أصبح من المؤكد أنّ ساعة الصفر لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قد حددت فعلا بعد مغادرة محققي الأمم المتحدة الأراضي السورية يوم الجمعة القادم , وأصبح من المؤكد أيضا أنّ ضربات صاروخية وجوّية ستوجه إلى أهداف عسكرية حيوية , الهدف منها تدمير قدرات النظام العسكرية وأسلحته الستراتيجية التي يمتلكها .
فترسانة النظام السوري من الصواريخ الستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل تشكل تهديدا جدّيا على الأمن الأسرائيلي , وتدمير هذه الترسانة من الأسلحة يشّكل هدفا ستراتيجيا لأسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية , فأسرائيل هي المستفيد الاول والأخير من هذه الضربة وتدمير سلاح سوريا .
ومن أجل استكمال هذا السيناريو وتحقيق هذه الغاية لا بدّ من صدمة قوية يهتز لها الضمير العالمي وتوجه اصابع الاتهام فيها للنظام السوري , باعتباره هو الذي ارتكب هذه الجريمة المروّعة , ومن ثمّ تشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لشن الحرب على سوريا , والمبرر هو إنقاذ الشعب السوري من نظامه المجرم .
فليس من المنطق أو الحكمة أن تتوفر الفرصة لإسرائيل بتدمير سلاح عدوتها سوريا ولا تفعل ذلك , وليس من الحكمة أيضا أن لا تستغل اسرائيل هذه الحرب الدائرة في سوريا دون أن تسعى لتحقيق أهدافها بتدمير سوريا وحزب الله من ورائها .
لكنّ الذي يحزّ بالنفس أن تتولّى دول عربية وإسلامية تحقيق هذه الأهداف الإسرائيلية , فالسلاح الكيمياوي الذي استخدم في سوريا هو مؤامرة سعودية قطرية تركية , نفذّتها تنظيمات إرهابية من أجل توجيه أصابع الاتهام للنظام السوري .
إنّ ما تقوم به مملكة الشر في السعودية وقطر وتركيا هو جريمة بحق العروبة والأسلام وجريمة ضدّ الشعب العربي السوري , فالدمار الهائل الذي حلّ بهذا البلد الأمن والشعب المسالم ما كاد أن يحصل لولا أموال قطر والسعودية , ولولا هذا الحقد الطائفي الأعمى , فالأهداف تلاقت , وتدمير الحلف الثلاثي القائم بين إيران وسوريا وحزب الله قد آن اوانه .