22 ديسمبر، 2024 3:03 م

قدوة مثلى لمزدوجي القضية..

قدوة مثلى لمزدوجي القضية..

أبو سعود.. عزيز محمد.. هنئياً للثرى يحتضنك

أعلن الحزب الشيوعي الكردستاني.. أمس الأربعاء، وفاة سكرتيره السابق عزيز محمد، في محافظة أربيل، عن 94  عاماً، قضاها قدوة مثلى للمناضلين، مزدوجي القضية؛ إذ حمل معاناة كرديته، في ظل حكم البعث الطاغي، طوال عمر تدافعت سنواته ألما، وتبنى الفلسفة البلشفية.. شيوعيا ماركسي الرؤى..

لن أستعرض عمره المشاعة تفاصيل سيرته، في الموسوعات العالمية، قدر ما أستعرض سيرة نضالية، أعتد بها كعراقي، أهتدي بسفر الأبطال المحليين الذين حققوا مكانة عالمية، بما زخروا به من عطاء.

إذ إلتقط الراحل مقومات البطولة، بخصوبة وعي مبكر، تأثراً بمعلمه عز الدين فيض، الذي ساعد على إنضمامه لجمعية “هيوا – الأمل” وهو غض.. مرتقياً الى حزب “شورش – الثورة” ليدرك لعبة الأحزاب بجد مؤثر، تكلل بالإنتماء للحزب الشيوعي، متبوئاً مسؤولية فرع أربيل.

السجون.. وأتعس ما خاض منها عزيز محمد، نقرة السلمان، صقلت الإستعدادات القتالية المسالمة، قدر إبادة جيش من شياطين البعث، بالكلمة المثلى، محرزا ميداليات وأوسمة كشخصية شيوعية هامة لها تأثيرها في دول العالم، آخرها وسام “البرازاني الخالد” الذي قلده إياه رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني، يوم 10 حزيران، من العام الماضي، في منتجع صلاح الدين بأربيل.أسي وتبادل التعازي، إلا في حدود المجاملات المؤقتة؛ لأن الموت حتمية، لا فكاك منها، وما الحزن إلا ردة فعل، تنتسى مع تكرار الأيام الهابة بالفواجع والأفراح، تترى من دون أن ينضب الحلم بـ “يوتوبيا – جنة على الأرض” كل مفكر يتحرز دونها بإيديولوجياه الفلسفية، منطلقاً من جوهر قناعته، يعممها على أنها الحل؛ فتتعدد الحلول وتتشظى المشكلة، والأمل عالق بمجيء المنقذ.

مات عزيو محمد، مستنفدا عمره في تغيير قدر الشعب الكوردي، ومن ورائه وطن مسفوح للإرادات المدججة بالقسوة.. يواجهها بالسلام.. سلاماً عزيز محمد، والذكر الطيب لمن نذروا موتهم المشرع طوال الحياة، في سبيل خدمة الإنسانية.

لم يؤجل كرديته وهو يسعى لإرساء دعائم إشتراكية شيوعية، تبسط وفرتها، على قمم الجبال وتكسرات الوديان نزولاً بإتجاه السهول والصحارى والأهوار، بإمتداد خريطة الموت العراقي المشنوق بالواقع والخيال.

وبهذا عاش معنى شامخاً، مات قدوة تحتذى من قبل حاملي القضايا المتعددة الجوانب، الذين ينوؤن بثقل عناء الشعب.. على العموم والتخصيص.. مزدوجي النضال.