فهو كالجزار فينا يذكر الله ويذبح. يقول الأستاذ عباس محمد العقاد. ان النزاع ببن علي ومعاوية. لم يكن خلافا على شيء واحد. يتجسم فيه النزاع بانتصار هذا او ذاك . ولكنه كان خلافا بين نظامين متقابلين ومتنافسين. احدهما يمثل الخلافة الدينية والآخر يمثل الدولة الدنيوية. يقول الأستاذ محب الدين الطائي. هل اهل السنة المحمدية يدينون لله. على ان عليا ومعاوية ومن معهما من اصحاب رسول الله ص. كانوا جميعا مع اهل الحق وكانوا مخلصين. ونود ان نساءل الأستاذ الخطيب عن معنى هذا الحق. الذي يقول به. فإذا كان الحق في إقامة دولة فاتحة باسم الله ورسوله. فرأيه مقبول. والجدير به اذا ان يفضل معاوية على علي. لا ان يساوي بينهما. فان عليا فرق جماعة المسلمين. وأضعف قوادها. بينما وحد معاوية تلك الجماعةوقادها نحو النصر الواسع والترف العظيم. ولنا ان نقول ان عليا كان ينظر في الحق. بمنظار اخر اذ كان يعتبر الاسلام دينا قبل ان يكون دولة. وهو فد جاهد في سبيل الله في سبيل العدالة والمساواة. اكثر مما جاهد في سبيل الفتح والغلبة. لقد كان محمداص ثاءرا حتى مات وكذلك تلميذه علي ابن ابي طالب. ولهذا وجدنا المهاجرين والانصار الذين اتبعوا النبي ص محمدا في ساعة العسرة. يتبعون عليا حين قاد الثورةمن جديد على خصومها من قريش. وصف الخصوم عليا بانه سفك دم المسلمين. وهذا الوصف ذاته الذي قال به أعداء النبي ص. حين سموه نبي الحرب. كانهم يظنون ان مكافحة الظلم والمترفين امر هين. يستطيع ان يقوم به المصلح. عن طريق الخطب والمواعظ الرنانة. وقد ظلت قريش تذكر قتلاها في بدر. وتحاول الانتقام لهم حين بعد دخولها الاسلام بزمن طويل. يقول الدكتور طه حسين ان واقعة الحرة التي أراد بها يزيد بن معاوية. والتي انتهكت فيها حرمات الانصار. وقتل فيها ثمانون من البدرين. إنما ارادت بها قريش ان تنتقم من الذين انتصروا عليها في بدر وأذلوا كبريائها. وما اشبه اليوم بالبارحة. فالهجوم المبرمج ضد الشعب الفلسطيني. من قبل النظام العنصري الصهيوني بالتعاون مع مشايخ الخليج والحكام العرب. ان الدماء التي سكبت على ارض فلسطين وتدنيس القدس. هو رد على تهديم الأصنام في مكة المكرمة. عند ظهور رسالة السماء على قلب سيدنا محمد ص. كتب الامام علي. اما بعد فاءنا كنا نحن وانتم على ماذكرت من الألفة والجماعة. فرقت بيننا وبينكم. أنا امنا وكفراتم . واليوم أنا استقمنا وفتنتم. وما اسلم مسلمكم الا كرها. من مفاقات التاريخ. ان تتخذ الدولة الأموية مقتل عثمان شعارا لها. ثم تأتي المعارضة بعدها فتتخذ من مقتل الامام الحسين ع شعارا مضادا. وصار التاريخ الاسلامي يتمرجح بين هذين الحقلين زمنا. فكان كل فريق يبالغ في في تصوير شعاره. وفي أذاعته بين الناس. احدهما يبكي على عثمان والآخر يبكي على الحسين. انظر احيانا الى بعض المتزعمين الذين يتصدرون المواكب او يقيمون الولائم باسم الامام الحسين. فاءراهم لايختلفون في اخلاقهم عن بني أمية. ولست استبعد من احدهم ان يقتل الحسين. حين ياءمره يزيد او يغمز له معاوية. انهم يبكون على الحسين. ثم يقتلونه في الأشهر الأخرى أسس هذه الطقوس بنى بويه. وهم سلاطين يريدون ان يدعموا ملكهم بها. ثم جاء من بعدهم سلاطين اخرون. فالخطباء يبكون فيها ويطيلون البكاء وبهذا انقلبت تلك الشهادة الكبرى. الى ألعوبة يلهوا السلاطين ويضحكون على ذقون الناس البسطاء.