عديلة حمود قاتلت الإرهاب ميدانيا على خطوط الصد
المتأمل بعمل الوزارات، يجد د. عديلة حمود.. وزيرة الصحة السابقة، من انشط وادق واكثر المسؤولين حماسة، في التفاني بأداء الواجب، متخطية مبدأ “إسقاط الفرض” الى التماهي.. تفاعلا مع المهمة؛ بإعتبارها تكليفا ربانيا وواجبا وطنيا وثقة إنسانية لا بد من أن تصونها.. وفاءً.. بالإخلاص والمواظبة على ديمومة الانتماء للذات؛ فكرامة المرء رهينة بحسن عمله!لذا فهي الأبعد في حسابات الشارع، عن شمولها بالتغيير؛ لأنها واحدة من قلائل رضي الناس عنهم، ولم يرد ذكر لها في احتجاجات المتظاهرين المطالبين بالاصلاحات؛ لذا لا يعد تغييرها جزء من الاصلاح؛ لأنها غير مشمولة بطلب التغيير من الجماهير الغاضبة في ساحة التحرير.. يعني قرار تغييرها جانب الصواب، وكما يقول البغداديون “ثرد جنب اللكن” فهي تستحق ان تبقى وزيرة وتستوزر لولاية اخرى؛ لأنها قاتلت الارهاب من خلال دعمها المتواصل للجيش والحشد الشعبي والشرطة وسرايا السلام وكل ما آمن برب العراق إلها.بعثت ملاكات الوزارة، في فرق طبية، رافقت المتقدمين على الصفوف الاولى، وإلتحقت بهم.. شخصيا، فكانت قدوة لأي مسؤول متخاذل عن التفاني في عمله؛ لكن.. مع الاسف.. قرار التغيير، جعلها عبرة لمن يخلص في الولاء لبلد لا يثمن جهد أبنائه.. يتنكر لهم متنصلا من إلتزاماته الواجبة؛ بإعتبارها أبوة نظير بنوتهم البارة!وقفت على جبهات الصد تقاتل “داعش” تشد عزائم المجاهدين، في ساحة معركة.. تماساً مباشراً مع العدو لتوصل بيدها شحنات الدواء الى الابطال، غير مبالية بالموت إذا وجب!لم ترفع شكاوى فساد على “الصحة” خلال عمل د. حمود وزيرة فيها، ولم نشهد مأخذا.. الكمال لله.. على شخصها، في هذا الزمن الذي لم يبقَ فيه ملاك الا وتشيطن، بل نقت الوزارة من مدراء فسادين وساعدت ذوي الاحتياجات الخاصه واصحاب الدخل المحدود.وبهذا يكون العبادي، قد إلتف على إرادة الشعب، بإقالة د. عديلة حمود، من وزارة الصحة؛ لأنها غير المقصودة بالاصلاح، من قبل المتظاهرين الذين ينظرون إليها بإحترام، مقدرين سعة المسؤولية المناطة بها، بإعتبار الصحة اولى أولويات المجتمع، في أية دولة، ودولة العراق تعوزها ألف حاجة وحاجة، كي تلبي متطلبات الصحة، وبرغم جسامة الافتقار للمستلزمات الاساسية، الا انها نهضت بالوزارة من رماد “الماكو” غير آبهة بالتقشف تقتيرا في موضع لا يصح فيه تقتير؛ لأن الصحة خط فائق الحرمة؛ لإرتباطها بحق الحياة، الذي يعد أقدس أقداس الوجود.إذن قرار الاقالة اعطى درسا للمخلصين، كي لا يندفعوا بالجدية، في بلد لا يميز الفروقات الفردية، إنما تتساوى فيه الـ… وأم شعر، بل الاولى (…) تتقدم!العبادي لم يلتف على القانون فقط، بإقالة عديلة حمود، إنما إلتف على إرادة المتظاهرين وشتت رأيهم بالمفسدين الذين وقاهم بهذا القرار، بعد ثبوت عدم قانونيته.. وخطئه إجرائياً؛ فليته يتراجع عنه، مرجحا حاجة الشعب وقطاع الصحة، لوزيرة مثلها، في وقت شح خلاله الانسان المثال!