18 ديسمبر، 2024 7:17 م

قدوتنا الحسنة التي نحتاجها

قدوتنا الحسنة التي نحتاجها

في كل امة نجد شخوصا يمثلون محطة مضيئةً، لهم دور بارز في نضج الام ورقيّها ووعيها وثرائها، ويبرز الارتباط الوثيق لهم  بقيم التضحية وإلايثار والبطولة والفداء..
مثل هؤلاء علمونا كيف يجب أن نحيا وكيف نكون، وعلى أي شيء نتوحد ونتكاتف وأيَّ سبيل نسلك ونمضي وبأي أهداف نتمسك ونتعاهد.. ومن أبرز أمثلتهم شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، الذي كان أبا حنونا لجميع العراقيين، ومدافعا صلباً عن حقوقهم بلا إستثناء.
لقد كان (قدس سره) يثق كثيراً، في قدرة العراقيين على تجاوز المحن، وحرصهم على وحدة التراب، ودفاعهم عن القضايا الوطنية الخالصة.. فكان يراهن على صلابتهم وعزمهم، في المضي نحو إنشاء دولة وطنية مقتدرة في الخدمة والرعاية، تحفظ مصالح العراقيين من خلال حكومة تؤمن لهم العيش بحرية وكرامة.
كان متمسكاً في منهاجه السياسي برباعية (الوحدة والحرية والاستقلال والعدالة ) وكان يعدها أهدافاً أساسية، في مشواره ونضاله المتواصل الطويل، والتي يجب ان تكون هي مرتكزات بناء النظام السياسي الجديد.
كان من دعاة وحدة الشعب العراقي، بكل تلاوينهم وأطيافهم ومكوناتهم، ويعمل على إنتزاع حريتهم، من مخالب الإستبداد والديكتاتورية، مؤمناً باستقلال وطنه وعزته وكرامته في كل الميادين، من خلال بناء دولة عصرية عادلة، لينعم في ظلها جميع أبناء شعبه الأبي، فهي  أهدافه العالية التي يجب أن نتمسك بها ونعمل من أجلها، وندعو لها ونبشر بآثارها في كل الظروف.
كان شهيد المحراب شجاعاً صلباً، في المواقف الحساسة والمفصلية والخطيرة، وكان متواضعا ومتعاطفا مع قضايا شعبه وآلامهم وجراحاتهم، لم يتنازل عن تلك القضايا والهموم، بالرغم من كل ما تعرض له من مخاطر ومصاعب ومصائب، في نفسه وفي أهله وأسرته وإخوته وذويه.. فقد تعرض طوال حياته الى محطات، ازدحمت بالملمات والمواقف الصعبة.. من السجن والتعذيب، والملاحقة والتنكيل والهجرة، والاستهداف المادي والمعنوي، ومحاولات الاغتيال المتكررة، حتى فقد الأهل والأحبة، وعاش لوعة ومرارة استشهاد الأصحاب ورفاق الدرب والمسيرة، ولم تكن كل تلك الهموم والضغوط، تجعله ينهار أو يستسلم، أو يتراجع أو يعتزل.
كان فاعلاً لا منفعلاً، ومؤثراً لا متأثراً، وقائداً لا منقاداً، وجامعا لا مفرقا، كانت له القدرة على أن يصنع تياراً ومشروعاً وطنياً و رساليا، بحجم الدماء والتوقعات، وهي صفات جعلته محوراً ومرتكزاً للجميع، لذلك صار هو لنا قدوة حسنة وأنموذج يحتذى به، نحتاج ان نسترجع خطاه، لنسبر على هداها..