدري فلم يحزم امره بعد ومازالت خطواته متعثرة على الرغم انه الاقوى في الشارع الشيعي الا ان كوادره غير مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة خاصة انه فشل في التغيير في الحراك السابق.
هذه الاطراف جميعها تتصارع من اجل السيطرة على ادارة الدولة العراقية وسيصبح هذا الصراع علنا خلال الايام القلية القادمة وستخلق بؤر جديدة للتوتر تصل حد الصراع والاقتتال من اجل ابعاد المؤسسة الامنية. وقوات الحشد من التدخل في هذا الصراع وسيقوم تنظيم داعش الارهابي بمهاجمة مدن اخرى بالعراق ليس من الضروري ان تكون تلك المدن سبق وان احتلها وستضطر قوات الحشد الشعبي الى الانسحاب من بعض المناطق التي يسيطرون عليها للدفاع عن تلك المدن التي ستهددها داعش خاصة اذا علمنا ان هناك الكثير من القيادات التي هربت من الفلوجة والموصل والرقة. وسوف تسهل عملية تحرك قيادات داعش في بادية الفرات الاوسط وخاصة انها مناطق شاسعة لا يمكن حمايتها بسهولة وابنائها اغلبهم يقاتلون في مناطق اخرى من العراق والايام حبلى بكثير من التطورات الخطيرة على الساحة العراقية.