يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أوضاعا صعبة جدا غير مسبوقة من أهم وأخطر معالمها، عدم تمکنه من إخماد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة للشعب الايراني من جانب، وعدم قدرته على کبح جماح التحرکات والفعاليات المتواصلة للمقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران، هذا إضافة الى أحداث وتطورات دولية بالغة السلبية ضده نظير قرار الکونغرس الامريکي الذي أعلن وقوفه مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وتإييده لبرنامج البنود العشرة لحل المعضلة الايرانية لزعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مريم رجوي، وصدور قرار المحکمة الالمانية برفض إفتراءات مجلة ألمانية ضد مجاهدي خلق بعد أن دسها النظام ضدها، وهذا ماأصابه بحالة من الذعر باتت تبدو واضحة جدا في مواقفه وردود فعله المتسمة بالتوتر والتشنج.
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والانتفاضتان الاخيرتان ولاسيما إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني2019، والدور المحوري للذراع الرئيسي للمقاومة الايرانية، أي منظمة مجاهدي خلق في قيادتها وتوجيهها من خلال معاقل الانتفاضة والتمکن من توجيه العديد من الضربات الموجعة للنظام وحتى إجبار جلاوزته القمعيين على الهروب عند إصطدامهم مع المحتجين في العديد من الاماکن، الى جانب إن المقاومة الايرانية وبالاضافة الى دورها المٶثر في داخل إيران، فإن نشاطاتها وفعالياتها المتباينة على الصعيد الدولي والتي تقوم من خلاله بفضح جرائم وإنتهاکات والممارسات القمعية للنظام، تجعل من الاخير يعاني کثير من جراء ذلك وإن ترکيز العديد من الاوساط السياسية والاعلامية على إن النظام صار”يترنح” من جراء ذلك، شهادة على إن الشعب والمقاومة الايرانية يسيران في الاتجاه الصحيح وإنهما يمسکان بالنظام القمعي من تلابيبه.
الضربات المتتالية والموجعة التي دأبت المقاومة الايرانية على توجيهها لمختلف مفاصل النظام وعلى مختلف الاصعدة، أعطت وتعطي أکثر من إنطباع على إنها الطرف السياسي الايراني المعارض الاکثر قوة ودورا وتأثيرا على النظام، بل وإن العديد من تصريحات ومواقف قادة النظام الايراني صارت ترکز على التخوف من دور المقاومة الايرانية وساعدها الايمن منظمة مجاهدي خلق، وإنه أکبر إنتصار سياسي للمقاومة الايرانية بأن تنجح في إيصال النظام الى الاوضاع الوخيمة الحالية وتجعله في زاوية ضيقة ينتظر الضربة القاضية التي ستطيح به وتنهي وجوده کاملا، والذي يلفت النظر إن المقاومة الايرانية عندما تقوم بعقد مٶتمرها الدولي الاخير بمناسبة الذکرى الاربعين لتأسيس المقاومة الايرانية عبر شبکة الانترنت من خلال 2000 نقطة من سائر أرجاء العالم وحظي بتغطية إعلامية دولية کبيرة فإنها تٶکد وتثبت قدرتها وجدارتها للشعب الايراني وللعالم أجمع من إنها البديل الديمقراطي الوحيد للنظام، والاهم من ذلك إن هناك التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي سيتم عقده في 17 تموز القادم، تحت عنوان” المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة لتأييد انتفاضة الشعب الإيراني”، يعتبر منذ الان مصدر إزعاج وقلق للنظام لما سيترکه من آثار قوية على الاوضاع في داخل إيران ويجب هنا أن لاننسى مدى خوف هذا النظام من التجمعات السنوية العامة للمقاومة الايرانية والتي أوصلته الى حد السعي للقيام بمخطط إرهابي لتفجير مکان التجمع السنوي العام في باريس عام 2018، وتم الالقاء على المتورطين في العملية وعلى رأسهم قائدها، أسدالله أسدي، السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا.
الشعب الايراني الغاضب والحانق على النظام والذي يواصل إحتجاجاته ضده والمقاومة الايرانية العنيدة في مواجهتها ضد النظام والمصرة على أن لايتوقف النضال مهما کلف الامر حتى يرى العالم کله وليس الشعب الايراني فقط کيف سيتهاوى ويتم إلحاقه بسلفه النظام الملکي البائد.