19 ديسمبر، 2024 12:50 ص

قراءات في الأزمة السورية المتفاقمة

قراءات في الأزمة السورية المتفاقمة

أصبح من المؤكد أنّ ساعة الصفر لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قد حددت فعلا بعد مغادرة محققي الأمم المتحدة الأراضي السورية يوم الجمعة القادم , وأصبح من المؤكد أيضا أنّ ضربات صاروخية وجوّية ستوجه إلى أهداف عسكرية حيوية , الهدف منها تدمير قدرات النظام العسكرية وأسلحته الستراتيجية التي يمتلكها .
فترسانة النظام السوري من الصواريخ الستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل تشكل تهديدا جدّيا على الأمن الأسرائيلي , وتدمير هذه الترسانة من الأسلحة يشّكل هدفا ستراتيجيا لأسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية , فأسرائيل هي المستفيد الاول والأخير من هذه الضربة وتدمير سلاح سوريا .
ومن أجل استكمال هذا السيناريو وتحقيق هذه الغاية لا بدّ من صدمة قوية يهتز لها الضمير العالمي وتوجه اصابع الاتهام فيها للنظام السوري , باعتباره هو الذي ارتكب هذه الجريمة المروّعة , ومن ثمّ تشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لشن الحرب على سوريا , والمبرر هو إنقاذ الشعب السوري من نظامه المجرم .
فليس من المنطق أو الحكمة أن تتوفر الفرصة لإسرائيل بتدمير سلاح عدوتها سوريا ولا تفعل ذلك , وليس من الحكمة أيضا أن لا تستغل اسرائيل هذه الحرب الدائرة في سوريا دون أن تسعى لتحقيق أهدافها بتدمير سوريا وحزب الله من ورائها .
لكنّ الذي يحزّ بالنفس أن تتولّى دول عربية وإسلامية تحقيق هذه الأهداف الإسرائيلية , فالسلاح الكيمياوي الذي استخدم في سوريا هو مؤامرة سعودية قطرية تركية , نفذّتها تنظيمات إرهابية من أجل توجيه أصابع الاتهام للنظام السوري .
إنّ ما تقوم به مملكة الشر في السعودية وقطر وتركيا هو جريمة بحق العروبة والأسلام وجريمة ضدّ الشعب العربي السوري , فالدمار الهائل الذي حلّ بهذا البلد الأمن والشعب المسالم ما كاد أن يحصل لولا أموال قطر والسعودية , ولولا هذا الحقد الطائفي الأعمى , فالأهداف تلاقت , وتدمير الحلف الثلاثي القائم بين إيران وسوريا وحزب الله قد آن اوانه .