18 ديسمبر، 2024 10:18 م

قد ذهبنا، ربما أيدي سبأ

قد ذهبنا، ربما أيدي سبأ

1

أيّ وسْواسٍ سيخْبو في زنازينِ الفضولِ
إنْ تَنَوعنا فصدقٌ في أناشيدِ الوصولِ
أو تَعَولَمْنا فإنّا جمرُ شكِّ في مَتاهاتِ العبورِ
كم يجيءُ الصّمتُ عمقاً
ويعيدُ الصوتُ أنغامَ الحبور

خُذلَ الحُبُّ على غمزة كرسي
ونما حقدٌ على افق منصة
فلماذا نستعيدُ الشهواتِ
غصّة من بعد قصةً
ونحومُ كالضباع
ذلة من بعدِ زلة.
حينما يَستَفُّنا الغَمْرُ على
غفلةِ رقصٍ في عزاءِ!
لم تَفضْ كلُّ الدموع
فالقيود عُلِّقتْ بين السُّطور

2

نتشظّى كلّما بُحْنا بأعراسِ اللقاءِ
نَتَشظّى كلّما قُلْنا اقتربْنا من خُطى النَّبعِ
لنُسقيَ كفَّ أطفالِ البقاءِ
نتشظّى كلّما قُلْنا بأنّا سنُقاومُ
وبأنّا لن نساوِمَ
وبأنّا عِندَ أبوابِ الظلامِ
سنُزكّي وهجَ الشّمسِ ليأتي
صُبْحُنا الأجملِ مِنْ عتمِ الوصايا
وبأنّا …
نظرةٌ نحو فضول المائدةِ
اسقطتنا

3

بَعْثَرتْنا الأزمنةُ
لم نجدْ غيرَ مفاتيحِ الفنادقِ
وبياضِ الأكفنةِ
كالممرات إلتقينا
خلفَ أبوابِ النّوايا المُزمنة
ناشرينَ الليلَ في أروقةِ الشهوةِ صبراً
بانتظارِ الكهنة
العباراتُ استطالت واستطالت عِندَ بُكمِ الألسِنة
فعلى معصمِ نبضِ الكلماتِ غيبتْنا
متعةُ الفيضِ الإلهيِّ وبحثٌ
عن نعيمِ المأثمة

4

فاجأتني صرخةُ النَّرْجسِ إذ أجمعُ حرفي لوفاءِ الشهداءِ
ـ أين أوقدتَ قلوب الشعراءِ
ـ أين ناسَلت بذور الأصدقاءِ
أين أفرعتَ جناحَ الأبرياء
أيـــــــن
أين…
في ضواحي الخوفِ أو فوق منصّاتِ البغاء؟
كي تُغطّيها استعارات خداع الفقراء
وَهَمٌ يُشجيكَ أنْ تعزفَ قول السُّفهاء
أو تُغطّي جثثَ العهرِ بعريِّ الأمراء
كلّنا نكتمُ غشّاً
حينما نخفي ثيابَ الجبناءِ

5

وَجَعٌ يملأُ صدقي
وكتاباتي احتراقي
فأنا ما عدتُ أحتاجُ لغشِّ الأوصياء
ورقٌ في ورقٍ.
وحديثٌ هو صمتُ الغرباء
كلّهم قالوا بإنَّ اللّـهَ واحد
وعلى أحرفِهِ
دارت حروبُ الافرقاء.

6

وقفَ الجمعُ جَنابةْ
رتلوا السُّوَر الطوال
هتفَ الكلُّ زهوا وحماسةْ
ثم خرّوا
سُجَّداً
مجداً لجيشِ الاحتلال

طارق الحلفي