ظواهر التهاوش.. والتناوش.. والتهميش والإقصاء هذه منفذها الوحيد.. وداعمها المساند.. وثغرتها الآمنة، الأختلاف! والأختلاف وحده، يمهّد لها الطريق ويدلها على مواطن الضعف، ومراكز الإختراق.. ويضع صاعقها على الزاوية التي تجعل البناء ركاماً!. والقوم يعلمون ولا يعلمون.. سكارى وما هم بسكارى.. قد تكون الأتقى.. والأورع.. لكن هذا لا يلغى ايمان الآخرين.
وقد تكون الأصلح.. والأجدر لكن هذا لايعني عدم جدوى الآخرين.. بل قد تكون مصيباً ومحقاً وليس في ذلك خطأ وبطلان رأي الآخرين. ونزاهتك ليست بالضرورة فساد الآخرين.. ونجاحك ليس تأكيداً على فشلهم! لماذا لا تكون آراؤنا صواباً.. تحتمل الخطأ، وآراء الآخرين خطأ تحتمل الصواب؟! لماذا نوكل للتصور ونبني على مقتضاه تطلعاتنا المستقبلية، ونُصدر قراراتنا المصيرية ونطلق أحكامنا القطعية، وهو مفهوم ذهني ليس له تطبيق على ارض الواقع في حين يترتب على هذه القرارت، ويتوقف على هذه الأحكام مصير امة ومستقبل اجيال؟! متناسين ان الفرصة التي جمعتنا ستمر مر السحاب، واللحظات المناسبة معدودة، والفسحة الملائمة قد لا تتكرر، وتضييعها إفراطاً او تفريطاً يوجب لعننا من اقرب المقربين فضلاً عن الأبعدين.. والآتين بعد تعاقب السنين كوننا إستحضرنا “الأنا”، اللعينة ونسينا الـ”نحن” المحببة الواجبة، حتماً سنكيل الشتائم، ونرمي التهم على الطرف المقابل، فحسب تصورنا انه سبب الفشل الحاصل “وسيبادلنا” بأقذع منها وحسب تصوره ان العلّة فينا! مشكلتنا -وما اكثر مشاكلنا- اننا كثيراً ما نتصور.. وقليلاً ما نتعظ، “أولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرةً او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يتذكرون”، وحين نوضع مع الفشل الذي حققناه -وجهاً لوجه- نعلل، وما أذكانا بإختلاق المعاذير ونصب “الشمّاعات” وربما الأسهل رميها على اسرائيل حسب نظرية المؤامرة التي لازمتنا حتى قبل خلق اسرائيل بعصور!.